مارسيلو بيلسا.. "رجل الشعب" الذي عشقه جمهور ليدز
"المجنون"، هذا هو لقب الأرجنتيني المخضرم مارسيلو بيلسا، مدرب ليدز يونايتد الإنجليزي، المصنف كأحد عباقرة التدريب في الوقت الحالي.
ويحمل المدير الفني المخضرم هذا اللقب بسبب شخصيته الفريدة وأفكاره الثورية وطريقته الصارمة في التدريب.
ورغم ذلك، يرتبط بيلسا، صاحب الـ65 عاما، بعلاقة وثيقة مع جمهور ليدز وسكان المدينة الواقعة في وسط إنجلترا، التي ترى في هذا "المجنون" صديقا، ورمزا للشخص البسيط المتواضع.
رجل الشعب
بعد 6 أشهر بدون عمل عقب إقالته من تدريب ليل الفرنسي، تولى بيلسا تدريب ليدز في يونيو/حزيران 2018، وحسب تقرير لصحيفة "الصن" البريطانية، فإن بيلسا فضّل استئجار شقة صغيرة بغرفة نوم واحدة في حي تجاري بمدينة ليدز، رغم أن إدارة النادي وفرت له جناحا بفندق "رودينج" الفاخر.
إدارة ليدز أبدت استغرابها من موقف مدربها، إلا أن رافائيل بيلسا، شقيق المدرب المخضرم، والذي يعمل سياسيا بارزا في الأرجنتين، كشف أن شقيقه يفضل الحياة البسيطة ولا يحبذ مظاهر الترف.
كذلك فإن بيلسا يسير على قدميه يوميا لمدة 45 دقيقة وصولا إلى مقر تدريبات ليدز، وفي طريقه يخالط المشجعين ويلتقط الصور التذكارية معهم، كما يستمع بصدر رحب لآرائهم الكروية.
وأشارت الصحيفة أيضا إلى أن بيلسا طلب من إدارة النادي تطوير حمام السباحة في مقر التدريبات، وتوفير بعض وسائل الترفيه مثل البلياردو وأجهزة "البلاي ستيشن"، لكي يساعد اللاعبين على التخلص من الضغط النفسي والعصبي الناتج من التدريبات والمباريات.
بيلسا، أو "رجل الشعب" كما يحب سكان ليدز تسميته، يلتقي مع طاقمه الفني في أحد المقاهي، كما اعتاد المشجعون مشاهدته في عدة أماكن داخل المدينة وهو يقوم بالتنزه أو شراء أغراضه.
أعاد الزهو للطاووس
ليدز يونايتد، والذي يلقب بالـ"طواويس"، كان واحدا من أقوى الأندية في إنجلترا وأوروبا في القرن الماضي وأول الألفية الحالية، قبل أن يمر بأزمة مالية طاحنة هوت به إلى الدرجات الدنيا وأبعدته تماما عن الأضواء.
وكان ليدز، الذي هبط من الدرجة الممتازة في 2004، قريبا من العودة إلى "البريمييرليج" في موسم 2019-2020، لكنه خسر في مرحلة التصفيات النهائية، قبل أن ينجح في التأهل في الموسم الحالي بقيادة بيلسا.
ومنذ بداية الموسم الحالي لا يكتفي ليدز بالبقاء في الظل والسعي فقط للبقاء في الدوري الممتاز، بل ظهر في صورة الند القوي للأندية الكبيرة، حيث أحرج ليفربول حامل اللقب في الجولة الأولى، وخسر منه بصعوبة بنتيجة 3-4، وتعادل 1-1 مع مانشستر سيتي أحد المرشحين للقب، فيما فاز على شيفيلد يونايتد وفولهام، ليجمع 7 نقاط من 4 مباريات.
ونشرت الصحف الإنجليزية عدة تقارير في الآونة الأخيرة، أبرزت فيها عودة الشعور بالفخر لمشجعي ليدز بمستوى فريقهم مع بيلسا، بعد سنوات طويلة من التيه والضياع، وأن تحسن نتائج الفريق كان له أثر قوي في نفوس سكان المدينة.