رجل أعمال مرموق.. سقوط زعيم عصابة مخدرات في فرنسا
في عملية نوعية نفذتها وحدة مكافحة المخدرات الفرنسية، اكتشفت السلطات أن وراء شبكة دولية ضخمة لتهريب القنب بين إسبانيا وفرنسا رجلاً لم يكن يخطر على بال أحد، صاحب شركة مقاولات ناجحة في مارسيليا، يُنظر إليه عادة كرجل أعمال محترم بعيد عن أي شبهة.
لكن عملية مداهمة مفاجئة في أحد أحياء المدينة، وبضائع مخبأة بدقة داخل سيارات فاخرة، كشفت الوجه الحقيقي لرجل يقف على رأس شبكة تجني أرباحاً بالملايين، بحسب صحيفة "لا بروفانس" الفرنسية.
وقامت فرقة مكتب مكافحة المخدرات، في مارسيليا، يوم الخميس، بتفكيك شبكة جديدة لاستيراد الحشيش من إسبانيا.
ووفقاً للصحيفة الفرنسية فإن الشخص المشتبه بأنه على رأس هذا التنظيم هو رجل أعمال في قطاع البناء والأشغال العامة، كان يعتبر، للوهلة الأولى، فوق مستوى أي شبهة.
في ليلة الأربعاء 3 إلى الخميس 4 ديسمبر، وبعد رحلة طويلة قادمة من إسبانيا، توقفت سيارة سكودا كودياك تتقدمها بورشه كايين في الدائرة 15 بمدينة مارسيليا.
ونزل الرجلان من المركبتين وجلسا في مطعم صغير لالتقاط الأنفاس. كانا يعتقدان أنهما نجحا مجددًا ففي السكودا، كانت 159 كيلوغرامًا من قطع راتنج الحشيش مخبأة في تجاويف مصممة بإتقان، بينما وُضع كيلو آخر في سيارة البورشه التي التحقت بالسكودا أثناء الطريق لتأمين حمايتها وفتح الطريق لها.
ولكن، بينما كان الرجلان يستمتعان بوجبة مطمئنين، ظهرت فجأة أمامهما ظلال مسلحة ترتدي سترات تكتيكية تحمل شعار "OFAST". وبفعل الصدمة وانخفاض الأدرينالين، أصيب الرجلان بالذهول… وهذا بالضبط ما أرادته القوة الأمنية.
رجل أعمال فوق أي شبهة تقريبًا
كان عناصر مكتب مكافحة المخدرات في مارسيليا ينتظرون تلك اللحظة منذ ما يقرب من عام كامل. وكثيرًا ما تبدأ هذه القضايا بمعلومة صغيرة: "تسريب" وصل إلى خلية الاستخبارات العملياتية الخاصة بالمخدرات (CROSS 13) في يناير 2025، حول إحدى الشبكات التي تزوّد منطقة مارسيليا بالقنب.
ومن خلال أشهر من المراقبة والتنصت وتتبع التحركات، ظهرت المفاجأة الشخص الذي يقود هذه الشبكة ليس مجرمًا معروفًا ولا أحد رجال العصابات التقليديين، بل رجل أعمال ناجح في قطاع البناء، يمتلك شركة محترمة ولديه علاقات واسعة، وكان يعيش حياة تبدو طبيعية تمامًا.
هذا الرجل، الذي لم يُكشف اسمه رسميًا استغل مظهره "النظيف" وصفته الاجتماعية لإخفاء نشاطه الحقيقي تنسيق عمليات الاستيراد من إسبانيا، وإدارة سائقي المركبات الذين ينقلون المخدرات، والإشراف على إخفاء البضائع في سيارات معدّلة تقنيًا، وتوزيع الكميات على شبكات البيع المحلية في مارسيليا.
وبحسب المحققين، فإن شبكته أدارت عدة عمليات مماثلة قبل أن تكشف أخيرًا.
عملية محكمة ونهاية شبكة دولية
مع عملية المداهمة تلك، تمكنت السلطات من ضبط أكثر من 160 كيلوغرامًا من الحشيش، وتوقيف العناصر المسؤولة عن النقل، وجمع أدلة تدين رجل الأعمال "المحترم"، فتح تحقيق موسّع حول علاقاته وتفرعات شبكته الدولية
وتعتبر هذه العملية واحدة من أكبر الضربات الأمنية ضد شبكات تهريب المخدرات التي تعبر الحدود الإسبانية–الفرنسية، وتكشف مرة أخرى كيف يستغل بعض الأشخاص مناصبهم الاجتماعية والمهنية لإخفاء تورطهم في أنشطة غير قانونية واسعة النطاق.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAzIA== جزيرة ام اند امز