العلاج بالرقص.. أحدث وسائل العلاج النفسي في مصر
العلاج بالرقص والحركة يستهدف دعم المهام الفكرية والعاطفية والحركية للجسم، وتتنوع أشكال الرقص في جلسات العلاج حسب احتياج الشخص
"ساعدني العلاج بالرقص على التصالح مع نفسي والشعور بالسعادة".. بهذه الكلمات تصف نور مهنا، فتاة مصرية، تجربتها مع جلسات العلاج بالرقص والحركة، موضحة لـ"العين الإخبارية" أنها كانت تمر بضغوط نفسية قبل عامين وشعرت وقتها بالحاجة للمساعدة الطبية لتخطي مشاعرها السلبية.
فكرت نور في حضور جلسة علاج بالرقص والحركة، بمستشفى الرخاوي للصحة النفسية في حي المقطم، (أحد مراكز الاستشارات النفسية في القاهرة) عوضا عن الذهاب لطبيب نفسي تقليدي، ولم تتخيل أن يكون التأثير الإيجابي عليها بهذا الشكل.
وتقول نور: "بعد الجلسة كنت أشعر بأنني أكثر خفة وتحررا من الضغوط والمشاعر السلبية، وأرى أنها تجربة مفيدة لكل فتاة أو سيدة".
بدأ العلاج بالرقص والحركة في أمريكا على يد الطبيبة النفسية، ماريان جاس، التي قادت حركة الرقص في المجتمع الطبي، وأسست الجمعية الأمريكية للعلاج بالرقص والحركة عام 1966.
وحقق العلاج بالرقص انتشارا عالميا في فترة السبعينيات والثمانينيات، حتى وصل إلى مراكز وعيادات الطب النفسي في مصر خلال السنوات القليلة الماضية.
والعلاج بالرقص والحركة، هو أحد أشكال العلاج التعبيري، يستهدف دعم المهام الفكرية والعاطفية والحركية للجسم، وتتنوع أشكال الرقص في جلسات العلاج بالرقص والحركة حسب احتياج الشخص ما بين رقص شرقي ومعاصر وتانجو وغيرها من أنواع الرقص.
وهناك عدد من المراكز الطبية الشهيرة التي اعتمدت هذا النوع من العلاج في مصر، منها مستشفى الرخاوي، وتقوم الدكتورة رضوى العطار أخصائي الطب النفسي، والتي درست العلاج بالرقص والحركة في إيطاليا بالإشراف على هذه الجلسات.
وهناك أيضا مركز الشمس للاستشارات النفسية، وينظم بدوره جلسات دورية للسيدات للعلاج بالرقص، تحت إشراف الطبيبة النفسية المصرية، سالي توما.
وتقول دكتورة سالي توما: "جلسات العلاج بالرقص تساعد في علاج السيدات اللاتي يعانين من الوسواس القهري والاكتئاب وقلة الثقة بالنفس وعدم الثبات الانفعالي وسلوكيات إيذاء النفس واضطرابات القلق واضطرابات الأكل وضغوط العمل والأمومة والمشاكل الزوجية، وهو ما يجعله مفيد لمعظم السيدات".
وتوضح أن الجلسة تكون فرصة جيدة لتفريغ الطاقة السلبية والاسترخاء، وتتنوع الموسيقى التي ترقص عليها المشاركات بين الهادئة والصاخبة، وتنتهي الجلسة بالتأمل لمدة نصف ساعة.
وتشير إلى أن الاسترخاء يساعد في تحرر الإنسان من الضغوط والهموم، كما أنه يساعد في نحت الجسم وتعزز الثقة بالنفس وحبها والعفو عنها.
وتوضح دراسات إلى أن الرقص علاج مفيد للمشاكل النفسية إضافة لكونه رياضة ممتعة، لأن الحركة تجعل الجسم يفرز هرمونات تحسن المزاج والنفسية.
ومن جانبها، تقول سلمى الديب، طبيبة ومعالجة بالرقص الحركي، لـ"العين الإخبارية" إن الاختلاف بين جلسات تعليم الرقص وجلسات العلاج بالرقص هو أن الأولى تكون عبارة عن مدربة تؤدي حركات محفوظة ويقلدها المشاركات، في حين أن العلاج بالرقص يكون رقصا حرا، ليس به حركات محفوظة، وإنما كل شخص يتحرك مع الموسيقى بالطريقة التي يشعر فيها بالراحة والتحرر، وتجعله يتخلص من الطاقة السلبية الموجودة في جسمه".
وأشارت سلمى إلى أنها حصلت على عدة كورسات للعلاج بالرقص والحركة، وهو أحد فروع العلاج النفسي، وبدأت في تنظيم مجموعات للعلاج بالرقص قبل عامين، وتضيف أن العلاج بالرقص يمكن أن يحدث بالتوازي مع العلاج النفسي التقليدي أو بمعزل عنه حسب حالة الشخص واحتياجه.
ولفتت إلى أن أغلب الأشخاص وخاصة النساء لا توجد علاقة بينهم وبين أجسادهن، ولذلك منهن من يشعرن بالخوف أو الخجل من أجسادهن ويساعدهن العلاج بالرقص على التحرر من هذا الخوف وحب أجسادهن والإحساس بالأمان في علاقاتهن مع الآخرين، والتصالح مع أنفسهن.
aXA6IDEzLjU5LjEyNy42MyA= جزيرة ام اند امز