«تصفية المهمة».. مالي تطوي صفحة «مينوسما»
ينتشر بعضهم على الطريق المؤدية إلى مطار باماكو يفككون أجزاء من معسكرهم، فيما يقوم آخرون بتصفيف صناديق قرب شاحنات ضخمة رابضة بالمكان.
هكذا يبدو المشهد، اليوم الجمعة، في تلك المنطقة من عاصمة مالي: فرق تابعة لبعثة الأمم المتحدة في مالي (مينوسما) تثير التعجب بوجودها بعد انتهاء تفويضها وتوقفها عن ممارسة أنشطتها منذ نهاية العام الماضي.
لكن هؤلاء الجنود لا يزالون في البلد الأفريقي من أجل «تصفية المهمة» المخصصة للمراحل اللوجستية والإدارية النهائية، وهي المرحلة التي كان من المفترض أن تنتهي في 31 ديسمبر/كانون الأول المقبل.
لكن البعثة قررت تقديم الموعد إلى اليوم، لاستكمال جميع المراحل ووضع نقطة النهاية لوجود البعثة على أراضي مالي.
وبناء على ذلك، تستعيد السلطات الانتقالية في مالي، اليوم، معسكر مينوسما الكبير في باماكو، والواقع على الطريق المؤدية إلى المطار، وهو الأخير بعد تسليمها معسكر غاو في يوليو/تموز الماضي.
أما بقية معسكرات البعثة فقد جرى تسليمها جميعا في 2023.
ولاختصار المدة، خصصت البعثة الأممية الأشهر القليلة الماضية لنقل المعدات إلى البلدان المساهمة أو إلى بعثات الأمم المتحدة الأخرى في جميع أنحاء العالم، فضلا عن وقف العقود وإغلاق الحسابات المالية.
وكان لدى مينوسما أكثر من 15000 فرد عسكري ومدني، ومعظم أفرادها من غير الماليين غادروا البلاد بالفعل في أوقات متفرقة من العام الماضي.
وقالت الجهة المسؤولة عن تصفية المهمة لإذاعة «فرنسا الدولية»، إن "بضع عشرات" من الأجانب لا يزالون في مالي وسيغادرون البلاد تدريجيا قبل الموعد النهائي.
نقطة نهاية
بذلك، وبانتهاء فترة التصفية هذه، تطوي مالي بشكل نهائي صفحة «مينوسما»، البعثة المنتشرة منذ عام 2013 في بلد يواجه أزمة عميقة متعددة الأبعاد، بدأت بأزمة سياسية قبل أن تتخذ منحى أمنيا.
وفي يونيو/حزيران 2023، طالب العسكريون الذين استولوا على السلطة في باماكو بالقوة في العام 2020، بالرحيل الفوري لقوات «مينوسما»، قبل أن ينهي مجلس الأمن الدولي تفويض البعثة في 30 من الشهر نفسه، وأمهلها حتى نهاية العام الماضي لمغادرة البلاد.
وفي 30 ديسمبر/كانون الأول الماضي، سلمت «مينوسما»، رسميا، إلى السلطات المالية أحد آخر معسكراتها في مدينة تمبكتو الكبيرة (شمال)، وذلك قبل انتهاء انسحابها.
وكانت مواقع البعثة في غاو وتمبكتو آخر المعسكرات التي لم يتم تسليمها لأنه كان من المقرر "تصفية" مهمة البعثة فيها بعد الأول من يناير/كانون الثاني المقبل مع تسليم قطع المعدات المتبقية إلى السلطات، وهو ما حصل مبكرا.
ومنذ إنهاء تفويضها، قامت مينوسما التي كان عدد عناصرها حوالى 15 ألف جندي وشرطي وقتل أكثر من 180 منهم في أعمال عدائية، بعمليات تسليم على مراحل في ظروف صعبة أحياناً في الشمال، تحت ضغط التصعيد العسكري بين جميع الجهات المسلحة الموجودة في البلاد.