ماليزيا تقتحم الأسواق العالمية للأزياء المحتشمة
270 مليار دولار الإنفاق على الأزياء الإسلامية في 2017
الدراسات توقعت أن تصل قيمة تجارة الأزياء المحتشمة إلى نحو 484 مليار دولار في غضون السنوات المقبلة.
تشهد تجارة الأزياء المحتشمة اهتماما ملحوظا في الأسواق ومنصات الموضة العالمية بشكل متسارع، الأمر الذي حدا بالشركات في ماليزيا إلى البحث عن فرص لإثبات نفسها في هذه التجارة المتنامية.
ولا تقتصر الأزياء المحتشمة على النساء فحسب، بل إن للرجال أيضا نصيبا من اهتمام شركات الأزياء في العالم، وإن كان بشكل أقل لأنهم لا يخضعون لقيود عديدة مقارنة بالنساء.
وفي هذا السياق، يقول مدير قسم أنماط الحياة في هيئة تنمية التجارة الخارجية الماليزية أبوبكر يوسف: إن "هذه الأزياء تعتبر أحد القطاعات المهمة في صناعة الحلال بعد قطاع الأغذية والمشروبات".
وأضاف خلال منتدى (الأزياء المحتشمة) الذي عقد ضمن أعمال (المعرض الدولي للحلال) الذي أقيم أخيرا في ماليزيا: "لقد أدركت الدول الغربية أهمية هذه الأزياء من خلال النزعة الاستهلاكية والقوة الشرائية للحلال، حيث تتسابق شركات عالمية معروفة للحصول على مكانة في هذا القطاع، وهو ما يحتم إيجاد علامات تجارية إسلامية بارزة في عالم الموضة والأزياء".
- مصممة الأزياء السعودية أمل الشاحذي سفيرة للنوايا الحسنة في "إمسام"
- الأزياء البراقة الضخمة تزين كرنفالا تاريخيا في إسبانيا
وأشار إلى أن الأزياء المحتشمة تعد من القطاعات الناشئة والمهمة في صناعة الحلال، إلى جانب قطاع السياحة الحلال والعلامات التجارية العالمية، مضيفا أن ذلك يدل على مدى تغير الأنماط السلوكية والاستهلاكية للمسلمين وإقبال غير المسلمين إلى هذه الصناعة.
من جهتها، قالت مديرة المنتدى ماهاني واني في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا)، الأحد، أن ماليزيا لديها جميع الإمكانيات لدخول الأسواق العالمية للأزياء المحتشمة، وذلك لما تتمتع به من ثقافات متعددة تساعدها على إنتاج تصميمات إبداعية في هذا المجال.
وأوضحت واني أن أقمشة (الباتيك) المستخدمة في ملابس الأعراق الملايوية والصينية وكذلك الساري الهندي، ستكون محط أنظار الأزياء الماليزية المحتشمة، موضحة أن بلادها تمتلك نظاما بيئيا مواتيا لترويج تلك الأزياء في الأسواق العالمية.
وحول مفهوم الأزياء المحتشمة رأت واني أن "بعض النساء يفضلن عدم إظهار أجزاء من جسدهن، ويردن تغطيتها بطريقة أنيقة من مبدأ الموضة الأخلاقية" مضيفة أن هذا التوجه لفت العديد من مصممات الأزياء وحفزهن على إنتاج الأزياء المحتشمة.
وأشارت إلى أن القوة الشرائية والاستهلاكية لتلك الأزياء جعلتها من الأسواق الواعدة في الموضة العالمية، مفيدة أن بعض الدراسات توقعت أن تصل قيمة تجارة الأزياء المحتشمة إلى نحو 484 مليار دولار في غضون السنوات المقبلة.
وأضافت أن الأزياء المحتشمة هي نوع من أنواع الأزياء التي ليست حكرا على المسلمين فحسب بل تشمل غير المسلمين أيضا.
أما فيزرال حميد، المحاضر في كلية الأزياء بالجامعة التكنولوجية الماليزية، قال في تصريح مماثل: إن الأزياء المحتشمة تعتبر واحدة من تصنيفات عديدة في صناعة الأزياء العالمية، موضحا أن هذه الموضة قد تظهر وتختفي حسب النزعة الاستهلاكية تماما مثل موضة ملابس الشوارع أو الملابس الرسمية.
وأشار حميد إلى أن جمال الأزياء المحتشمة نابع من معتقد ديني يحث على الاحتشام، معتبرا بأن تحويل هذا المعتقد إلى موضة هي قيمة مضافة في عالم الأزياء تجني من ورائها الشركات مليارات الدولارات في جميع أنحاء العالم.
وأكد أن هذه الأزياء تستهدف السوق العالمي وليس الإسلامي فحسب، حيث لم تعد مجرد التزام ديني بل أصبحت رمزا عالميا للإبداع في اختيار أنماط الحياة التي تمس البشر، موضحا أن الغرض من الفنون والأزياء هو التعريف بهوية التصميمات والقصة الإبداعية التي تقف وراءها.
يذكر أن الإنفاق في الأزياء الإسلامية جاء في المرتبة الثانية ضمن قائمة إنفاق المسلمين على أنماط الحياة العامة لعام 2017؛ حيث بلغت 270 مليار دولار من أصل القائمة البالغة 2.1 تريليون دولار، وذلك وفقا لتقرير الاقتصاد الإسلامي العالمي لعام 2017-2018.
وتصدرت الأغذية والمشروبات قائمة إنفاق المسلمين على أنماط الحياة العامة بقيمة 1.3 تريليون دولار وفي المرتبة الثالثة جاء الإعلام والترفيه بقيمة 209 مليارات دولار ثم السياحة والسفر بقيمة 177 مليار دولار، ثم المستحضرات الطبية بقيمة 87 مليار دولار، ثم مستحضرات التجميل بقيمة 61 مليار دولار.
وكانت ماليزيا استضافت معرض الحلال الدولي (ميهاس) الـ16 خلال الفترة ما بين 3 وحتى 6 أبريل/نيسان الجاري بمشاركة أكثر من 1000 شركة من 40 دولة تستعرض وتقدم نحو 1.5 مليون منتج وخدمة متعلقة بصناعة الحلال.
aXA6IDE4LjExNy4xOTIuNjQg جزيرة ام اند امز