بالصور.. "بغنا".. آلة موسيقية تتعالى نغماتها في الكنائس الإثيوبية
آلة "بغنا" تُصنع من الخشب وأمعاء الماعز أو الأغنام، وتشبه آلة "الكرار" أو "hart" من حيث هيكلها المادي، لكن "بغنا" أكبر حجماً.
تعتبر آلة "بغنا" الموسيقية من الآلات التي تستخدم على نطاق واسع في إثيوبيا، وبالتحديد في الكنيسة الأرثوذكسية بالبلاد.
ويعتقد بعض الناس أنه لا يمكن فصل آلة "بغنا" عن الكنيسة، وخاصة في موسم الصيام، فتستخدم خلال أداء الأناشيد الدينية، والتي غالبا ما يكون مضمونها فيه تقديم الشكر للرب، كما يتردد صوتها في الأماكن العامة وفي سيارات الأجرة وبعض الأحيان في إذاعات "إف إم".
وقال شماس هيلي أرأيا، مسؤول الفنون والأناشيد بجمعية القديسين، التابعة للكنيسة الأرثودكسية: "الحفاظ على التراث الأرثوذكسي الإثيوبي مهم جداً، وتعتبر الكنيسة أن آلة بغنا استخدمت قبل 3800 عام قبل الميلاد، من أجل الاستغفار والتوبة إلى الخالق".
وتابع "أرأيا": "بغنا أداة مؤثرة، تحافظ عليها الكنيسة الأرثوذكسية بشدة، وفتحت 10 مراكز لتعليم العزف عليها في مختلف الولايات الإثيوبية، وتخرَج حتى الآن 4000 من الهواة".
وأشار إلى أن الجمعية تقوم بذلك بغية المحافظة على هذه الآلة في المجتمع الإثيوبي.
آلة موسيقية تاريخية
تقول العديد من المصادر الدينية إن آلة بغنا إحدى الأدوات التي كان يستخدمها نبي الله داوود في الثناء والحمد للإله.
وبعض رجال الدين يقولون إن عددا من الرهبان والراهبات يستخدمونها اقتداءً بالنبي داوود، وأيضاً في مدح إلههم، وكانت تستخدم في السابق كعلاج نفسي لطرد الوساوس، والحديث عن الفخر وذكر أبطال البلاد، وتساعد في موسم الصيام على الشعور بالهدوء.
كيفية صنع"بغنا"
تُصنع آلة "بغنا " من الخشب وأمعاء الماعز أو الأغنام، وتشبه آلة "الكرار" أو "hart" من حيث هيكلها المادي، لكن "بغنا" أكبر حجماً.
ويصل طول "بغنا" إلى 3 أمتار، ويستخدم في صنعها ما يتراوح بين 10-30 من أمعاء من الأغنام، ويمنع صناعة "بغنا" من الحيوانات المحرم ذبحها على مذهب الكنيسة الأرثوذكسية، مثل الحصان والحمار.
ويتم صناعة بغنا من 10 أوتار تشد من أعلى إلى الأسفل، ومن شريط مرتفع يسمى "بيركوما".
وبركوما هي قطع صغيرة من أمعاء الماعز أو الأغنام المجففة، وتستخدم كآلة وترية سلسة، والتي عند الاهتزاز تصدر الأصوات المعروف بها آلة بغنا مثل "tizz" و"dizz"، ولذا سميت بأداة غريبة.
استخدامات أخرى لـ"بغنا"
واستخدمت "بغنا" بصورة أخرى فيما بعد للترفيه خلال المناسبات العائلية المختلفة، والآن كثيراً ما يتم استخدامها من قبل الرهبان في الأديرة والكنائس للترانيم والمزامير الكنسية، ويرافق العزف على آلة "بغنا" الغناء بصوت منخفض.
وتجد أن معظم كلمات القصائد التي تؤدي بآلة "بغنا" يتم تأليفها من قبل المؤدي أو تكون كلمات دينية ولها وقع خاص.
ومع مرور الوقت، أدخلت "بغنا" على الفرق الموسيقية، وقدمت بها عروض كبيرة، وهناك فنانون استخدموا آلة بغنا دون غيرها خلال تأديتهم لبعض الأغاني الشعبية، أمثال الفنانة أسناقيش وبحرو قن وقاش إبرا مولا وفسوم تمسجن، ومن الجيل الجديد بيزاويت زلقي وعدد كبير من الفنانين الإثيوبيين القدماء والشباب، الذين استخدموا آلة "بغنا" بأسلوب جميل وغناء فريد، وكان له طابع أقرب للمزامير الدينية في طريقة العرض.
ورغم أن العديد من النصوص التي تؤدى بآلة "بغنا" ذات طابع ديني، لا يتم استخدامها في الوقت الحالي في الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية فقط، حتى لو كانت توجد بكثرة في المواكب الدينية خارج الكنيسة، مثل أعياد الصليب والتعميد، وتخرج مع وفود الكنائس وهم يؤدون بها المزامير والقصائد الدينية.