طفلة ورضيع في غزة.. صرخات تنشد أمهات تحت الأنقاض
أسبوع مر منذ وقف القصف الإسرائيلي على غزة، لكن صرخات الطفلة ماريا والرضيع عمر لم تهدأ بحثا عن والدتيهما.
ماريا؛ ابنة الخمسة أعوام، وعمر ابن خالها الذي لم يتم شهره الخامس، هما الناجيان الوحيدان مع والديهما من قصف إسرائيلي أدى لإبادة أسرتين من 10 أفراد تحت أنقاض بناية سكنية في مخيم الشاطئ بغزة، خلال عملية "حارس الأسوار".
تحامل علاء أبوحطب على أوجاعه واصطحب طفلته ماريا الناجية الوحيدة من بين أطفاله الخمسة، إلى أنقاض المنزل الذي تحول إلى كومة أنقاض حملت في ثناياها سنوات من الذكريات.
حالة من الذهول والصدمة تعيشها الطفلة منذ 18 يومًا عندما وقع القصف الإسرائيلي، خلفت جسدا صغيرا تائها لا تربطه بالواقع سوى كلمة "ماما" الباحثة عن رد لن يأتي.
هناك، في ذلك الممر بالمنزل كانت تقف، فيما يقول والدها الذي يتذكر لحظات الكارثة: "كانت تصرخ ماما ماما، دون أن تدري أن والدتها سحقت مع أشقائها وعمتها وأشقائها تحت أنقاض المنزل الذي قصفته إسرائيل".
تتسلل الدموع إلى عيني علاء، وهو يسترجع في حديثه لـ"العين الإخبارية" شريط الذكريات، عندما جاءت شقيقته مها (35 عاما) المتزوجة مع شخص من عائلة الحديدي، ومعها أطفالها الخمسة وهم: صهيب (13 عاماً)، ويحيى (11 عاما)، وأسامة (6 أعوام)، وعبد الرحمن (8 أعوام)، والرضيع عمر ابن الخمسة أشهر، لزيارته بمناسبة عيد الفطر.
وقال: "جاءت لتزورني فأنا شقيقها وسندها الوحيد، فنحن أيتام، أخ (أنا) ومها ولنا أخت ثانية، ووالدانا متوفيان، ولا أعمام لنا".
وأضاف: "رغم أجواء القصف الإسرائيلي، إلاّ أننا عشنا أجواء سعيدة ولعب الأطفال مع بعضهم، وقررت أختي وأطفالها أن يمضوا ليلتهم عندنا، وليلاً خرجت لأحضر لهم الخبز".
كان الوقت بعيد منتصف ليلة 15 مايو/ أيار الجاري، وكنت عائدًا للمنزل عندما سمعت صوت قصف إسرائيلي قريب، لم يخطر في بالي أنه منزلي، ولكن بمجرد وصولي كانت الفاجعة، فالمنزل المكون من 3 طوابق تحول إلى كومة ركام.
وتابع: "أدركت أن الجميع تحت الأنقاض، كنت في حالة هستيريا شديدة، بدأنا البحث، عثرنا على ماريا في أحد الممرات وهي تصرخ ماما ماما، بعدما دفعها القصف خارج المنزل، وكذلك ابن أختي الرضيع عمر".
هرع العشرات من السكان وطواقم الإنقاذ للمنزل المدمر، وبدؤوا بأعمال بحث عن ناجين، وكانت الأنباء الموجعة مع انتشال الجثامين التي سحقت تحت الأنقاض.
زوجة علاء، ياسمين، وأطفالهما، يوسف 11 عاما، وبلال 10 أعوام، ومريم 8 أعوام ويامن 6 أعوام، جميعهم قتلوا، وكذلك شقيقة علاء وأطفالها الأربعة.
وذكر أنه عاش ولا يزال صدمة كبيرة بعد الحادث، وأدخل للمستشفى عدة أيام، فهو لا يزال غير قادر على تخيل كيف فقد أسرته وأسرة شقيقته في لحظة واحدة.
تتسلل الدموع إلى عيني علاء ويقول: "مجددا عدت وحيداً أنا وطفلتي ماريا، مع أخت واحدة، بعد استشهاد أم صهيب وأطفالها، لماذا قصفوا البيت وقتلوهم، ماذا فعل هؤلاء الأبرياء".
وأكد أن القصف استهدف المنزل دون أي إنذار أو تحذير، فقط أطلقوا خمسة صواريخ متتالية سوت المنزل بالتراب لينتهي الأمر بهذه المجزرة المروعة.
مأساة ماريا وعمر، كبيرة، فصراخهما لا يتوقف مناديا "ماما ماما" بلا مجيب، والتحدي الكبير أمام والديهما يكمن حاليا في إخراجهما من الصدمة التي يعيشانها عقب الكارثة.
aXA6IDE4LjIyMi45Mi41NiA=
جزيرة ام اند امز