بالصور.. قوميات إثيوبيا تنصهر بالرقص وغناء الفلكلور
الأغنية الشعبية الإثيوبية تأثرت كثيراً بالحياة الزراعية والعمل المنزلي والحب والمرح والمناسبات السعيدة ومآثر الشجاعة في الحروب.
تنعكس حياة الناس التي ترتبط بالأرض والزراعة والحصاد، إضافة إلى الحكايات والأساطير على الموروث الثقافي والفني في إثيوبيا، إذ عكف الفنانون قديماً على تأليف الأغاني والرقصات التي تحكي عن العادات والتقاليد والأنشطة اليومية.
وتأثرت الأغنية الشعبية الإثيوبية كثيراً بالحياة الزراعية والعمل المنزلي والحب والمرح والمناسبات السعيدة ومآثر الشجاعة في الحروب، مشكلة وحدة فنيّة بين جميع القوميات رغم اختلافها.
ويأتي "الأزماري" أو صاحب الربابة كأحد أوجه الإبداع في الفلكلور الإثيوبي، وهو فنان متجوّل يحمل آلة شعبية محليّة الصنع تسمى "ماسنقو"، مهمته إسعاد المحتفلين في المناسبات والحانات الصغيرة، ومدح الأفراد لنيل الهبات، وأحياناً يهجو ويذم ويحكي القصص والأساطير الموجودة في كل إقليم.
وشكّل صاحب الربابة وغيره من فنون الموسيقى الشعبيّة القلبيّة الموروث الثقافي للسكان الذين برعوا في تأليف الأغاني التي تبرز عادات وحكايات كل إقليم على حدة، وتميّزت بتميّز القوميات.
يجتمع الناس في المهرجانات والمناسبات ويكون الرقص والغناء هما القاسم المشترك الذي تذوب فيه مشاعر الفرح والسعادة، ويعد حفل الزفاف من أهم المناسبات التي تشهد استعادة مظاهر الفلكلور، ففيه يتقافز المدعوون ويضربون الأرض بأقدامهم ويتمايلون بأجسادهم في مشهد يجسّد الرقص الفلكلوري الإثيوبي.
ويحرص المحتفلون على تأدية رقصة "إيسكستا" وهي رقصة معروفة لقومية "الأمهره" الموجودة في شمالي البلاد، وفيها يتحرك الكتفان إلى الأمام والخلف كما يتحرك الرأس من كتف إلى آخر، في إيقاع متناغم تشعل حماسته صفقات الجمهور.
وفي أثناء الرقص يلتقي الرجال والنساء وجهاً إلى وجه يضربون الأرض بأقدامهم في حركة واحدة تظهر رشاقة الأجسام وحيويتها مع تعبيرات الوجه التي تغمرها السعادة والسرور.
يقول المخرج والكاتب سنتايهو سيساي: "في الموسيقى أرى المجتمع بكامله، وفيها أيضاً أرى نفسي والسياسة والسلام والنزاعات وجميع أنشطة المجتمع، وأعمل على تأليف موسيقى تشبه مجتمعنا".
الدكتور محمد عز المتخصص في الثقافات الأفريقية يقول: "رغم اختلاف القوميات في إثيوبيا، لكنها جميعاً تتقارب في أداء الرقصات التي تعبر عن محاكاة حقيقية للبيئة المحيطة، فهناك بعض الرقصات تمثل حالة الصيد، والحركة السريعة في الرقص تمثل الالتفاف بالسرعة الكبيرة لتتبع الفريسة، وكذلك بعضها تمثل حالة الكر والفر في الحروب، وتمثيل حقيقي للشجاعة فيها، وهناك بعض رقصات النساء التي تمثل حالة جني ثمار البن، وهكذا فإنَّ الرقص الفلكلوري الإثيوبي حالة فريدة تمثل الحياة ومحاكاتها مع البيئة المحيطة بكل حذافيرها".
في الجنوب الإثيوبي تشتهر قومية "ولايتا" برقصة ترتدي فيها النساء ملابس متعددة الألوان ويغنين في نشوة عارمة بأصوات صاخبة حادة، فيما يحمل الرجال الحراب، وكلما ارتفعت أصوات الموسيقى ازداد الرقص مرحاً وروعة.
ويتميّز الفلكلور الإثيوبي باختلاف آلاته الموسيقية ومنها، "الماسنقو" ذات الوتر الواحد، و"الكرار" و"بغنا" ذات الأوتار العشرة، إضافة إلى الجيتار والفلوت.
يقول الفنان الإثيوبي يماني: آلة "الكرار" بالنسبة لي، ولا أعرف كيف أصفها، وفي العادة يُقال تعجز الكلمات عن وصفها، هي الحذاء والجورب لقدمي، ملابسي التي لا تفارقني أينما كنت، وبشكل عام هي ملابسي كلها وهي أمي أيضاً.
ويشير إلى أهمية الأغنية التي تنقل ملاحم الماضي وتربط الشعب بثقافته الممتدة منذ قرون، "إضافة إلى أن هذا الفن الفلكلوري هو المدخل لدراسة الموسيقى والرقص والفن الإثيوبي وبالتالي دراسة ثقافة الشعوب الإثيوبية المتعددة".