بالصور.. مهنة الحانوتي في إثيوبيا.. توابيت وورود ملونة
"العين الإخبارية" تقوم بجولة في محلات الحانوتية في إثيوبيا والتي تمتلئ بالتوابيت الخشبية التي تحضر لدفن الميت
يهتم العاملون بمهنة الحانوتي في إثيوبيا بتقديم خدمات متنوعة، وذلك إرضاء لرغبات زبائنهم من ذوي المتوفين، فهناك التوابيت ذات الألوان المختلفة، وتشكيلات الورود التي توضع إلى جوار المتوفى، وسيارات سوداء مجهزة خصيصاً لنقل الموتى.
وتوجد في إثيوبيا مناطق عديدة للذين يعملون في مهنة الحانوتي، منها منطقة طريق "تشارتشر"، المؤدية لضاحية بياسا، والتي تكتظ فيها محلات الحانوتية، وتجد الصناديق "التوابيت" الخاصة بدفن الموتى في مجموعات ملونة مرصوصة على الطرقات، وهي ملونة بألوان مختلفة، وتختلف أسعارها من منطقة لأخرى.
مهنة يخاف منها الكثيرون
تنتاب حالة من الخوف كل من يمر بجوار تلك المواقع، ويحاول الابتعاد وعدم النظر إليها، وكذلك الشخص الذي يُكلف بإعداد تابوت لشخص رحل، يحاول أن يتعجل حتى لا يقف كثيراً أمام التوابيت، فيحاول أن ينتهي من تلك المهمة بأسرع وقت.
"العين الإخبارية" قامت بجولة في هذه المحلات، التي تمتلئ بالتوابيت الخشبية التي تُحضر لدفن الميت، فالتقت تكالنج سمنج، صاحب محل، ويقول: "عملت بهذه المهنة لأكثر من ثلاثة عقود، وحقيقة تعودنا على هذه المهنة، ولا نعرف غيرها، بل أصبحنا نبدع فيها بتحضير مختلف التوابيت أشكالاً وتصميمات مختلفة، تليق بكل الفئات من أفرد المجتمع الإثيوبي من الغني إلى الفقير، ونعمل كل ما في وسعنا لجذب الزبون، وحتى لا يبتعد عنا نقدم له عروضاً متعددة".
ويقول أحد المارة: "يقشعر بدني عندما أرى تلك التوابيت، وأخاف وأحاول ألا أقترب منها نهائياً".
البعض يجرب
يقول صاحب محل إن البعض يحاول أن يجرب التابوت قبل شرائه لشخص ميت، فيقوم هو بالنوم داخل التابوت، والبعض يحمل حبلاً أو ما شابه لمعرفة مقاس التابوت، وهل يلائم الميت في العرض والطول أم لا.
ويروي أن أحد الأشخاص اعتقد ابنه أن هذه الصناديق ألعاب، فطلب منه أن يشتري له صندوقاً صغيراً.
ورغم أن تلك التوابيت ستدفن مع الميت في باطن الأرض، ويسكب عليها التراب، إلا أن التوابيت بدأت تأخذ أشكالاً وألواناً مختلفة، ويتم تلبيسها بقطع من أفخر أنواع القماش، ومنها ما يوضع عليها زجاج شفاف.
أشكال التوابيت
بدأ الحانوتية يبدعون في أشكال التوابيت التي يُحمل بها الميت، والتي تعكس حالة أهل الميت الاقتصادية، وتبلغ أسعار التوابيت من الألف بر إثيوبي (حوالي 35 دولارا) حتى 5 آلاف بر إثيوبي، وهناك من يطلب الأسعار العالية، نسبة لمكانة الشخص لديه، ووفقاً لـ"تكالنج سمنج" فإن بعض الأفراد يرون الأفضل شراء توابيت باهظة الثمن، خاصة إذا كان الشخص عزيزاً عليهم.
ويصاحب مراسم الدفن عزف أنواع معينة من الموسيقي، مثل العزف على آلة "الماسنقو" وآلة "البغنا"، واستخدام نغمات حزينة، وتختلف الطقوس من منطقة لأخرى.
تشهد مهنة الحانوتي في إثيوبيا العديد من المواقف، مثل أن يدخل أهل الميت معهم في خلاف عقب مراسم الدفن، أو يطلبون تقسيط بقية المبالغ.