دراسة تحدد مواصفات الحياة على المريخ.. إنسان بجينات معدلة
عدة دراسات تحدد مواصفات الحياة على سطح المريخ والتغييرات الجينية التي يجب أن يخضع لها الإنسان وموصفات المسكن والعدد الأدنى للمستعمرات
يبدو أن الإنسان عقد العزم فعلا على الهجرة إلى المريخ، انطلاقا من أسباب عديدة، لعل أهمها إرضاء غريزته في استكشاف المجهول متسلحا بالعلم، أو استعدادا للنجاة لضمان استمرار الحياة في حالة تعرض الأرض لكارثة مدمرة، أو ربما لغرض التوسع والسياحة في بقاع بعيدة عما كان مألوفا لدى الخيال البشري.
- ناسا في حالة رعب: 5 كويكبات ستصطدم بالأرض.. وفلكيون سعوديون يردون
- نهاية العالم الأسبوع المقبل.. 8 سنوات مفقودة في نظرية الرعب
ولم يتوقف الأمر عند حد الاستكشاف، وإنما بدأ البعض يعد العدة للانتقال عبر حصر المطلوب لاستمرار الحياة على كوكب المريخ.
فقد قام فريق من العلماء بإجراء دراسة علمية، نقلتها صحيفة "ميرور" البريطانية، لتحديد متطلبات الحياة على الكوكب الأحمر.
وجاء في الدراسة، التي أجراها البروفيسور جان مارك سالوتي، من معهد بوليتكنيك الوطني للفنون التطبيقية في فرنسا، أن هناك حاجة إلى 110 أفراد من البشر لبدء حضارة جديدة على سطح المريخ، باعتبار ذلك هو الحد الأدنى من السكان المطلوب لإنتاج ما يكفي من الأدوات والسلع قبل نفاد الإمدادات، التي حملها البشر معهم من الأرض.
وذكرت الدراسة أن حياة الإنسان على المريخ تتطلب منه أن يقيم منزلا في قبة مليئة بالأكسجين، وأن يبدأ الزراعة والصناعات الأخرى الخاصة بها، إذا أراد البشر الحفاظ على الحياة على الكوكب الأحمر.
ولجأ البروفيسور سالوتي إلى استخدام نموذج رياضي لتحديد "جدوى البقاء على كوكب آخر، يقوم على المقارنة بين متطلبات الوقت لتنفيذ جميع أنواع الأنشطة البشرية من أجل البقاء على المدى الطويل والوقت المتاح للمستوطنين".
وتفترض الدراسة أن الدعم من الأرض منقطع بسبب الحرب أو نقص الموارد أو إعلان المستوطنين جمهورية مستقلة، ما يعني أن الفريق وضع في الحسبان وقوع كارثة تدمر الحياة على الأرض، أو يحدث تطور آخر يؤدي إلى رغبة سكان المريخ في الاستقلال عن الأرض.
ومن أجل البقاء على كوكب المريخ، تم وضع بعض الافتراضات لتنظيم المستوطنين والمسائل الهندسية.
ويقول خبير معهد البوليتكنيك الوطني في معهد بوردو إن البقاء يعتمد على الوصول إلى الموارد الطبيعية وظروف العمل.
وكان الملياردير الأمريكي إيلون موسك أعلن أنه سيضخ أموالا ضخمة من أجل استعمار المريخ يوما ما، والذي يبعد نحو 140 مليون ميل عن الأرض.
وكان علماء وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) فحصوا جانبا آخر من متطلبات الحياة على سطح المريخ.
فقالوا إنه ينبغي تغيير الحمض النووي لرواد الفضاء في المستقبل قبل القيام بالرحلة المأهولة إلى المريخ، بدعوى أن خلاياهم لا بد أن تكون مقاومة للإشعاع وأن تكون لديهم عظام قوية للغاية من أجل البقاء على قيد الحياة طوال الرحلة.
ووعد عدد من وكالات الفضاء وحتى الشركات الخاصة بتحقيق أول وجود بشري على سطح الكوكب الأحمر خلال العقدين المقبلين.
وبينما تأمل وكالة ناسا في هبوط رواد الفضاء على كوكب المريخ مع حلول العام 2030، تستهدف شركة "سبيس إكس" التابعة للملياردير الأمريكي إيلون موسك إرسال مليون شخص إلى الكوكب بحلول عام 2050، أي بعد 30 عاما من الآن.
وفي ندوة عبر الإنترنت عقدتها أكاديمية نيويورك للعلوم، قالت كيندا لينش، عالمة الأحياء الفلكية في معهد القمر والكواكب في هيوستن: "في ذلك الوقت قد تكون هذه الأنواع من التقنيات حاسمة أو ضرورية"، لإجراء تعديلات على الحمض النووي لرواد الفضاء كي تساعدهم على تحمل وابل الإشعاع الكوني والظواهر البيئية المميتة على سطح الكوكب.
ويعد تحرير جينات رواد الفضاء قبل إرسالهم إلى المريخ مغامرة مثيرة للجدل كان العلماء يتأملونها لسنوات، بحسب صحيفة "تايمز" البريطانية، التي قالت إن باحثين مدعومين من وكالة ناسا بدأوا بالفعل في التحقيق في احتمال تطبيق ذلك.
وذكرت صحيفة "ذا صن" البريطانية أن فريقا من العملاء في جامعة كورنيل في نيويورك يجرون تجربة حول إمكانية أخذ الجين من مخلوق صغير لكنه قوي وإدراجه في البشر.
وتتركز تجارب العلماء الأمريكيين على مخلوق يسمى "دب الماء" أو "خنزير الطحلب"، وهو حيوان مجهري يعتبره العلماء أقوى حيوان في العالم، رغم أن حجمه أصغر من حبة ملح الطعام ويتميز بمقاومة ملحوظة للإشعاع الكوني.
ويأمل العلماء في أخذ الجين الذي يمنح ذلك الحيوان هذه المقاومة وزرعه في رواد الفضاء لمساعدتهم على النجاة من الأشعة الكونية المسببة للسرطان، والتي سيواجهونها خلال المهمات الفضائية.
وتواجه هذه التكنولوجيا عقبات أخلاقية وقانونية ضخمة، وتبقى على بعد عقود من تنفيذها، ولا يزال العلماء غير مدركين ما هي الآثار طويلة المدى لمثل هذا التغيير على الصحة العقلية والبدنية لشخص ما.
ولا يتوقف العلماء عند حد الخلايا المقاومة للإشعاعات فقط، وإنما يبحثون أيضا عن جينات أخرى لتعزيز الذاكرة والقوة، أو جعل الشخص أقل حساسية للألم أو القلق، فضلا عن جينات تنتزع الرائحة الكريهة من العرق.