وردة ورصاصة.. شهيد فلسطيني وزوجته جمعهما الحب وفرقتهما قذائف الاحتلال
هي بداية ونهاية قصة حب ورومانسية استثنائية عاشها الفلسطينيان شعبان وصفاء، حتى وضع الاحتلال حدا لها بقذائفه المميتة.
بين وردة مزهرة، ورصاصة، بداية ونهاية لقصة حب ورومانسية استثنائية عاشها الفلسطينيان شعبان وصفاء، حتى وضع الاحتلال حداً لها بقذائفه المميتة.
تغالب صفاء دموعها، وهي تتذكر ذلك اليوم الذي سُجل فيه لقاؤها الأول بزوجها، قبل عقد قرانها بيوم واحد، لتفاجأ به يعطيها مظروفاً، ومفاجأتها الأكبر عندما فتحته لتجد وردة مزهرة، ورصاصة!.
- إنفوجراف.. مشاريع الشيخ زايد في فلسطين
- الطائرات الورقية.. سلاح سلمي للفلسطينيين وكابوس لدولة الاحتلال
بداية المشوار ونهايته
تروي صفاء لـ"العين الإخبارية" بأسى كيف سألت فارس أحلامها عن هذه الهدية الغريبة، فجاوبها مبتسماً: "هذه بداية المشوار ونهايته يا صفاء!".
فشعبان أبو خاطر (26 عاماً) المنخرط في صفوف فصائل المقاومة الفلسطينية، اختار أن يبلغ شريكة حياته من اليوم الأول، بمسار حياته المحفوف بالخطر، أهذا طريقنا لمواجهة عدونا، المقاومة واجب، ونحن أهلها، ومشوارنا فيها يحتمل كل الاحتمالات، فهو ربيع كهذه الوردة، والخطر مكتوب كما هو الرصاصة".
أعجبت صفاء بوضوح وصدق فارسها "كيف أثنيه عن مشواره الذي اختاره منذ سنوات، الوطن يستحق منا التضحية جميعاً، واعلم أن الأعمار بيد الله وحده".
بكر.. إكسير الحياة
أسس شعبان وصفاء أسرة جميلة وشقا حياتهما بمحبة وصدق رغم أوضاع غزة الصعبة، وأثمر حبهما الأول "بكر"، الذي بات إكسير الحياة لها ولزوجها وكل العائلة.
كثيرة هي الأيام، التي عاشت فيها القلق والخوف والانتظار، لفارسها المغادر لمهمة عمل محفوفة بالخطر في ظل عدو إسرائيلي يبطش بالجميع ويستبيح كل شيء، ولكن فخرها بفارسها كان كبيراً فهو مع غيرها يحمون ثغور الوطن بصدورهم العارية.
في يوم الجمعة 20 يوليو الجاري، استعدت صفاء لزيارة ذويها، وقدم إليها زوجها بعد الظهر ليتناول طعام الغداء معهم قبل أن ينطلق إلى عمله الذي لا تعرف الكثير من التفاصيل عنه سوى أنه محفوف بالخطر في ظل احتلال لا يرحم.
وصية مودع
عندما غادرها، سلم عليها، وشد على يديها، وأوصاها بابنهما بكر، وعدته بذلك، وهي التي اعتادت منه الاهتمام والحرص على فلذة كبدهما، فقد اعتادت على اهتمامه الشديد بابنه.
قلبها المحب، واستشعارها الخطر جعلها تتصل بزوجها بين الحين والآخر، لتطمئن عليه، ومع حلول العصر، تسرب الخوف والقلق لديها فحادثته مجدداً، فطمأنها "لا تقلقي واهتمي ببكر" احتضنت بكرها والوجد والخوف ملأ قلبها تترقب وتنتظر.
دقائق لاحقة، حتى دوى الانفجار، فهي من مكان تواجده شرق خان يونس، سمعت دويه، بشكل تلقائي صرخت شعبان! ليطمئنها أهلها، "هو بخير لا تقلقي، فقد اعتدنا القصف من الاحتلال".
انتظار للمجهول ولحظات قاسية، ووجع لا يشعر به إلا قلب محب، أزهر ربيعا، ويخشى الخريف، لجأت إلى هاتفها لتتصفح المواقع وصفحات الفيس بوك تتبع الأخبار، وازداد خوفها عندما أدركت أن القصف الإسرائيلي استهدف المكان الذي يعمل به زوجها.
إحساس لا يخيب
بعد محاولات عدة، للاتصال على هاتف زوجها، جاء الصوت من الجانب الآخر ولكنه ليس صوت حبيبها، ومع ذلك سألته شعبان، فرد عليها صديقه أنه في المستشفى وهو مصاب.
نبض قلبها، وإحساسها، منذ البداية كان يحدثها أن هذا اليوم مختلف، وأن شعبان على الأغلب شهيد وليس جريحاً، وهو ما تأكدت منه بعد دقائق لتودعه بالدموع، وهي تتذكر ربيع حياتها المزهر حتى هذه النهاية الأليمة.
تحتضن طفلها بكر، الذي يفتش بين الوجوه عن وجه أبيه لا جدوى، وعمره الصغير لا يستوعب هذا التوافد الكبير من الأهل ولا سبب كل هذه الأحزان والدموع.
aXA6IDMuMTQ3Ljc1LjQ2IA==
جزيرة ام اند امز