"ماريونيتا" لـ"العين الإخبارية": عروضنا للنساء فقط.. لعب وضحك وحب
مروى فؤاد.. سيدة مصرية منذ صغرها وهي ترقص بحرية، وبعد وصولها لمحطة الأربعين أنشأت فرقة "ماريونيتا" لترقص المصريات بعيدا عن عيون الرجال
تحت شعار "ضحك ولعب وجد وحب" وبعيدا عن عيون المتلصصين.. قررت نحو 70 سيدة وفتاة مصرية تنظيم عروض استعراضية حصرية للنساء فقط، بهدف الترفيه والاستمتاع بأجواء البهجة في حرية تامة.
مروى فؤاد الشهيرة بـ"ماريونيتا"، التي تقود فرقة تحمل اسمها، تبلغ من العمر 46 عاما، تحمل شهادة جامعية في إدارة الأعمال، بالإضافة إلى درجة الماجستير من جامعة كامبريدج البريطانية في تخصص الموارد البشرية، الأمر الذي قد يبدو للكثيرين بعيدا تماما عن مجال عملها الحالي.
وراحت مروى فؤاد تحكي في حوار مع "العين الإخبارية" عن سر نجاحها في إنشاء فرقة ماريونيتا لرقص السيدات فقط، وما إذا كانت هناك محجبات بين أعضاء فرقتها، ومصادر التمويل.
كيف جاءتك فرقة "ماريونيتا"؟
منذ صغري وأنا عاشقة للموسيقى والرقص، وفي عام 2016 عدت إلى مصر واشتركت في إحدى صالات اللياقة البدنية، ومارست مختلف التدريبات، وعلى رأسها الزومبا، وهي برنامج للياقة البدنية يجمع بين الموسيقى اللاتينية والعالمية بحركات إيقاعية راقصة، تتخللها تمارين التدريب الفاصل بالتناوب مع الإيقاعات بشكل يتفاوت ما بين السرعة والبطء.
وبدأت أطبق دراستي للرقص وإخراج الاستعراضات ولغة الإشارات التي حصلت عليها في أمريكا على الفتيات اللاتي أقابلهن داخل "الجيم"، وبدأت أشعر بأن حلم الطفولة يقترب من التجسد على أرض الواقع، وأنني سأقوم بتأسيس فرقة نسائية للرقص والاستعراض والتمثيل، ويوما بعد يوم فوجئت بعدد من السيدات المصريات يطلبن مني إخراج الفرقة النسائية التى أحلم بها إلى النور، وقررت أن يكون اسمها "ماريونيتا" نابعا وقريبا من اسمي الشخصي مروى.
من شجعكِ على إنشاء "ماريونيتا"؟
"ماريونيتا" حلمي الصغير الذي كبر بداخلي، فقد كنت أحلم منذ الصغر بتكوين فرقة رقص نسائية تحمل "دلع اسمي"، الذي أطلق عليّ منذ الطفولة، وفوجئت به يتحقق بتشجيع من الفتيات اللاتي أعجبن بقدراتي، وصممن أن أصبح مدربتهن داخل مجتمع نسائي يسمى "ماريونيتا"، وبالفعل بدأنا نعزف عن "الجيم" ونتخذ خطوات إنشاء مشروعنا للرقص بعيدا عن عيون المتلصصين.
لماذا تقتصر عروض "ماريونيتا" على السيدات فقط؟
لتنفيذ فكرة "الرقص بحرية"، لأنني أريد أن أنفذ مشروعي براحة تامة، فأنا من السيدات اللاتي تؤمن بأن المرأة العربية أو المصرية تخرج طاقتها في الرقص بعيدا عن عيون الرجال، لعدة أمور.. أهمها أن الرقص أمام الرجال حرام شرعا، بدليل أن فريقي فيه مسلمات وأخريات مسيحيات وروسيات لا يرغبن في الرقص أمام الرجال، فهن يرغبن في ممارسة هوايتهن الفنية، سواء الرقص أو التمثيل بكل حرية، سواء في الملابس أو أثناء العرض.
هل هناك محجبات في فريقكِ؟
نعم، ما يقرب من 80% من الفريق محجبات، ولكن هذا لا يمنع أن يرقصن، لأننا في مجتمع نسائي مغلق بعيدا عن أعين الناس جميعا، وتحديدا الرجال، فكلنا مقتنعات بأننا نفعل ما نشاء طالما أننا بعيدات عن عيون الجنس الخشن.
هل تقتصر عروض الفرقة على الرقص؟
بالطبع لا، فعروضنا تتراوح بين التمثيل والرقص، وحتى الآن قدمنا العديد من العروض الاستعراضية لرقصات، سواء كانت أوروبية أم لاتينية أم رقصة راي جزائري أم رقصات أفريقية أخرى، فضلا عن فقرات متخصصة لفرقة رضا المصرية للفنون الشعبية، وهناك فقرات لعروض أوبريت "الليلة الكبيرة" بديكوراتها وزيها الأساسي، وأخرى من زمن الفن الجميل لسندريلا السينما المصرية سعاد حسني، متمثلا في اسكتش "كيكي يا كيكي" و"شيكا بيكا" لسعاد حسني أيضا، واستعراض "اللعبة" للفنانة نيللي، و"رايح اجيب الديب من ديله"، و"فطوطة" و"صغيرة على الحب" و"سي قفاعه" و"الأمر أمر الله يا سيدنا"، وكذلك قدمنا أوبريت "الأقصر بلدنا بلد سواح"، و"حلاوة شمسنا" و"هاللا هاللا على الكرنبة" واستعراض مسرحية "شارع محمد علي" للفنانة شيريهان.
من صاحب أفكار العروض؟
أنا، وقبل العرض الشهري لماريونيتا أقوم بمشاهدة عدة عروض قديمة، وبعد الانتهاء من التدريب مع فريقي أقسّم الفريق إلى سيدات وسيدات يلعبن أدوار رجال إذا كانوا موجودين ضمن شخصيات القصة التي سنعرضها، وبعد ذلك أقوم بآخر الخطوات من تصميمات وإخراج فني.
كم عدد السيدات المشاركات في الفرقة؟
في بداية تكوين الفرقة استطعت أن أجمع ما يتراوح بين 15 إلى 20 فتاة مصرية، ثم زاد العدد تدريجيا بمجرد انتشار الفكرة داخل المجتمع النسائي، ويصل حاليا إلى 70 عضوة، من أطفال وفتيات من أجيال العشرين والثلاثين، وسيدات فوق الخمسين عاما.
وعند شعوري بأن المشروع يكبر يوما تلو الآخر بدأت التعاقد لعرض "ماريونيتا" على مسارح مصر، ووضعت خطتي بأن المديرات لمشروعنا من النساء فقط، بداية من عاملات النظافة حتى الجمهور الذي يتابع العرض، وبعد استقرار الأوضاع الإدارية دربت الفريق 80 ساعة على مدار 7 أيام، ما بين الرقص اللاتيني والعربي والشرقي، وبعض استعراضات زمن الفن الجميل مثل فوازير شيريهان ونيللي وفؤاد المهندس.
من يمول العروض؟
التمويل ذاتي، فأنا أستأجر المسرح على حسابي الشخصي وأدفع الضرائب، أما تكلفة ملابس العرض فتكون على نفقة أعضاء الفريق، وهدفنا الرئيسي -كما ذكرت من قبل- أن نلعب ونلهو ونمرح سويا كسيدات، ونبتعد عن الهموم المفزعة التي نقابلها في حياتنا اليومية.
هل تهدف العروض للربح؟
بالطبع لا، كل ما في الأمر أننا نحاول تقديم أنفسنا كما نحب، أمام المجتمع النسائي الحاضر للعروض المختلفة، فتركيزنا ينصب فقط على تقديم أفضل ما نملك وما هو جديد، حتى نشجع أنفسنا بأننا قادرات على النجاح، وأسعار تذاكرنا مخفضة للغاية، نستغل العائد المادي الذي يعود منها في دفع نسبة كبيرة فقط لإيجار المسرح، الذي يكلفنا ما بين 40 و50 ألف جنيه، في حين أن التذكرة تبلغ 85 جنيها.