الكمامات تهرب من كورونا في مصر.. أين اختفت؟
سوق إنتاج الكمامات انتعشت حول العالم مع تفشي فيروس كورونا في الصين وقتله أكثر من 3 آلاف شخص وتخطي عدد المصابين 91 ألفا حول العالم
لم تتصور منى وزوجها أن يتواصلا مع ٦ صيدليات بالقرب من مسكنهم بأحد أحياء العاصمة المصرية القاهرة، ويجدون صعوبة في العثور على علبة كمامات واحدة لشرائها.
انتعشت سوق إنتاج الكمامات حول العالم مع تفشي فيروس كورونا في الصين، أواخر يناير/كانون ثاني، وقتله أكثر من 3 آلاف شخص وتخطي عدد المصابين 91 ألفا حول العالم.
وبعد محاولات كثيرة عثر الزوجان أخيرا على علبة كمامات وصل سعرها إلى ٢٥٠ جنيها مصريا، أي بزيادة عن السعر المعتاد عليه بـ5 أضعاف.
تقول منى، التي تعمل مدرسة: "لم أصدق أقاربي حينما أبلغوني بضرورة شراء كمامات لأن سعرها في زيادة، ظننت أنهم يهولون من الأمر، لكن اكتشفت أن الأزمة تخطت مضاعفة السعر لاختفاء الكمامات من الأسواق".
وتضيف لــ"العين الإخبارية": "اتصلت أنا وزوجي بعدد من الصيدليات التي أجابت بالرد نفسه: لا توجد كمامات حاليا وننتظر طلبيات جديدة".
عفوا الكمامات غير متوفرة
حاولت "العين الإخبارية" التواصل مع نحو ١٠ صيدليات في العاصمة المصرية، نصفها من الصيدليات الكبرى، وجميعها أكدت نقص الكمامات مع سحب التجار والمواطنين كميات ضخمة منذ تفشي فيروس كورونا في الصين.
أما عن سعر علبة الكمامات (تحتوي على 50 كمامة)، أجمع العاملون بالصيدليات أنها وصلت إلى ٢٥٠ جنيها مصريا بواقع ٥ جنيهات للكمامة الواحدة، فيما وصل سعر الكمامة الواحدة من نوعية N95 إلى ٣٠٠ جنيه.
وتفاوتت أسعار الكمامات ذات نوع N90 وN95 على أحد مواقع التسويق الإلكتروني ليصل سعر الواحدة إلى 250 جنيه، وتخطى سعر علبة الكمامات العادية حاجز 400 جنيه.
في جولة داخل شوارع القصر العيني بالقاهرة، أوضح عدد من التجار أن بعض المصانع طلبت كميات مهولة من الكمامات وهو ما رفضوه، موضحين أن المخزون لديهم غير كاف للتصدير.
وارتفعت أسعار الكمامات داخل هذا الشارع العتيق ليصل إلى 5 حنيهات للعادية، ومن 300 إلى 500 جنيه لبعض الأنواع الأفضل حسب جودة الفلاتر.
أزمة مفتعلة
قال علي عوف، رئيس شعبة الأدوية بالاتحاد العام للغرف التجارية في مصر: "أزمة اختفاء الكمامات مفتعلة، لدينا مخزون جيد من الكمامات لكن لوحظ في الفترة الأخيرة سحبها من الأسواق وبيعها مجددا في السوق السوداء بأسعار مضاعفة وصلت إلى ٥٠٠%".
وأضاف عوف لـ"العين الإخبارية": "بعض الناس تهافتوا على شراء الكمامات كإجراء وقائي من ناحية، وهناك تجار سحبت الكمامات لبيعها بالخارج، لكن الأمر تحول لتجارة فبعد أن كانت علبة الكمامة الواحدة بـ١٦ جنيها وصلت لـ١٦٠ ثم ٢٤٥ جنيها".
وطالب الجهات الرقابية بالتدخل لمنع احتكار بيع الكمامات بأسعار مبالغ فيها أو تصديرها في هذا التوقيت الحساس، متوقعا أن تصبح سلعة استراتيجية مستقبلا.
وكشف رئيس شعبة الأدوية عن إمكانية تصنيع مصر من ١٢٠ مليون كمامة إلى ١٨٠ مليونا سنويا في حال العمل بكامل الطاقة الانتاجية، بدلا من ٦٠ مليون كمامة وهو حجم إنتاج مصر حاليا من الكمامات.
وشدد على أن مصر تستطيع تغطية احتياجاتها في ظل وجود 10 مصانع حاليا، إلى جانب ظهور مصانع لم تكن تصنع كمامات لكنها أعلنت إمكانية التوجه لذلك.
من يشتري الكمامات؟
رغم أن وزارة الصحة المصرية لم تعلن سوى عن حالتي إصابة بفيروس كورونا، فإن أعداد كبيرة من الأسر سارعت لشراء الكمامات مع بداية الأزمة التي بدأت في مدينة ووهان الصينية أواخر العام الماضي.
وقال رئيس شعبة الأدوية: "الكمامة في الوضع العادي لها استخدام روتيني وأهمية في العديد من الأماكن سواء المستشفيات أو العناية المركزة أو العمليات أو مصانع الكيماويات، لكن بعض الأهالي تشتريها احتياطيا بدافع الخوف".
ورأى أن الكمامات بصدد التحول لسلعة استراتيجية بعدما أصبح لها قيمة مضاعفة، ودعا وسائل الإعلام والجهات المعنية لتوعية المواطنين بكيفية استخدام الكمامات.
وقال عوف: "يجب أن يفهم الجميع أن الكمامة تستخدم في الزحام أو التكدس، ويجب أن تكون مصحوبة بالنظافة الشخصية، لأنه من غير المعقول أن يرتدي ١٠٠ مليون مصري الكمامات طوال الوقت".
"العين الإخبارية" تواصلت مع عدد من الأسر التي تبحث عن االكمامات، وأكد أفرادها أنهم لا ينوون استخدامها في الوقت الحالي.
وقالت منى، أم لطفلة في المدرسة الابتدائية: "ابنتي وزملاؤها في المدرسة لا يرتدون الكمامة. لن تستوعب أهميتها كما أنها لن تستطيع التنفس معها".
أم أخرى، وهي والدة طفلة عمرها ٥ سنوات قالت لـ"العين الإخبارية": "لدينا علبة كمامات في المنزل منذ فترة طويلة لكن ابنتي لن تطيق ارتداءها في المدرسة. أفضل إعطائها مطهر لليدين".
واستبعدت الأم أن يصل فيروس كورونا لمدرسة ابنتها، قائلة: "لا اعتقد أننا مثل الصين ولا أتصور أنه سيصل إلى مدرسة ابنتي".
وعلقت رحمة أشرف، أم لطفل في مرحلة الحضانة: "لن يرتدي ابني الكمامة لأنه ما زال في مرحلة كي جي، وأخاف لو ارتداها أن يتبادلها مع الأطفال الآخرين".
وأضافت: "لكن هذا لم يمنعني أن أطلب من زوحي شراء علبة كمامات احتياطي، وحتى الآن لم نعثر في الصيدليات المجاورة عليها".
aXA6IDMuMTQ0LjEwMC4yNTIg جزيرة ام اند امز