مراكش بلد المليون سائح.. الجوع أخطر من كورونا
مراكش هي واحدة من أهم المدن السياحية في المغرب تأثرت بشكل كبير بسبب القيود التي فرضتها جائحة كورونا.
لافتة كتب عليها "لن يتمكن كورونا من قتلنا فالجوع سيتكفل بذلك قبله" لخصت الأوضاع الصعبة التي يعيشها العاملون في قطاع السياحة بالمغرب.
وسجل المغرب منذ تفشي جائحة كورونا حتى الآن نحو 86 ألفا و868 إصابة، ووفاة 1578 حالة، وشهدت البلاد ارتفاعا مطردا في الإصابات خلال الأيام الأخيرة بعد أن سجلت أكثر من ألفي حالة إصابة يوميا.
مدينة مراكش هي واحدة من أشهر المدن السياحية في المغرب والتي تستقبل سنويا نحو مليون سائح، لكنها تواجه أزمة كبيرة لفقدان عائداتها السياحية بعد تفشي جائحة كورونا.
المدينة التي تعتمد بشكل كبير على السياحة، تغيرت الصورة فيها تماما، وهو ما تعبر عنه ساحة جامع الفناء الشهير، والتي أصبحت خالية من الزوار بعد أن كان يزورها آلاف السياح من جميع بلدان العالم.
ساحة جامع الفناء
ساحة جامع الفناء الشهير، هي أشهر معالم مدينة مراكش وتعود للقرن الحادي عشر تغيرت كثيرا في عصر كورونا بعد أن هجرها مرقصي الأفاعي وعازفي الشوارع وباعة التذكارات والعرافات هجروها فيما بقيت سيارات الأجرة وعربات الجياد خالية منذ أعلن المغرب حالة الطوارئ الصحية في منتصف مارس/ آذار وأغلق حدوده لمكافحة جائحة كوفيد-19.
هذه الحالة وصفها بشير وهو نادل في مقهى خال من الزبائن حيث يعمل منذ عشرين عاما في ساحة جامع الفناء الشهيرة قائلا: "قبل ذلك كان ينبغي للشخص أن ينتظر دوره للحصول على طاولة".
محمد باسير بائع العصائر يقف وراء عربته المزينة بفاكهة بلاستيك يقول "هي المرة الأولى التي تكون فيها الساحة خالية إلى هذا الحد، هذا يحزنني جدا".
المشاهد في مراكش تؤكد أن الفيروس أضر كثيرا بالعاملين في المجال السياحي.
واستقطبت مراكش في 2019 نحو مليون من أصل 13 مليون سائح زاروا المغرب. وهي تعول عليهم في الجزء الأكبر من إيراداتها.
وفي 2020 وبسبب تداعيات كورونا، أغلقت الفنادق أبوابها وأصبح آلاف الموظفين عاطلين من العمل وباتت المدينة برمتها مشلولة.
وفي يوليو/ تموز أعلن المغرب عن تخفيف قيود كورونا بعد النجاح في مواجهة الفيروس، وهو ما أعطى بارقة أمل بعودة القطاع السياحي للتخفيف من وطأة الفيروس.
عند بدء تخفيف إغلاق كان من الأكثر صرامة في العالم في تموز/يوليو، راهن التجار وأصحاب شركات الرحلات السياحية على السياحة الوطنية للتخفيف من وطأة الخسائر الاقتصادية إلا أن هذه الآمال تبددت مع إعادة الإغلاق مرة أخرى في ظل زيادة الإصابات.
وقرر المغرب فرض قيود جديدة على 8 مدن من بينها مراكش، وهو ما بدد أي أمل في حدوث انتعاشة سياحية.
ويقول جليل حبتي إدريسي الذي يدير وكالة سفر أسست قبل 45 عاما "سيكون من الصعب جدا إنعاش الوضع" بعدما انهارت إيراداته.
على شبكات التواصل الاجتماعي تكثر الدعوات "لإنقاذ" المدينة وتخفيف القيود على مجيء الزوار.
ويقول إدريسي "ينبغي تعلم التعايش مع هذا الفيروس ووقف هذا الإغلاق وهذا الخوف".
ونظم أطراف ناشطون في القطاع الأسبوع الماضي اعتصامات عدة لدعوة السلطات إلى وضع حد لمعاناتهم.
وكتب على لافتة الجمعة "لن يتمكن كورونا من قتلنا فالجوع سيتكفل بذلك قبله".
لكن ثمة بارقة أمل فقد تجاوبت السلطات مع طلب لاتحاد أصحاب العمل يقوم على السماح للزوار الذين لا يحتاجون إلى تأشيرة دخول بالتوجه إلى المغرب في "رحلات خاصة" تسيرها الشركات الجوية الوطنية على أن يقوموا بحجز مسبق في فندق ويجروا فحصين سلبيين لفيروس كورونا (عادي وأجسام مضادة) قبل أقل 48 ساعة من موعد السفر.
لكن ابتسام جميلي التي تدير فندقا 5 نجوم يعاني خسائر "هائلة" علقت "هذا قرار جزئي بالفتح".
وقد لا يستمر ذلك طويلا إذ إن المغرب سجل في الأيام الأخيرة أكثر من ألفي حالة يوميا مع ارتفاع جديد في الإصابات في هذا البلد البالغ عدد سكانه 35 مليونا.
وتعتبر مراكش على غرار الدار البيضاء عاصمة البلاد الاقتصادية، من أكثر المناطق تضررا بالفيروس في المغرب. وفي حين يدعو الأطراف الناشطون في القطاع إلى إنقاذه يعرب كثير من رواد الإنترنت عن قلقهم من الوضع الصحي.
aXA6IDMuMTQ3LjgyLjI1MiA= جزيرة ام اند امز