عشية مسيرات العودة.. الأمم المتحدة تحذر من تدهور الأوضاع في غزة
مسؤولون في الأمم المتحدة طالبوا جميع الأطراف بتفادي حدوث المزيد من التدهور عشية مظاهرات "مسيرة العودة الكبرى" في قطاع غزة.
دعا مسؤولون في الأمم المتحدة جميع الأطراف إلى تفادي حدوث المزيد من التدهور عشية ذكرى مرور عام على بداية مظاهرات "مسيرة العودة الكبرى" في قطاع غزة.
وقال جيمي ماكغولدريك، المنسق الإنساني الأممي للأرض الفلسطينية المحتلة، إن "العام المنصرم شهد خسائر جسيمة في الأرواح وإصابات فادحة في قطاع غزة. وكان مقتل الأطفال وإصابتهم بجروح من بين أكثر الآثار المأساوية".
وكانت فصائل فلسطينية قد دعت إلى مشاركة واسعة في المسيرات، المقرر أن تجري غدا، فيما حشد الجيش الإسرائيلي قوات كبيرة على حدود القطاع.
وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إنه "استكمل وصول قيادة فرقة وثلاثة ألوية وقوة مدفعية إلى القيادة الجنوبية العسكرية، حيث تقوم بتنفيذ إرشادات وأعمال فحص للجاهزية وتدريبات لسيناريوهات متنوعة".
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، الجمعة، في تصريح حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه، إنه منذ انطلاق مسيرات العودة قبل عام استشهد 266 فلسطينيا وأصيب 30398 بإصابات مختلفة منها 16027 حالة تم تحويلها للمستشفيات.
وفي هذا الصدد لفت ماكغولدريك، في تصريح صحفي، إلى أن "العدد الكبير من الضحايا بين صفوف المتظاهرين الفلسطينيين العزّل، بمن فيهم نسبة عالية من المتظاهرين الذين أصيبوا بالذخيرة الحية، أثار القلق إزاء استخدام القوات الأمنية الإسرائيلية القوة المفرطة. ونتيجة للمظاهرات، قُتل أحد أفراد القوات الأمنية الإسرائيلية وأُصيبَ ستة آخرون بجروح".
أكثر من 120 عملية بتر أطراف
وقال المنسق الإنساني الأممي للأرض الفلسطينية المحتلة، في تصريح أرسل لـ"العين الإخبارية"، الجمعة: "أثقل تدفُّق هذا العدد الهائل من الضحايا كاهل النظام الصحي الهشّ في الأصل، وأفرز أثرا وخيما على قدرات الرعاية الصحية ونوعيتها. وقد عانى الكثيرون من أضرار جسيمة في العظام وأنسجة العضلات بسبب إصابتهم بالذخيرة الحية، تستلزم إجراء عمليات جراحية معقدة، وربما رعاية طويلة الأمد".
وأضاف ماكغولدريك أن أكثر من 120 عملية بتر للأطراف أجريت وأفضت الإصابات والتعرّض للعنف إلى زيادة الحاجة إلى خدمات إعادة تأهيل الصحة البدنية والعقلية. وقد تسبّبت هذه المستجدات في تفاقُم التحديات التي تواجه الرعاية الصحية والتي كانت قائمة من قبل، من قبيل انقطاع الكهرباء المزمن، والفجوات التي تشوب الخدمات الحيوية، بما فيها دعم الصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي، ونقص الأدوية واللوازم الأساسية.
وتابع: "وتأتي مظاهرات مسيرة العودة الكبرى في سياق أزمة إنسانية غير مسبوقة تواجه قطاع غزة، وتؤثر تأثيرا سلبيا على سُبل عيش مليوني فلسطيني، 70% منهم لاجئون، ووصولهم إلى الخدمات الأساسية. وقد نجمت هذه الأزمة عن الحصار الإسرائيلي المفروض منذ ما يزيد على 11 عاما والانقسام الداخلي الفلسطيني القائم.. ونتيجةً لذلك، بات أكثر من نصف السكان عاطلين عن العمل، وغدت غالبية الأُسر تكافح لتأمين أبسط احتياجاتها الأساسية".
وشدّد ماكغولدريك على أن "الأولوية الآن تكمن في إنقاذ الحياة، ويجب على الجميع اتخاذ الإجراءات بناءً على ذلك. وينبغي للقوات الأمنية الإسرائيلية أن تتأكد أن ردّها يتماشى مع الالتزامات القانونية الدولية المترتبة عليها، والتي تُملي عليها استخدام وسائل غير عنيفة إلى أقصى حدّ ممكن. وينبغي لسلطات حماس أن تمنع أعمال العنف التي تقوّض الطابع السلمي للمظاهرات، وعلى الجميع ضمان عدم تعريض الأطفال للخطر".
533 مصابا من الأطفال
ومن جهته، قال مدير عمليات الأونروا في غزة ماتياس شمالي إنه "منذ أن بدأت المظاهرات السلمية الكبيرة قبل سنة، لم يقض نحو 200 شخص فحسب، بل عانى آلاف آخرون من إصابات ستظل ملازمة لهم للأبد".
وأضاف في تصريح أرسله لـ"العين الإخبارية"، الجمعة، أن "الخسائر المأساوية وغير الضرورية للأرواح، وعدم قدرة المصابين على العمل أو على العودة إلى المدرسة إلى جانب التداعيات النفسية طويلة الأجل لهذا العنف ستؤثر عليهم لسنوات عديدة قادمة، الأمر الذي يزيد من يأسهم".
وتابع قائلا إن "العنف المستمر وآثاره المأساوية قد فرضت ضغطا على مكونات النظام الصحي والاجتماعي في غزة، بما في ذلك الخدمات المقدمة من قبل الأونروا. إن الضرر الواقع على الأطفال على وجه الخصوص قد كان عاليا خصوصا مع وجود 20% (533 شخصا) ممن تمت معالجتهم من إصابات مرتبطة بمسيرة العودة الكبرى في عيادات الأونروا الصحية دون سن الثامنة عشرة، معظمهم من الصبيان (95)".