كيف حول تين هاج مانشستر يونايتد من القاع إلى القمة؟
لعب الهولندي إيريك تين هاج مدرب مانشستر يونايتد الإنجليزي دورا كبيرا لا يمكن إغفاله في تحسين نتائج الفريق هذا الموسم بعد سنوات من الخيبة، بل وبداية كارثية معه شخصيا.
ولم يصدق المدرب، الذي تولى تدريب مانشستر يونايتد في الأول من يوليو/ تموز الماضي، بعد فترة تحضيرية قوية، أن فريقه يبدأ الموسم بخسارتين 1-2 أمام برايتون، و0-4 ضد برينتفورد.
وبالفعل بدأ تين هاج ثورته في ملعب الأحلام أولد ترافورد من الجولة الثالثة بالفوز 2-1 على وصيف أوروبا ليفربول، ثم الوصول إلى 4 انتصارات متتالية آخرها على المتصدر أرسنال بثلاثية مقابل هدف.
كيف انتفض مانشستر يونايتد؟
كان أداء مانشستر يونايتد يوم الأحد الماضي ضد أرسنال في الفوز 3-1 هو الأفضل لكتيبة الشياطين الحمر في عصر تين هاج، حيث نجح الفريق في تحقيق الاستفادة القصوى من الهجمات المرتدة، مما نتج عنه هدفا الفوز الثاني والثالث.
على الجانب الآخر من الملعب، كان دفاع المدرب الهولندي يثبت نفسه بفضل التغييرات التي أجراها تين هاج بعد البداية الكارثية.
واعتمد تين هاج في إعادة بناء دفاع مانشستر يونايتد على مدافعه السابق الحالي، القادم من أياكس أمستردام، ليساندرو مارتينيز، بالإضافة لخبرة الفرنسي رافائيل فاران.
كان ضحية هذه التغييرات هو هاري ماجواير مدافع منتخب إنجلترا، الذي عانى يونايتد وجماهيره منه على مدار عام وأكثر.
وقد أثبتت تغييرات المدرب الهولندي مفعولها، فلم يتلق يونايتد إلا هدفين لم تكن لهما قيمة فعلية في آخر 4 مباريات، أحدهما من محمد صلاح والثاني من بوكايو ساكا، وهما اثنان من أفضل المهاجمين في المسابقة، بينما حقق الفريق 4 انتصارات متتالية، حولته من المركز الأخير إلى المركز الخامس في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي.
من العوامل المؤثرة في تغيير نتائج مانشستر يونايتد نجمه الدفاعي الجديد تيريل مالاسيا، الذي نجح في إيقاف خطورة النجمين محمد صلاح وبوكايو ساكا في الفوز 2-1 و3-1 على ليفربول وأرسنال.
ورغم أن الثنائي نجحا في التسجيل في مرمى يونايتد، لكن بشكل عام فقد غابت خطورتهما على مدى التسعين دقيقة في المباراتين.
الثقة في المهاجمين
أصر تين هاج على إبقاء البرتغالي كريستيانو رونالدو بديلاً مع منح الثقة للثلاثي ماركوس راشفورد وجادون سانشو، وإشراك الصفقة الجديدة أنتوني في لقاء أرسنال.
ونجحت الثقة التي منحها تين هاج في لقاء أرسنال وقبلها مباريات ليفربول وليستر سيتي وساوثهامبتون في جعل سانشو يسجل هدفين منهما هدف فوز على ليستر 1-0، بينما أحرز راشفورد 3 أهداف أحدها في ليفربول والآخران في أرسنال.
ولم ينجرف تين هاج لإمكانية حدوث أزمة من جلوس كريستيانو رونالدو على كرسي البدلاء خاصة أنه لم يسهم في أي هدف حتى الآن، وكانت المباراة الوحيدة التي لعبها أساسياً هي مباراة السقوط المدوي ضد برينتفورد.
المدرب الهولندي تين هاج أكد أن عدم مشاركة رونالدو في الفترة التحضيرية مع يونايتد سيجعل من الصعوبة مشاركته في التشكيل الأساسي، لتغير خطة اللعب هذا الموسم عن الموسم الماضي، على عكس لاعب مثل أنتوني يعرف طريقة لعب المدرب جيدا من عمله معه في أياكس.
وقد ظهر ذلك بعدما شارك أنتوني في أول لقاء بعد التوقيع لمانشستر يونايتد بأيام قليلة ليسجل هدف التقدم على المتصدر.
خط الوسط
راهن تين هاج بنجاح على التعاقد مع الدنماركي كريستيان إريكسن وفاز بالرهان، حيث يقدم لاعب توتنهام هوتسبير السابق أداءات مذهلة منذ قدومه.
ويمثل إريكسن نقطة الاتصال بين خطي الوسط والدفاع في مانشستر يونايتد، وكان له دور رئيسي في أهداف فريقه الثلاثة هذا الأسبوع في مرمى أرسنال.
ورغم أن إريكسن يبدو مستريحاً للعمل مع سكوت ماكتوميناي في خط الوسط، لكن إدخال فريد أو كاسيميرو معه لن يعوقه عن الاستمرار في تقديم أفضل الأداءات.
في الإطار نفسه، يقدم البرتغالي برونو فيرنانديز أداءات أفضل من التي قدمها الموسم الماضي، مستغلاً جرأة المدرب في قراراته.
ورغم تسجيله 10 أهداف وصناعة 14 الموسم الماضي، فقد بدا واضحاً أن طريقة لعب برونو تأثرت بوجود مواطنه رونالدو، لكن مع وضع الدون على كرسي البدلاء ظهر أن فرنانديز بإمكانه استعادة تلك الفورمة التي كان فيها عند قدومه ليونايتد مطلع 2020.
وقد أثبت تين هاج قدرته على تنفيذ قراراته بسبب النتائج، حيث ظهر أن كريستيانو رونالدو بات يعود للخلف ويضغط منفذاً لتعليمات المدرب الهولندي كي لا يقل عدد الدقائق التي يحصل عليها.