رصاصات "غامضة" أنهت حياة جنرالات بمليشيات إيران.. تصفية أم انتحار؟
واقعة مصرع جنرال عسكري بارز في الحرس الثوري الإيراني برصاص سلاحه تعيد الحديث حول ملابسات حوادث مشابهة داخل هذه المليشيات.
أعادت واقعة مصرع جنرال عسكري بارز في الحرس الثوري الإيراني، خلال تنظيف سلاحه الشخصي، الحديث حول ملابسات حوادث مشابهة تعرض لها سابقا عسكريون في تلك المليشيات التي تدعي قدرة فائقة على تنفيذ خطط ومناورات داخل وخارج حدود البلاد.
"رصاصات غامضة" أودت بحياة 4 جنرالات عسكريين بارزين في الحرس الثوري الإيراني خلال أعوام قليلة ماضية، بدعوى خطأ في تنظيف أسلحة شخصية، أو خلل فني، أو انتحار، رغم تصنيف تلك المليشيات نفسها بالذراع الطولى لتنفيذ أجندة نظام طهران التخريبية خارج الحدود.
- مصرع جنرال بارز بالحرس الثوري الإيراني في ظروف غامضة
- "ثكنة يزد".. معسكر سري بصحراء إيران لتدريب مليشياتها بسوريا
بعد تكتم في وسائل إعلام إيرانية رسمية طيلة ساعات، أمس الأحد، صدر بيان مقتضب عن الحرس الثوري مفاده أن الجنرال برتبة عميد "قدرت الله منصوري" (59 عاما)، لقي مصرعه بعد إصابته برصاصة في الرأس خلال تنظيف سلاحه داخل قاعدة عسكرية برية يديرها شمال شرقي البلاد.
وأوضح البيان أن منصوري كان يتولى مسؤولية قاعدة "ثامن الآئمة" العسكرية منذ عام 2014؛ فضلا عن خوضه حرب الثماني سنوات مع العراق (1980–1988)، وكذلك كان يباشر عمليات مقر "قدس" الواقع في إقليم سيستان وبلوشستان جنوب شرقي إيران.
الحادث ليس الأول من نوعه في صفوف جنرالات الحرس الثوري، وفقا لصحيفة كيهان اللندنية المعارضة، حيث سقط في منتصف ديسمبر/ كانون الأول 2016 قائد برتبة عقيد يدعى محمد علي ملاكي برصاصة في الرأس، أيضا خلال تنظيف سلاحه الشخصي داخل وحدة عسكرية تابعة للحرس الثوري بمدينة بوشهر (جنوب).
وخلال العام نفسه، أعلن الحرس الثوري في أبريل/ نيسان مقتل العقيد حسن أكبري أحد الحراس الشخصيين للمرشد الإيراني علي خامنئي، والمخول بتدريب عناصر الحرس الثوري الأصغر في الرتب العسكرية على إطاعة الأوامر العليا.
وعلّلت المليشيا مقتله حينها نتيجة خلل فني في سلاحه أثناء مهمة تدريبية، غير أن بعد مصرعه، بأسبوعين فقط، أقدم رحمت الله شريفي قائد فوج حدودي بمدينة بيرانشهر (غرب) على الانتحار برصاص مسدسه الشخصي داخل ثكنة عسكرية، دون أن تفصح السلطات عن دوافعه.
وتساءلت الصحيفة الإيرانية المعارضة الصادرة من لندن منذ عام 1979، عن طبيعة الأسلحة التي يستخدمها جنرالات عسكريون في الحرس الثوري لقوا مصرعهم على نحو غامض، ومدى دقة تصنيعها فضلا عن بلد المنشأ، وكيفية استخدامها على النحو الأمثل.
واعتبرت "كيهان" أن حالات التصفية الجسدية والانتحار بين صفوف العسكريين الإيرانيين ليست أسبابا مستبعدة في تلك الحوادث الغامضة؛ فيما تطرقت إلى سوء مستوى خدمات الثكنات العسكرية برمتها داخل إيران.
وأكدت الصحيفة، في ختام تقرير مطول لها، أن جملة هذه الوقائع المتشابهة داخل صفوف القيادة العليا لمليشيات الحرس الثوري لا يمكن اعتبارها أمرا عاديا على أي حال.
aXA6IDMuMTQyLjIwMC4xMDIg
جزيرة ام اند امز