الكونغو ورواندا على خط النار.. طرد سفير واتهامات بارتكاب "جرائم حرب"
وسط اتهامات متبادلة بين الجارتين الأفريقيتين، أمهلت الكونغو، سفير رواندا 48 ساعة لمغادرة البلاد، ردًا على ادعاءات بدعم كيجالي متمردين.
وقال المتحدث باسم حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية باتريك مويايا، في بيان بثه التلفزيون المحلي، إنه تم إمهال سفير رواندا 48 ساعة لمغادرة البلاد، بسبب "إصرار دولة (كارينجا) على مهاجمة جمهورية الكونغو الديمقراطية ودعم التحركات الإرهابية لحركة 23 مارس".
وتتهم السلطات الكونغولية رواندا بدعم حركة 23 مارس وهو ما تنفيه رواندا، فيما قال سكان ومسؤول محلي إن مسلحين من جماعة "إم 23" المتمردة استولوا على بلدة كيوانجا في شرق الكونغو يوم السبت، الأمر الذي يفصل فعليا جوما عاصمة إقليم شمال كيفو عن النصف الأعلى من الإقليم.
ونقلت وكالة "رويترز"، عن ثلاثة أشخاص يعيشون في كيوانجا قولهم إن مجموعات كبيرة من المسلحين دخلت البلدة دون مقاومة بعد سماع دوي إطلاق نار لفترة وجيزة، فيما قالت فرقة تدخل عسكرية تابعة للأمم المتحدة وتدعم القوات الحكومية، إن أربعة من أفراد قوات حفظ السلام أصيبوا في قتال.
جرائم حرب
وفيما لم يعلق البيان على مصير البلدة، قالت الفرقة إن "الهجمات على قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة قد تشكل جرائم حرب"، مطالبة هذه الجماعة المتمردة بالوقف الفوري لكل العمليات العدوانية وتنذرها بأنها مستعدة للرد بقوة في حالة حدوث مزيد من "العدوان"
وقال السكان إن الوحدة العسكرية التابعة للجيش التي تحرس البلدة غادرتها في اليوم السابق. ونفذ الجيش في الآونة الأخيرة عمليات تقهقر استراتيجي من المناطق المأهولة لإبعاد القتال عن البلدات وحماية المدنيين.
وقالت منظمة (كيفو سيكيوريتي تراكر) التي ترصد العنف في شرق الكونغو إن الجيش انسحب من مواقعه في رومانجابو، أكبر معسكر له في المنطقة، مشيرة إلى أن جماعة "إم 23" حاصرت معسكر قوات حفظ السلام التابع للأمم المتحدة في البلدة ومتنزه فيرونجا الوطني.
"عار" وطني
ومنظمة (كيفو سيكيوريتي تراكر) مشروع مشترك بين مجموعة الكونغو البحثية، ومقرها مركز التعاون الدولي بجامعة نيويورك، ومنظمة هيومن رايتس ووتش.
وقال عضو في برلمان شمال كيفو سايدي باليكويشا إميل، في رسالة عبر واتساب: "كيوانجا كيان مهم يفتح الطريق المباشر إلى جوما"، مضيفًا أن "سقوط كيوانجا وغيرها عار وطني، خاصة بالنسبة لمن قضوا أياما كاملة منا على شبكات التواصل الاجتماعي يعلقون آمالا على جيشنا".
ولم يرد بعد أي من الجنرال سيلفين إيكينجي المتحدث باسم جيش الكونغو أو الكولونيل نجيكي كيكو المتحدث باسم الجيش في شمال كيفو على اتصالات هاتفية ورسائل نصية تطلب التعليق.
ومنذ استئناف القتال في 20 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وقعت عدة اشتباكات بين الجيش والمتمردين، مما أدى لمقتل أربعة مدنيين على الأقل ونزوح أكثر من 23 ألفا عن ديارهم، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.