مالك الأندلسي لـ«العين الرياضية»: ديمبيلي ليس خارقاً.. وصلاح تعرض لظلم تاريخي

يعد مالك الأندلسي واحداً من أبرز المحللين الصاعدين في كرة القدم التونسية، ما جعله محل إشادة كبيرة من قبل المتابعين.
واقتحم اللاعب الأسبق لمنتخبات تونس للفئات السنية مؤخراً عالم التحليل الرياضي، بعد أن أنهى مسيرته الكروية عن عمر الـ35 عاماً من بوابة نادي سبورتنغ بن عروس.
وأظهر الأندلسي نبوغاً كبيراً في بداياته مع نادي الملعب التونسي، وهو الفريق الذي خاض معه 66 مباراة أسهم خلالها في 7 أهداف ما بين صناعة وتسجيل.
وغادر الأندلسي بعدها "فريق القلب" عام 2016 ليحمل بعدها أزياء عدة فرق معروفة في الدوري التونسي، من بينها الأولمبي الباجي وقوافل قفصة.
وفي مقابلة خاصة مع "العين الرياضية"، تحدث النجم التونسي المعتزل عن موقفه من تتويج الفرنسي عثمان ديمبيلي، نجم باريس سان جيرمان، بجائزة الكرة الذهبية 2025.
وفي نفس السياق، أشاد الأندلسي بالنجم المصري محمد صلاح، معتبراً أنه تعرض لظلم تاريخي بعدم فوزه بجائزة أفضل لاعب في العالم، بعد انتهاء حقبة هيمنة ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو على الكرة الذهبية.
وتعرض الأندلسي أيضاً للأسباب التي جعلت مستوى رياض محرز يتراجع بشكل لافت منذ انتقاله إلى الأهلي السعودي قادماً من مانشستر سيتي.
وفي سياق آخر، استبعد الأندلسي إمكانية نجاح المنتخبات العربية في التتويج بكأس العالم في المستقبل القريب، مستنداً إلى اعتبارات موضوعية ومنطقية.
وختم الأندلسي حواره بالتحذير من تراجع مستوى المنتخب السعودي في الفترة المقبلة نتيجة انخفاض وقت مشاركة اللاعبين المحليين بسبب المنافسة مع المحترفين الأجانب.
ديمبيلي ليس لاعباً خارقاً
انتقد مالك الأندلسي قرار المجلة الرياضية الفرنسية "فرانس فوتبول" بمنح جائزة الكرة الذهبية للنجم الفرنسي عثمان ديميبلي.
وقال: "شخصياً أعتقد أن مهاجم باريس سان جيرمان ليس باللاعب الخارق الذي يستحق لقب أفضل لاعب في العالم، صحيح أنه قادر مستويات قوية خلال الموسم الأخير، غير أن مسيرته الكروية لم تكن دائماً موفقة حيث عانى من هبوط مستواه في فترات متعددة".
وتابع: "أنا من أشد المعجبين بليونيل ميسي، وأعتقد أن المتوج بجائزة الكرة الذهبية يجب أن يكون من نفس الطينة، وبناء على ذلك لا يوجد لاعب أفضل من لامين يامال يستحق الفوز بجائزة أفضل لاعب في العام".
صلاح تعرض لظلم تاريخي
وفي نفس السياق، اعتبر الأندلسي أن النجم المصري تعرض لظلم تاريخي من قبل الأطراف المشرفة على جائزة الكرة الذهبية: "من الظلم ألا يفوز الفرعون المصري بهذه الجائزة بعد المستويات القوية التي قدمها مع فريقه ليفربول لفترة تزيد عن الـ7 أعوام".
وأضاف: "بعد انتهاء الحقبة التي سيطر فيها الثنائي ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو على هذه الجائزة، كان من العدل أن يقع منحها في مناسبة وحيدة على الأقل لقائد منتخب مصر".
وختم بالقول: "صلاح نجح في تطوير نفسه على جميع الأصعدة سواء تعلق منها بالبدنية أو الفنية أو الذهنية وأوجد لنفسه في كل مرة دوافع جديدة وهو أمر ليس بالهين، خاصة وأن الأمر يتعلق بلاعب تخرج في الدوري المصري".
محرز فضل الجوانب المالية على الرياضية
وفي إجابة عن سؤال وجه إليه بخصوص الأسباب الكامنة وراء التراجع الكبير في مستوى النجم الجزائري رياض محرز، قال مالك الأندلسي: "أعتقد أنه فضل التركيز في نهاية مسيرته الكروية على الجوانب المالية على حساب الجوانب الرياضية، وهو ما يفسر غياب الحافز لديه في بعض المباريات، بجانب تراجع لياقته البدنية".
وأكمل: "صحيح أن مستوى الدوري السعودي قوي ويسمح للنجوم باللعب في مستوى عالٍ، غير أن الدوري الإنجليزي يظل فريداٍ من نوعه بحكم قوة المنافسة والنسق المرتفع لجميع المباريات".
وأتم: "أعتقد أن مسألة استعادة محرز لأفضل مستوياته البدنية والفنية أمراً صعباً للغاية لعدة اعتبارات، من بينها حالة التشبع التي يعاني منها بجانب تقدمه النسبي في السن".
فوز العرب بكأس العالم معجزة في الوقت الحالي
وبخصوص إمكانية فوز أحد المنتخبات العربية بلقب كأس العالم، استبعد مالك الأندلسي حصول ذلك في المستقبل القريب وقال في هذا الصدد: "في ظل الظروف الحالية، يصعب إن لم أقل يستحيل على أحد المنتخبات العربية الفوز بالمسابقة الأبرز في العالم على مستوى المنتخبات".
وواصل قائلاً: "الفوز بكأس العالم يقتضي عدة شروط من بينها امتلاك تقاليد لعب الأدوار الأولى في المسابقة، وهو أمر تفتقده كل المنتخبات العربية بدون استثناء".
وأضاف: "صحيح أن منتخب المغرب حل رابعاً في النسخة الماضية في المسابقة، غير أنه توجد عدة عوامل ساعدته على ذلك من بينها الحضور الجماهيري، بجانب عامل المفاجأة الذي سيفتقده في النسخة القادمة".
وأتم: "لا يجب أن ننسى أن منتخبات أوروبا وأمريكا الجنوبية راكمت خبرات كبيرة في هذه البطولة، وبالتالي تحسن التعامل معها وهو أمر غير متوفر في المنتخبات العرببة".
المحترفون الأجانب خطر على المنتخب السعودي
وفي إجابة عن سؤال وجه إليه بخصوص التأثيرات السلبية لكثرة اللاعبين الأجانب في الدوري السعودي على "الأخضر"، قال مالك الأندلسي: "يجدر الاعتراف أن مستوى المنتخب السعودي تراجع في السنوات الأخيرة بسبب ضعف وقت لعب النجوم المحلية".
واختتم الحوار: "في الحقيقة، استقطاب النجوم العالمية يبقى سلاحاً ذو حدين، فمن جهة يسمح بتطوير الدوري المحلي ويجعله يقترب من المستوى العالمي، غير أنه من جهة أخرى يضر باللاعب المحلي الذي لا يجد فرصة مناسبة للعب بانتظام، وهو ما ينعكس سلبياً على لياقته البدنية ويمنعه من تطوير مستواه".