مكاسب في الأسواق العالمية مع تفاؤل من حوار واشنطن-بكين

سجلت أسواق الأسهم العالمية ارتفاعًا طفيفًا في تعاملات الثلاثاء مع دخول جولة جديدة من المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين يومها الثاني.
تأتي المكاسب بدعم تفاؤل بإمكانية التوصل إلى اتفاق يخفف من التوترات القائمة بين القوتين الاقتصاديتين.
وأعرب أحد كبار مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كيفين هاسيت، عن تفاؤله بنتائج هذه المحادثات، متوقعًا ما وصفه بـ"مصافحة قوية وكبيرة" في ختامها.
وتأتي هذه الجولة من المحادثات بعد مكالمة هاتفية بين الرئيس الأمريكي ونظيره الصيني شي جين بينغ الأسبوع الماضي، وتهدف إلى تهدئة الأجواء بعد تصعيدات سابقة، لا سيما اتهام ترامب لبكين بخرق اتفاق تم التوصل إليه في اجتماع عقد الشهر الماضي في جنيف، والذي أسفر حينها عن خفض متبادل في الرسوم الجمركية.
المعادن النادرة على طاولة المفاوضات
ومن أبرز القضايا المطروحة على جدول الأعمال صادرات المعادن الأرضية النادرة، التي تُعد مكونًا أساسيًا في العديد من الصناعات الحديثة مثل الهواتف الذكية وبطاريات السيارات الكهربائية.
وقال هاسيت لقناة CNBC يوم الاثنين: "اتفقنا في جنيف على خفض الرسوم الجمركية، كما وافقت الصين على الإفراج عن كميات من المغناطيس والمعادن النادرة التي تحتاجها قطاعات مختلفة من الاقتصاد الأمريكي".
وأضاف أن وتيرة الإفراج عن تلك المعادن "كانت أبطأ مما كانت تتوقعه بعض الشركات"، لكنه أبدى ثقته في تحقيق تقدم، قائلاً: "نتوقع مصافحة قوية في نهاية المفاوضات، يليها تخفيف في قيود التصدير الأمريكية، وإفراج الصين عن كميات كبيرة من المعادن النادرة".
كما أشار هاسيت إلى احتمال قيام إدارة ترامب بتخفيف القيود الأخيرة المفروضة على صادرات التكنولوجيا.
أما الرئيس ترامب نفسه فقال للصحفيين في البيت الأبيض: "نحرز تقدمًا جيدًا مع الصين... الأمور ليست سهلة، لكنني أتلقى تقارير إيجابية فقط".
أداء الأسواق
بدأت الأسواق الآسيوية تعاملاتها بقوة صباحًا لكنها تراجعت في فترة ما بعد الظهر وسط تردد من المستثمرين قبيل استئناف المحادثات.
فقد أغلقت بورصة طوكيو على ارتفاع بنسبة 0.3% عند 38,211.51 نقطة، بينما تراجعت بورصتا هونغ كونغ وشنغهاي بنسبة 0.2% و0.4% على التوالي. كما انخفضت مؤشرات سنغافورة ومانيلا، بينما سجلت مكاسب في كل من سيدني، سيول، ويلينغتون، تايبيه، مومباي، بانكوك وجاكرتا.
وفي أوروبا، افتتحت بورصتا لندن وباريس على ارتفاع، بينما سجلت فرانكفورت تراجعًا طفيفًا.
وقال كريس ويستون من "بيبرستون": "أي تصريحات إيجابية تبقي الطرفين على طاولة الحوار ستشجع المستثمرين على المخاطرة"، مضيفًا أن تمديد المحادثات ليوم ثانٍ يعزز التوقعات باتفاق مبدئي قد يدفع أسواق الأسهم الأمريكية والعالمية لمزيد من الارتفاع.
الأنظار على التضخم الأمريكي
في موازاة ذلك، يترقب المستثمرون بيانات التضخم الأمريكية المرتقبة هذا الأسبوع، والتي قد تؤثر على قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) بشأن أسعار الفائدة، وسط تحذيرات من أن الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب قد تؤدي إلى ارتفاع معدلات التضخم، ما يعزز التوجه نحو تثبيت أسعار الفائدة.
لكن في المقابل، يواجه الاحتياطي الفيدرالي ضغوطًا من الرئيس لخفض أسعار الفائدة، مع اقتراب اجتماع البنك الأسبوع المقبل لاتخاذ قرار في هذا الشأن.
ورغم أن بيانات الوظائف الأخيرة خففت المخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد الأمريكي، إلا أن المحللين لا يزالون يتعاملون بحذر.
وكتب ماتيس شايفر وجون هوكرز من "أولسبرينغ غلوبال إنفستمنتس": "من المرجح أن تظل الرسوم الجمركية جزءًا من سياسة التجارة الأمريكية في عهد ترامب"، مشيرين إلى أن "الطلب الاستهلاكي القوي في الولايات المتحدة يساعد في دعم الاقتصاد العالمي ومنع حدوث ركود".
لكنهم حذروا أيضًا من أن "الحرب التجارية العالمية الحالية، إلى جانب التخفيضات الكبيرة في الإنفاق الحكومي الأمريكي، واحتمال ارتفاع التضخم، قد تؤدي إلى تراجع الإنفاق الاستهلاكي الأمريكي، مما قد يدفع الاقتصاد العالمي إلى الانكماش لعدة أرباع".
أبرز المؤشرات – حتى الساعة 011:15 بتوقيت أبوظبي
- طوكيو – نيكي 225: ارتفاع 0.3% إلى 38,211.51 (إغلاق)
- هونغ كونغ – هانغ سنغ: انخفاض 0.2% إلى 24,142.25
- شنغهاي – المركب: انخفاض 0.4% إلى 3,384.82 (إغلاق)
- لندن – فوتسي 100: ارتفاع 0.3% إلى 8,858.21
- اليورو/الدولار: انخفاض إلى 1.1397 دولار
- الجنيه الإسترليني/الدولار: انخفاض إلى 1.3497 دولار
- الدولار/الين: انخفاض طفيف إلى 144.58 ين
- اليورو/الجنيه الإسترليني: ارتفاع إلى 84.43 بنس
- خام غرب تكساس: ارتفاع 0.2% إلى 65.41 دولار/برميل
- خام برنت: ارتفاع 0.2% إلى 67.20 دولار/برميل
- وول ستريت – داو جونز: شبه مستقر عند 42,761.76 نقطة (إغلاق)