ائتلاف تقوده "مصدر" يفتتح أكبر محطة طاقة رياح في صربيا
الرئيس الصربي ووزير التغير المناخي والبيئة الإماراتي حضرا مراسم الافتتاح.. والمحطة تلبي احتياجات 113 ألف منزل من الكهرباء النظيفة
افتتح ائتلاف شركات تقوده شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" التابعة لشركة "مبادلة للاستثمار"، الجمعة، محطة "شيبوك 1"، أكبر محطة طاقة رياح تجارية على مستوى المرافق الخدمية في صربيا ومنطقة غرب البلقان، بحضور الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش والدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير التغير المناخي والبيئة الإماراتي.
وحضر مراسم افتتاح المشروع البالغة تكلفته حوالي 300 مليون يورو، ألكسندر أنتيتش وزير المناجم والطاقة الصربي، ومبارك سعيد الظاهري سفير الإمارات لدى صربيا، وخالد القبيسي الرئيس التنفيذي لقطاع صناعة الطيران والطاقة النظيفة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في شركة "مبادلة للاستثمار"، إلى جانب حشد من المسؤولين رفيعي المستوى من صربيا والإمارات.
وتم إنشاء محطة "شيبوك 1" على مساحة قدرها 37 كيلومتراً مربعا في إقليم فويفودينا الذي يبعد حوالي 50 كيلومتراً عن العاصمة بلجراد.
وتضم المحطة، التي تبلغ قدرتها الإنتاجية 158 ميجاوات، 57 توربين رياح، وستلبي احتياجات حوالي 113 ألف منزل من الكهرباء النظيفة والمستدامة، فضلاً عن الحد من انبعاث 370 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنوياً، أي ما يعادل زراعة 6 ملايين شجرة.
وفي كلمته خلال حفل الافتتاح، قال الدكتور ثاني الزيودي: "إن تنويع مصادر الطاقة والتوسع في الاعتماد على المتجددة منها بات الخيار المفضل لدول ومناطق عدة حول العالم، حيث بلغ حجم الاستثمار في الطاقة المتجددة خلال عام 2018 فحسب 309 مليار دولار".
وأضاف أنه خلال العام نفسه دخلت للخدمة 171 جيجاوات من الطاقة عبر المصادر المتجددة.
ولفت إلى أن الإمارات تعد واحدة من أهم الدول الداعمة لهذا التنوع في مصادر إنتاج الطاقة، إذ تبلغ قدرة مشاريع الطاقة المتجددة قيد الخدمة والجاري الانتهاء منها حالياً 11.4 جيجاوات، 8.4 منها داخل الإمارات، و3 جيجاوات استثمارات في دول عدة حول العالم.
من جهته، قال الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير دولة رئيس مجلس إدارة "مصدر"، إن افتتاح "محطة شيبوك 1" خطوة مهمة ضمن علاقات الشراكة والتعاون بين الإمارات وصربيا، كما يجسد المشروع نقلة كبيرة في مجال الطاقة المتجددة في منطقة البلقان.
وأضاف: "تلتزم (مصدر) منذ تأسيسها قبل عقد من الزمن بترسيخ الدور الرائد للإمارات في مجال الطاقة، من خلال النهوض بقطاع الطاقة النظيفة وتطوير حلول مبتكرة ومستدامة لتلبية الطلب على الطاقة في مختلف أنحاء العالم".
وتولت شركة "فيتروإلكترانا بالكانا" (دبليو إي بي جي) مهمة تطوير المحطة، وهي شركة صربية مملوكة بالكامل من قبل شركة "تيسلا للرياح" التي تبلغ حصة شركة "مصدر" فيها 60% ومجموعة "تاليري سولار ويند" 30% و"البنك الألماني للتنمية" 10%.
وقد نالت المحطة جائزة "صفقة العام في صربيا"، ضمن جوائز القطاع القانوني في أوروبا الوسطى 2018، وجائزة "صفقة العام لمشروع طاقة رياح برية في أوروبا" ضمن جوائز "آي جيه جلوبال الأوروبية" 2019.
من جهته، قال محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لشركة "مصدر" إن محطة "شيبوك 1" تعكس مدى التزام وإصرار صربيا على تحقيق طموحاتها طويلة الأمد فيما يخص تعزيز الاعتماد على الطاقة المتجددة وتحديث قطاع الطاقة.
وأضاف: "أثمر تعاوننا المشترك عن إنجاز مشروع تميّز بتصميم هندسي متطور، وساهم في توفير العديد من فرص العمل وفي تطوير البنية التحتية.
وستدعم المحطة أهداف صربيا بإنتاج 27% من احتياجاتها من الطاقة المحلية عبر مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2020، مما يقلل من اعتمادها على محطات توليد الطاقة التي تعمل بالفحم.
وساهم إنشاء محطة "شيبوك 1" في توفير ما يصل إلى 400 وظيفة محلية أثناء عمليات البناء، وشق 50 كيلومتراً من الطرق الجديدة.
وتعتبر "شيبوك 1" المحطة الخامسة لتوليد الكهرباء باستخدام طاقة الرياح ضمن محفظة مشاريع شركة "مصدر" بقارة أوروبا، وذلك بعد كلٍ من محطة "مصفوفة لندن" والتي تقوم بتوليد 630 ميجاوات من الطاقة الكهربائية النظيفة، وهي أكبر محطة عاملة لطاقة الرياح البحرية في العالم، ومحطة "دادجون" لطاقة الرياح البحرية في المملكة المتحدة بقدرة 402 ميجاوات، ومحطة "هايويند سكوتلاند"، أول محطة عائمة لطاقة الرياح البحرية على نطاق تجاري في العالم، وتبلغ قدرتها 30 ميجاوات وتقع قرب ساحل أبيردينشاير في اسكوتلندا، ومشروع محطة كرونوفو لطاقة الرياح البرية بقدرة 72 ميجاوات في مونتينيغرو.
وكان أسبوع أبوظبي للاستدامة الذي أقيم في يناير/كانون الأول الماضي قد شهد الإعلان عن فوز شركتي "إي دي إف رينوبلز" و"مصدر"، بتطوير مشروع محطة دومة الجندل لطاقة الرياح في السعودية، التي تعد الأضخم من نوعها في منطقة الشرق الأوسط، وتبلغ طاقتها الإنتاجية 400 ميجاوات.