بعد 20 عاما.. خطاب مانديلا ما زال يحارب الفقر في لندن
![نيلسون مانديلا](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2025/2/14/204-040020-mandela-poverty-speech-london-20-years_700x400.jpg)
بعد 20 عاما من إطلاقه دعوة عاطفية للقضاء على الفقر، لا يزال صدى صوت الزعيم الجنوب أفريقي الراحل نيلسون مانديلا يتردد في لندن.
وجه نيلسون مانديلا أضاء ميدان ترافالغار بالعاصمة البريطانية لندن مع عرضه على عمود نيلسون في فعالية للاحتفال بدور الزعيم الجنوب أفريقي في حملة "جعل الفقر تاريخًا" ودعوته إلى "المزيد من الأمل والدافع السياسي" لمواصلة النضال.
وتردد صدى صوت مانديلا مرة أخرى بعد 20 عاما من دعوته إلى "جيل عظيم" لإنهاء الفقر وذلك بعد 20 عامًا من إطلاقه تلك الدعوة العاطفية أمام جمهور من 22000 شخص، وفقا لما ذكرته صحيفة "الغارديان" البريطانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن رسالة مانديلا كان لها صدى لدى عامة الناس الذين بدأوا في ارتداء أساور بيضاء مكتوب عليها "اجعلوا الفقر تاريخاً"، وتصدرت دعوته الصفحات الأولى من الصحف وساعدت في حث الحكومات على توسيع حملات مكافحة الفقر والموافقة على تقديم إعفاء من الديون بقيمة 50 مليار دولار لأفريقيا.
وكان إحياء طاقة مانديلا هو هدف فعالية "إنارة الطريق" التي أقيمت هذا الأسبوع وجمعت تلاميذ المدارس وقادة قطاع الأعمال الخيرية والسياسيين الذين جددوا تعهدهم بهزيمة الفقر.
وقالت سيراه ماكا، المديرة التنفيذية لأفريقيا لحملة " ONE"، وهي المجموعة المناهضة للفقر التي ساعدت في تنظيم خطاب مانديلا والفاعلية الأخيرة "نحن بحاجة إلى المزيد من الأمل والدافع السياسي اليوم أكثر مما كنا في حاجة إليه قبل 20 عامًا".
وأضافت "عندما تنظر حول العالم اليوم، قد تشعر أنه راكد أو متراجع.. لكننا بحاجة إلى مقاومة الإغراء لأننا بحاجة إلى الأمل".
وخلال السنوات الأخيرة، تعثرت معركة معالجة الجوع والفقر بعد سلسلة من الصدمات الناجمة عن وباء كورونا وأزمة المناخ وزيادة الصراعات وتفاقمت الأجواء الكئيبة بفعل تخفيضات ميزانية المساعدات من قبل دول مثل المملكة المتحدة بسبب توقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فجأة عن عمل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.
ومع ذلك، أشارت سيراه ماكّا إلى أنه كان هناك تقدم في السنوات العشرين الماضية ويجب الاحتفال به وسلطت الضوء على أن عدد الأشخاص الذين يعيشون بأقل من دولار واحد (80 بنسًا) في اليوم انخفض من 20٪ إلى 8.5٪ كما انخفض عدد الأشخاص الذين يعيشون بدون صرف صحي آمن وكهرباء.
وقالت الدكتورة سانيا نشتر، الرئيسة التنفيذية لتحالف اللقاحات العالمي "إن الأيام الحالية توفر فرصة ضرورية للغاية للنظر إلى الوراء والتفكير في التقدم الذي تم إحرازه بالفعل".
وأضافت أنه "في حين أن هناك الكثير مما يجب القيام به، يجب علينا أيضًا أن ندرك أن مئات الملايين من الناس قد تم انتشالهم من براثن الفقر".
وأقيمت مراسم الاحتفال في قاعة وستمنستر المركزية، حيث اجتمع قادة الجمعيات الخيرية وصناع القرار لتذكر خطاب مانديلا وتأثيره، وفي المساء، تم تشغيل الموسيقى ومقاطع من كلماته.
وفي 2005، عندما ألقى مانديلا خطابه مواجها البرد ومتكئًا على عصاه، دعا إلى المساعدات والتجارة العادلة ورفع الديون المفروضة على البلدان الفقيرة لإنهاء "الشر الاجتماعي" المتمثل في الفقر والذي قال إنه يرقى إلى مستوى الفصل العنصري والعبودية.
ورغم انخفاض مستويات الفقر، فإن حقيقة استمرار الجوع الحاد وأزمة الديون الجديدة التي تواجه الدول ذات الدخل المنخفض الدخل تعني أن هذه الأهداف لم تتحقق بعد.