بالصور.. "الإنجيرا" طعام الأغنياء والفقراء في إثيوبيا
الإنجيرا تصنع من حبوب تسمى "طيف"، لا تنمو إلا في المرتفعات الإثيوبية، وتتشابه مع عدد من الأطعمة في بعض الدول العربية.
لكل بلد أطباقه المفضلة التي لا تخلو منها أي مائدة، وفي إثيوبيا تحتل "الإنجيرا"، الخبز التقليدي الإثيوبي (اللحوح)، المرتبة الأولى لدى موائد الأغنياء والفقراء على السواء.
وتصنع الإنجيرا من حبوب تسمى "طيف"، والتي لا تنمو إلا في المرتفعات الإثيوبية، ولا تستخدم إلا لدى الإثيوبيين، وتتشابه مع عدد من الأطعمة في بعض الدول العربية، مثل اللحوح في اليمن والكسرة (بكسر الكاف) في السودان.
وتحتوي الإنجيرا بأنواعها المختلفة "البيضاء والسمراء" على عنصر الحديد، ويتلذذ الإثيوبيون بطعمها الحامض قليلا، وبشكلها الذي يمهد لامتصاص الطبيخ الإثيوبي بأنواعه والتي تسمى محليا بـ"وط".
ولا تختلف طريقة الإعداد من مكان لآخر، حيث يتم أولا وضع الطحين المصنوع من حبوب" الطيف" على الماء، حتى تصبح عجينا، ويتم مزجه بالخميرة مع كوب واحد من الماء الدافئ، ويستمر حتى يرتفع ويغلق في وعاء كبير بإحكام.
وتقول السيدة مسكرم، مواطنة إثيوبية: "أنا لا أعتقد أن بذرة الطيف توجد خارج إثيوبيا، ولذا لا أتوقع وجود الإنجيرا خارج بلادنا أيضا، إلا إذا صُدّرت من إثيوبيا إلى الدول الأوروبية والأمريكية ودول الشرق الأوسط، وآكل كل يوم وجبتين منها، فهي تحتوي على عنصر الحديد".
ويقول هيلجبرئيل دستا: "الإنجيرا هي حياتي، ودائما لا تفارق مائدة الإثيوبيين، وأحب الإنجيرا بكل ألوانها لأنها تتمتع بعنصر الحديد بصورة مكثفة".
"أزِتي إنجيرا" هي شركة متخصصة في صنع الإنجيرا، وسميت باسم صاحبتها، التي قالت لـ"العين الإخبارية" إنهم يعملون في إعداد الإنجيرا ويبيعونها للسوق المحلية والدولية وللإثيوبيين في الخارج، ويحبون أن يأكلوا طعامهم المفضل في أي مكان وزمان.
وتصدر الشركة منتجاتها إلى أمريكا والدول العربية وكندا وغيرها من الدول، والمستخدم الأول في الخارج والداخل هم الإثيوبيون، ويشتري الشخص الواحد من 300 إلى 500 من الإنجيرا إذا كانت لديه وليمة أو حفلة.
وتحتاج صناعة الإنجيرا إلى قِدر مسطح ودائري، وتصل مساحته لنصف متر وغالبا ما تقدم للشخص الواحد كوجبة واحدة، وتقدم مع مختلف أنواع الطبيخ الإثيوبي وغالبا ما يسمى محليا بـ"وط".
وتصدر الإنجيرا بأشكالها المختلفة، وخاصة درقوش أي "الإنجيرا المجففة" والتي تصنع منها وجبة تسمى "فرفر" وهو من الأطعمة المحببة لدى الإثيوبيين في وقت الإفطار.
وكلمة الإنجيرا لا تعني لدى الإثيوبيين "الخبز" فقط، وإنما الأرزاق الإلهية لما لها من أهمية على مائدتهم.
ويقول غزاهن غبروا لـ"العين الإخبارية": "الإنجيرا بداية من تسميتها واستخدمها لدى كبار السن، تفوق كونها وجبة فقط، حيث إنها في اعتقادهم مرتبطة بالسلام والأمن في البلاد".
وتقول بتلهيم، التي تمتلك مطعما شعبيا في منطقة بولي: "لولا الإنجيرا لما وجدت أعمالا أقوم بها".
وتضيف: "الفقير والغني والصغير والكبير يأكلون الإنجيرا، وفي وجبة الغداء يفضل جميع من يزور مطعمي الإنجيرا، ويساعد شكلها الدائري في جلوس الجميع حولها ما يساعد في توطيد العلاقات الاجتماعية والمحبة فيما بينهم".
وبدون الإنجيرا تعتبر المائدة الإثيوبية، وخاصة في شمال البلاد، ملكة بدون تاج.
ولا تفارق الإنجيرا الإثيوبيين في حفلاتهم ومناسباتهم، والجيل الجديد بدأ يقدم الإنجيرا مقطعة حفاظا على الإسراف ولزيادة جمال عرضها على المائدة، وجميع الإثيوبيين يحبون الإنجيرا وكأن لسان حالهم يقول: "إن المساس ببذرة الطيف هو مساس بالأمن القومي".