هل يعاني مانشستر يونايتد من أزمة قيادة؟
يعاني فريق مانشستر يونايتد الإنجليزي من عدة أزمات داخل وخارج الملعب للقيادة دور فيها، كون الأزمات الشخصية حاضرة بشكل دائم داخل جنبات قلعة أولد ترافورد.
وأشار موقع"ذا أتلتيك" البريطاني في تقرير له إلى أن مانشستر يونايتد على مدار تاريخه تميز بالقادة أصحاب المهارات الفنية العالية والجودة الكبيرة، من أمثال دينيس لو وبوبي تشارلتون وبريان روبسون وروي كين، وصولا لنيمانيا فيديتش وواين روني.
لكن في السنوات الأخيرة تغير الوضع داخل أولد ترافورد، حيث إن هناك نجوما كثيرين رفضوا ارتداء شارة القيادة بحسب تصريحات المدرب السابق للفريق، النرويجي أولي غونار سولشاير، ليحصل عليها هاري ماغواير، المدافع الذي يعاني من مستويات متقلبة.
لكن بسبب تراجع المستوى والانتقادات الحادة بسبب الأخطاء الفردية، تحولت شارة قيادة مانشستر يونايتد إلى البرتغالي برونو فرنانديز، وهو الأمر الذي زاد الطين بلة بسبب طبيعة شخصية نجم الوسط البرتغالي.
هل يصلح برونو فرنانديز كقائد؟
يشتهر فرنانديز بعصبيته الدائمة ودخوله غير المبرر في أوقات عديدة في مشادات سواء مع زملائه في الفريق أو لاعبي الخصوم، ومن بين هؤلاء كان المصري محمد صلاح مهاجم ليفربول، والإنجليزي ماسون ماونت لاعب تشيلسي السابق، وزميله الحالي في يونايتد.
ويقول القائد السابق ليونايتد روي كين عن فرنانديز: "ما يفعله لا يجعله قائداً لمانشستر يونايتد.. فهو يتذمر، يئن، يطيح بذراعه في الهواء دوماً، وهذا غير مقبول".
الموقع البريطاني حاور مجموعة من الأشخاص داخل مانشستر يونايتد للكشف عن رأيهم في فرنانديز، لكنهم فضلوا عدم الكشف عن هوياتهم.
وأشار الموقع إلى أن برونو يحظى بتقدير الكثيرين في يونايتد، بما في ذلك الموظفون الذي يتواصلون ويتعاملون معه يومياً، فهو شخص ودود مبتسم، يتحدث ويمزح وهي أمور غير موجودة في كل اللاعبين.
بالإضافة للمستوى الفني الثابت مقارنة بزملائه وتحديداً ماغواير، فمن غير الممكن أن يكون قائد الفريق بديلا أغلب الوقت، ورغم اقتناع المدرب الهولندي إيريك تين هاغ بأن فرنانديز يميل للعب الاستعراضي أحياناً فإن هذا بسبب رغبته في تحقيق الفوز وتسجيل الأهداف، لكنه في النهاية يتذمر على زملائه لشعوره بالإحباط منهم، وعلى الحكام لاعتراضه على قراراتهم، وفقا للموقع.
ويعلق مصدر من داخل يونايتد بالقول: "إنه محترف لأقصى حد، وهو الرجل المناسب لهذه المهمة.. لا يوجد أحد أكثر منه تفاعلاً مع الفريق بأكمله، وأكثر صراحة وارتباطاً بالنادي وقيمه وتاريخه".
بالإضافة لذلك هناك ميزة تخص البرتغالي وهي تحدثه بأربع لغات، مما يجعله يتواصل بشكل جيدة مع كل رفاقه بطلاقة وأريحية.
يقول السير أليكس فيرغسون، أشهر مدربي مانشستر يونايتد (1986-2013) عن فكرة القائد: "إن وظيفتي هي جعل الجميع يفهمون أن المستحيل ممكن، وهذا هو الفارق بين القيادة والإدارة".
ويعلق ديفيد ماي لاعب يونايتد السابق على وضع الشياطين المزري على أرض الملعب بالقول: "انظر لما نحن عليه الآن، هراء على أرض الملعب.. لا يوجد شخص قادر على ضبط الفريق داخل الملعب".
لماذا فرنانديز هو الأنسب؟
رغم أن سكوت ماكتوميناي من أبناء أكاديمية يونايتد ولديه الاحترافية اللازمة والشخصية القيادة فإنه لا يلعب بشكل مستمر، ومن ثم لا يمكن أن يوجه رفاقه ويقنعهم كلاعب أساسي.
فيرنانديز كذلك لديه ميزة لا تتواجد في بقية نجوم يونايتد، وهي قدرته على التواصل مع الإعلام والتحدث في المؤتمرات الصحفية، وهو شيء مرفوض لدى عدد من لاعبي الفريق.
ورغم أن لاعبين مثل لوك شو وماركوس راشفورد، هداف الفريق الموسم الماضي والأعلى أجراً، من أصحاب الخبرات الكبيرة، فإنهما ليست لديهما إمكانيات القيادة.
وهناك أمثلة أخرى مثل ثنائي ريال مدريد الإسباني السابق، كاسيميرو ورافائيل فاران، اللذين أظهرا هذه الإمكانيات ويحظيان باحترام الزملاء لما حققاه من بطولات وإنجازات.
وهناك لاعبون آخرون كذلك يمكن اعتبارهم قادة لامتلاكهم أدوات السقيادة، مثل الاحترافية والمعايير وعدم النرجسية، لكنهم مثل هاري ماغواير لا يشاركون بشكل أساسي.
aXA6IDMuMTQ1LjU5Ljg5IA== جزيرة ام اند امز