عطلة في الفلبين تثير أزمة.. وفاء للشعب أم للأب؟
ألغى الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس جونيور عطلة رسمية بمناسبة ذكرى ثورة 1986 التي أطاحت بوالده الديكتاتور.
وأثارت رزنامة العطلات الرسمية الجديدة التي أقرها الرئيس الفلبيني مجددا الاتهامات بمحاولته "تبييض" ماضي عائلته، والتعتيم على ثورة "سلطة الشعب" التي حظيت بدعم الجيش، وفقا لصحيفة الغارديان البريطانية.
حكم فرديناند ماركوس الأب الفلبين لأكثر من عقدين من الزمن حتى أطاحت به ثورة سلطة الشعب السلمية في فبراير/شباط 1986، عندما نزل مئات الآلاف إلى الشوارع، والتي أُجبرت عائلة ماركوس على الفرار من البلاد، واللجوء إلى المنفى في هاواي.
عقب سقوط حكم عائلة ماركوس، أعلنت الحكومة الفلبينية الجديدة يوم 25 فبراير/شباط "عطلة وطنية خاصة" والتي عادةً ما يتم الاحتفاء بها بمسيرات ينظمها الناشطون الحقوقيون والناجون من الأحكام العرفية، التي فُرضت خلال حكم ماركوس الأب.
بيد أنه عقب فوزه بالانتخابات الرئاسية في يونيو/ حزيران من العام الماضي تساءل الكثيرون عما إذا كان ماركوس جونيور، سيُبقي على العطلة.
وفي خطاب التنصيب، دافع ماركوس الابن عن إرث والده الراحل، قائلا إنه حقق العديد من الإنجازات التي لم تتحقق منذ استقلال البلاد، وأضاف "لقد أنجزها، أحيانا بالدعم المطلوب، وأحيانا بدونه".
وأدان مشروع غونيتا، وهو مجموعة تعمل على رقمنة الوثائق والقصص المتعلقة بحكم ماركوس الأب، قرار إلغاء العطلة الرسمية، ووصفه بأنه "محاولة أخرى ترعاها الدولة لتبييض تاريخ الدكتاتورية الوحشية لفرديناند ماركوس الأب".
وقالت منظمة كاراباتان الحقوقية إن إلغاء تظهر ازدراء إدارة ماركوس "للأعمال الاجتماعية الهادفة التي تسعى إلى تحقيق العدالة والحقيقة والمساءلة".
حقبة عائلة ماركوس
حكم فرديناند ماركوس «الأب» الفلبين 21 سنة، من 1965 حتى 1986، لكنه في الفترة بين 1972 و1981 أحكم قبضته على البلاد عبر فرض الأحكام العرفية، بزعم ضرورتها لمكافحة التهديدات التي تواجه البلاد من جانب الشيوعيين والانفصاليين المسلمين.
بيد أن الوجه الآخر لهذه الأحكام شهدت تعرض المعارضين السياسيين للسجن التعذيب ومختلف أشكال التنكيل. وبالإضافة إلى القيود المفروضة على الحقوق المدنية والممارسات الوحشية للشرطة العسكرية، اتسم نظام ماركوس بالفساد على نطاق واسع، وجرى بالفعل نهب ما يقدر بنحو 10 مليارات دولار أمريكي من أموال الشعب الفلبيني.
سقوط الديكتاتور:
بدأ سقوط عائلة ماركوس عندما اغتيل السياسي المعارض بنينو أكينو عام 1983، وبعد ثلاث سنوات، خاضت كورازون أكينو، أرملة أكينو، سباق الترشح للرئاسة في انتخابات شابها التزوير.
وعقب إعلان فوز ماركوس، تدفق المتظاهرون على شوارع العاصمة مانيلا لعدة أيام في ثورة شعبية حماسية، دفعت عددا من قادة الجيش إلى الانضمام إلى أكينو، التي أدت اليمين رئيسة للبلاد في 25 فبراير/ شباط 1986.
في تلك الليلة، استسلم ماركوس أمام أكينو، وفر مع عائلته إلى هاواي، حاملين معهم ثروة طائلة من الأموال والأحجار الكريمة والمجوهرات، بما في ذلك تاج ذهبي وثلاثة تيجان مرصعة بالألماس.
وتوفي ماركوس في هاواي في سبتمبر/ أيلول 1989 بسبب أمراض الكلى والقلب والرئة عن عمر يناهز 72 سنة.
aXA6IDE4LjE5MS44Ny4xNTcg جزيرة ام اند امز