متحف زوما.. تجسيد للثقافة الإثيوبية وملتقى فناني العالم
محور عمل متحف "زوما" بإثيوبيا يتمثل في الترويج للفن المعاصر متعدد التخصصات والجمع بين فنانين من جميع أنحاء العالم
يعتبر متحف زوما في إثيوبيا واحداً من أهم المتاحف التي تحتفي بالطبيعة والثقافة المحلية وتجذب العديد من الفنانين العالميين، وأدرجته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية ضمن أفضل الأماكن للزيارة في عام 2014.
واختار مؤسسو المتحف أن يطلقوا عليه اسم "زوما"، احتفاء بالفنانة الإثيوبية زوما شيفراو، التي وافتها المنية بسبب مرض السرطان في عام 1979، وافتتح المتحف للجمهور في عام 2012 خلال مهرجان Giziawi، أحد المهرجانات الفنية العامة الرائدة في إثيوبيا.
وشارك في تأسيس متحف زوما الإخصائية في علم الأنثروبولوجي والمناصرة لحماية البيئة، مسكرم أسجد، والفنان إلياس سمي، المعروف على نطاق واسع بالنحت الفني والهندسة المعمارية.
وتم بناء المتحف باستخدام مواد البناء القديمة، والتي تشمل الطين والقش والحجارة، كما تم استخدام الخشب لعمل الأسقف والأرضيات والأبواب والنوافذ، لإيصال رسالة حماية البيئة من خلال الفن، كما أن معظم المشاريع التي يضطلع بها المتحف معنية بالطبيعة وتبحث عن حلول للمشاكل البيئية الحالية.
ويجري المتحف العديد من الأنشطة التي تتناول الهندسة المعمارية والتعليم وصناعة الأفلام الوثائقية، كما يدعو الفنانين العالميين للقاء وتبادل الأفكار مع نظرائهم الإثيوبيين وعقد المناسبات الدولية.
وتشمل أنشطة متحف زوما معرضاً ومكتبة ومركزًا للأطفال وحديقة ومدرسة ابتدائية ومدرسة للفن، وجلبت تلك الأنشطة فنانين مشهورين عالمياً من بينهم ديفيد هامونز، وهو فنان حائز على جوائز من نيويورك، وتم عرض أعماله في عشرات المتاحف والمعارض الفنية في جميع أنحاء أمريكا، والذي رسم لوحة "African American Flag" الشهيرة التي تعد جزءاً من المجموعة الدائمة لمتحف نيويورك للفن الحديث.
ويحتوي المتحف على العديد من التحف الفنية التي تعود إلى أكثر من 100 عام، والتي جمعها الفنان إلياس سمي، خلال 25 سنة ويعمل حالياً على بناء قاعة لعرض التحف والعملات القديمة ومتجر للهدايا ومكتبة ومقهى لزوار المتحف.
وفي مقابلة مع "العين الإخبارية "قال مساعد مديرة المتحف أناتولي أشنافي "المتحف تم تصميمه لتعزيز فكرة العمارة المحلية التي تستفيد من المواد المتاحة محلياً، ويتناغم مع المناخ والمناظر الطبيعية المحيطة به، ويعكس مهارات وتقاليد الثقافات المحلية".
ويمنح المتحف الفنانين الإثيوبيين والعالميين فرصة العيش في انسجام مع الطبيعة وتطوير أشكال جديدة من التعبير الفني، وتجربة التقنيات والمواد الجديدة، وإيجاد حلول بديلة وفنية وإبداعية للمشاكل البيئية الحالية.
ويتمثل محور عمل متحف "زوما" في الترويج للفن المعاصر متعدد التخصصات، والجمع بين فنانين من جميع أنحاء العالم لخلق فن بيئي مبتكر، ويعمل بالتعاون مع المراكز الثقافية الموجودة في البلاد مثل المركز الثقافي الإيطالي والفرنسي والألماني، من أجل تبادل الأفكار حول الفن المعاصر.
وشارك المتحف مؤخراً، حسب الفنان الإثيوبي إلياس سمي، في متحف أمستردام الدولي بهولندا، وعرض أعماله التي عكست الفن الإثيوبي الأصيل.
