خبراء يرصدون تأثير الكمامة على النمو الذهني للأطفال.. 3 مشاكل
أقنعة الوجه الطبية يمكن أن تتسبب في 3 مشكلات محتملة لدى الأطفال أثناء تعاملهم مع زملائهم أو معلميهم.
مع عودة الدراسة في معظم دول العالم، تخشى كثير من عائلات الأطفال من مدى الالتزام بالإجراءات الاحترازية داخل المدارس والفصول، لا سيما أقنعة الوجه الطبية التي سيتعين على الصغار أيضا وضعها وما إذا كانت ستؤثر سلبا على التطور الذهني لهم بما في ذلك الكلام واللغة والتفاعلات الاجتماعية.
وفي تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أشار الأستاذ كانج لي، أستاذ علم النفس التطبيقي والتنمية البشرية بجامعة تورنتو، إلى 3 مشكلات محتملة يمكن أن تتسبب فيها أقنعة الوجه الطبية لدى الأطفال أثناء تعاملهم مع زملائهم أو معلميهم.
وبحسب لي، فإن المشكلة الأولى هي أن الأطفال الأصغر من 12 عاما سيواجهون صعوبة في التعرف على الأشخاص لأنهم عادة ما يركزون على السمات الفردية.
أما الثانية والأكثر أهمية فتكمن في أننا نظهر معظم معلوماتنا العاطفية من خلال حركات الوجه ونظرا لأن قناع الوجه الطبي سيخفي هذا ربما يعاني الأطفال من مشكلات في الإدراك العاطفي والتفاعل الاجتماعي.
والمشكلة الأخيرة التي ربما يعاني منها الأطفال بسبب أقنعة الوجه، وفقا للي، هي القدرة على التعرف على الكلام بالرغم من أنه يتعلق بالصوت إلا أن جزء كبير منه يتضمن التواصل المرئي للفم.
وأضاف لي أنه يعتقد أن الأطفال أذكياء جدا ويمكنهم فهم ما يقوله أي شخص لهم بالمعلومات المتاحة لهم مثل شكل العين أو الحاجبين أو الصوت أو الأوضاع.
ولفت إلى أن الأطفال سيتكيفون بسرعة على الوضع الجديد، وعلى المعلمين الانتباه جيدا إلى نبرات أصواتهم وجعلها أكثر تعبيرا وإيماءتهم لتوصيل المعلومات بسهولة إليهم.
يوضح ديفيد لوكوفيتش، عالم كبير في مختبرات هاسكينز ومركز دراسات الطفل في ييل، أن الرضع من 6 إلى 8 شهور ينظرون جيدا إلى الأشخاص الذين يتحدثون معهم ويركزون أكثر على شفاههم وليس عيونهم لذلك ربما يواجهون صعوبات مع مزودي الرعاية إذا كانوا يضعون أقنعة الوجه الطبية.
وأكد أن الأقنعة ليست شيئا جيدا للتواصل مع الأطفال الصغار، لكن على صعيد آخر سيمنح الوقت الذي يقضيه الأطفال مع عائلاتهم في المنازل فرصة التدرب على التقاط الإشارات المرئية ومن ثم فرصة الإبداع ومساعدة الأطفال على الحصول على كل مميزات المعلومات التي يتلقونها. كما اقترح أنه يمكن للآباء والمعلمين تشجيع الأطفال على التواصل أكثر عن طريق الإيماءات ومساعدتهم على العثور على طرق للتواصل بأياديهم وأجسامهم.
وأشار بعض الخبراء إلى أن الأطفال الذين يعانون من مشكلات النماء العصبي مثل التوحد يحتاجون إلى مساعدة من نوع خاص. وأضافوا أن بعض الأساليب التي يستخدمها الآباء والمعلمون لمساعدة هذه الفئة من الأطفال على فهم التفاعلات الاجتماعية ربما تكون مفيدة لأي شخص يضع قناع طبي على وجهه.