عاطفته غيّرت التاريخ.. قصة جندي أهدر فرصة إنقاذ الملايين من هتلر
قبل أن يصبح "غول أوروبا" كان أدولف هتلر عريفا في الحرب العالمية الأولى، وكان بإمكان جندي آخر إنقاذ 50 مليون شخص منه.
كان لدى الجندي البريطاني هنري تاندي فرصة كبيرة لإطلاق النار على عدوه هتلر، خلال معركة "إيبرس" التي وقعت بالقرب من قرية ماركوينج الفرنسية عام 1918.
لم يكن تاندي ليخطئ الهدف، لكن الرجل كان مصابا وينزف على الأرض ولا يقوى حتى على المقاومة، فتغلبت العاطفة على العداوة، فأرخى الجندي البريطاني بندقيته ومضى في طريقه تاركا وراءه شخصا تسبب في وفاة 50 مليون شخص وإصابة نحو 80 مليونا آخرين، بحسب ما طالعته "العين الإخبارية" في موقع "هيستوري" البريطاني.
يقول تاندي "لقد وجهت بندقيتي صوب الرقيب هتلر، ولكنني لم أملك القوة الكافية لإطلاق النار على رجل مصاب بجراح، لذا تركته يرحل".
- ترامب «عاريا».. لوحات سجناء غوانتانامو تتجاوز الخطوط الحمراء
- عشاء صيني فاخر لقادة أفارقة.. «أطباق وعود» على «مائدة التعاون»
لم ينسَ هتلر تلك الواقعة، فأصدر أوامره إلى مساعديه بأن يتتبعوا سيرة تاندي، حتى تمكنوا من الحصول على صورة مأخوذة من لوحة رسم إيطالية تظهر الجندي البريطاني يحمل على ظهره أحد جرحى جنود الحلفاء.
أخذ هتلر الصورة وعلّقها على جدار مكتبه في قمة الجبل في "بيرشتليسكادن".
اللوحة التي أوقفت رئيس وزراء بريطانيا
كان أول من سمع بهذه القصة هو رئيس الوزراء البريطاني الراحل نيفيل تشامبرلاين، ففي سنة 1938 وصل الأخير لألمانيا من أجل المفاوضات على إحلال السلام مع هتلر.
في معتكفه البافاري في بيرغوف لاحظ تشامبرلين صورة على جدار مكتب هتلر، تصور مشهدا لجنود من قوات الحلفاء، من معركة عند مفترق طرق "مينين" في عام 1914.
لم يكن لدى تشامبرلين أي فكرة في تلك اللحظة أنه كان يشهد على جزء من التاريخ.
ارتبك تشامبرلاين قليلا واحتار من الأمر، لأنه لم يكن يعتقد أن موضوع اللوحة قد يشكل مصدر اهتمام بالنسبة لهتلر، خاصة بعد الخسارة الكبيرة التي لحقت بألمانيا في الحرب العالمية الأولى.
في تلك اللحظة، أشار الزعيم النازي إلى أحد الجنود في تلك اللوحة، وأخبر ضيفه أنه كان قريبا جدا من قتله لدرجة جعلته يفقد الأمل في رؤية ألمانيا مجددا.
ونُقل عن هتلر قوله فيما بعد "لقد أنقذتني العناية الإلهية من مثل هذه النيران الدقيقة الشيطانية التي كان أولئك الأولاد الإنجليز يستهدفوننا بها".
ويُقال إن هتلر تمكن من معرفة هوية ذلك الجندي من خلال رؤيته تلك اللوحة بالذات، التي كانت تُظهر مجموعة من الجنود البريطانيين يحمل أحدهم جنديا جريحا ويحاول نقله إلى بر الأمان.
هل ندم تاندي؟
بعد أن وضعت الحرب أوزارها قال تاندي "لو كنت أعلم آنذاك من كان هتلر الذي نعرفه الآن.. فقط لو كنت قادرا على رؤية كل أولئك الأشخاص والنساء والأطفال الذين قتلهم، أنا متحسر جدا لأنني تركته يفلت".
من ضمن تفاصيل تلك المعركة أيضا وجد تاندي نفسه معرضا لخطوط نيران المدافع الثقيلة للجيش الألماني، غير أن ذلك لم يثنه عن المجازفة وتصليح جسر خشبي بمفرده مما سمح لفوجه العسكري بالعبور والفرار من الموت المحتوم.
وفي وقت لاحق من نفس اليوم، دخل في مواجهات مباشرة ضد مجموعة كبيرة من الجنود الألمان، وتمكن مع قوات فوجه من أسر 37 منهم.
لدى اندلاع الحرب العالمية الثانية حاول هنري تاندي الالتحاق بالجيش ولكن دون جدوى، وقد يكون فعل ذلك بغية أن يحظي بفرصة أخرى لمواجهة هتلر في ساحة المعركة.
وتوفي هنري تاندي عام 1978، ودُفن في قرية ماركوينج الفرنسية، حيث يُزعم أن مواجهته مع هتلر جرت في ذلك المكان.
aXA6IDE4LjIyMS4xNzUuNDgg جزيرة ام اند امز