حادث مانشستر قد يبدد آمال انحصار الشعبوية في أوروبا
بريطانيا تستأنف حملة الانتخابات التشريعية وسط تركيز على قضيتي الأمن والسياسة الخارجية في عودة لقضايا الخطاب الشعبوي
تستأنف في بريطانيا، الجمعة، حملة الانتخابات التشريعية، بعد تعليقها مؤقتا، عقب أسوأ حادث إرهابي تشهده البلاد منذ 12 عاما، ما دفع القائمين على تلك الحملات للتركيز على قضيتي الأمن والسياسة الخارجية، في عودة لأدبيات الشعبوية التي أحيا آمال قرب انحصارها فوز الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أوائل الشهر الجاري.
وكانت الحملة للانتخابات التشريعية التي ستجرى في الثامن من يونيو/حزيران المقبل، علقت منذ الثلاثاء بعد الاعتداء الذي استهدف حفلة غنائية في مانشستر وأسفر عن سقوط 22 قتيلا و75 جريحا بينهم أطفال ومراهقون.
وتعتقل السلطات البريطانية حاليا 8 أشخاص في إطار التحقيق في هذا الاعتداء الذي تبناه تنظيم داعش الإرهابي ونفذه بريطاني من أصل ليبي يدعى سلمان العبيدي (22 عاما).
وشهدت أوروبا خلال الشهور الماضية انتصارات لمعسكر اليمين المتطرف مع رواج خطاب شعبوي لعب على وتر القلق الأوروبي من انتشار الإرهاب، لكن فوز ماكرون أوقف تلك الانتصارات.
ورغم الآمال التي رافقت فوز ماكرون، قالت صحيفة "فرانكفورتر الغيماينه تسايتونغ" الألمانية المحافظة إن "أوروبا تجنبت الكابوس. فرنسا لن تكون بقيادة امرأة من اليمين المتطرف. الانتصار الواضح لإيمانويل ماكرون يعطي ثقة لكن يتعين على أوروبا ألا تتوهم كثيرا".
ورأت صحيفة "لوموند" أن "هناك أسباباً للتقليل من قوة هذا الانتصار"، موضحة أن "العديد من الفرنسيين لم يصوتوا لصالح مرشح، بل ضد اليمين المتطرف" فضلاً عن وجود نسبة قياسية من الامتناع عن التصويت والأوراق البيض والأوراق اللاغية.
ورغم المخاوف، أعطى فوز ماكرون دفعة لأحزاب الاعتدال في أوروبا، وخلال الأسبوع الماضي تظاهر آلاف الأشخاص، في بودابست دعما للاتحاد الأوروبي وضد رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان الذي انتقده الاتحاد لعدم احترامه الحريات.
وانتعشت آمال المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل للفوز في الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها في سبتمبر/أيلول المقبل، عقب نجاح ماكرون.
كما تعهد مارتن شولتز مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني لانتخابات المستشارية المقبلة بمواجهة السياسات الشعبوية إن تمكن من الفوز.
ويخشى مراقبون وساسة من أن تبدد عملية مانشستر الإرهابية الأجواء الإيجابية التي رافقت نتائج الانتخابات الفرنسية، في ظل أجواء الترقب التي تعيشها أوروبا حاليا.
وقال وزير بريطاني، الجمعة، إن أجهزة الطوارئ في البلاد مستعدة لهجمات محتملة على أحداث عامة خلال العطلة الأسبوعية المقبلة لكن لم ترد أية معلومات بشأن تهديدات محددة بعد هجوم مانشستر.
وأضاف وزير الأمن البريطاني بن والاس، إن التقارير التي أفادت بأن السلطات أبلغت المستشفيات بالاستعداد لمطلع الأسبوع تأتي في إطار رفع درجة الاستعداد الأمني بوجه عام وإن هذا ليس نتيجة تلقي معلومات محددة.
وأضاف أيضا أن الشرطة على ثقة من الكشف عن شبكة من الأشخاص الضالعين في هجوم الإثنين الماضي. وقال إن الحكومة تحتاج إلى أدوات لإجبار شركات مثل فيسبوك على حذف المحتوى الخطير على الإنترنت بصورة أسرع.
وكان مصدر في الحكومة البريطانية أفاد، الخميس، بأن رئيسة الوزراء تيريزا ماي ستدعو خلال قمة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، الجمعة، شركات الإنترنت إلى بذل مزيد من الجهود للتصدي لنشر مواد متطرفة على الشبكة العنكبوتية بعد اعتداء مانشستر.
وقال المصدر إن ماي ستنتهز الاجتماع مع أبرز قادة العالم للتشديد على ضرورة مكافحة انتشار الفكر الإرهابي على الإنترنت، لافتا إلى أنها ستشدد على أن التهديد الذي تواجهه أوروبا لا يزول في الوقت الذي يتراجع فيه داعش في العراق وسوريا.