مجلة فرنسية: "مجزرة معشور" نموذج لإجرام النظام الإيراني
مذبحة معشور تعد نموذجا لإجرام النظام الإيراني ضد شعبه بعد قيام مليشيا الحرس بعمليات إعدام جماعي ضد المتظاهرين السلميين
نددت مجلة "لوبوان" الفرنسية بالمجزرة التي وقعت في مدينة معشور الإيرانية ضد المحتجين السلميين من قبل النظام، معتبرة أنها نموذج لإجرام النظام الإيراني ضد شعبه.
وتحت عنوان: "في إيران مستنقعات الموت"، أشارت المجلة الفرنسية إلى أن المذبحة التي وقعت في المدينة ذات الأغلبية العربية بجنوب إيران قتل فيها ما بين 40 إلى 100 متظاهر من المدنيين العزل.
وأضافت لوبوان أنه: "في مذبحة معشور لجأ المتظاهرون الإيرانيون الذين لاحقتهم السلطات إلى ملجأ قبل أن يحاصرهم ويصفيهم عناصر من مليشيا الحرس الثوري".
وأشارت المجلة الفرنسية إلى أنه في ظل غياب حصيلة رسمية عن المذبحة، فإن الكثيرين يشعرون بالقلق بشأن "حمام الدماء" الذي جرى في المدينة التي تضم أكبر مجمع للبتروكيماويات في البلاد، والتي أصبحت مسرحاً للاحتجاجات، بعد قرار الحكومة برفع أسعار الوقود.
وتابعت: "تقع هذه المدينة التي شهدت المذبحة في مقاطعة خوزستان التي تحتوي على احتياطيات النفط الرئيسية بإيران، وعلى الرغم من مواردها الهائلة، فإنها تعد موطنا لأفقر الناس في إيران، بما في ذلك الأغلبية العربية".
وأضافت المجلة أن مقاطع الفيديو المنشورة على الشبكات الاجتماعية تشير إلى استخدام السلطات الإيرانية الرصاص الحي ضد المحتجين، كما تعد دليلا على احتواء تلك الاحتجاجات على حساب عدد كبير من القتلى.
ولفتت "لوبوان" إلى أن صحيفة "نيويورك تايمز الأمريكية كشفت النقاب عن إطلاق الحرس الثوري الإيراني النار على المتظاهرين بعد محاصرتهم داخل مستنقع، وإمطارهم بوابل من الذخيرة الحية دون سابق إنذار.
وقالت إن المتظاهرين الذين تمكنوا من العثور على ملجأ في منطقة المستنقعات القريبة، تم إطلاق النار عليهم من بندقية "إيه كيه-47"، في حين أنهم كانوا سلميين وعزل من السلاح.
وتحولت واقعة قمع الاحتجاجات في مدينة معشور إلى أحد الموضوعات المهمة خلال اليومين الماضيين في الشبكات الاجتماعية خاصة موقع تويتر.
وعلى أساس الروايات التي انتشرت على الشبكات الاجتماعية، نفذت عناصر من قوات الأمن الإيرانية إعدامات جماعية بالرصاص ضد محتجين اضطروا إلى الاختباء داخل إحدى مزارع القصب، التي تمتد على مساحة 1 كم بعد تعرضهم لهجوم من جانب مليشيا الحرس الثوري الإيراني.
ووصف مستخدمون إيرانيون عبر تويتر الواقعة بـ"مجزرة معشور"، لا سيما أن تلك المدينة كانت إحدى المناطق المهمة والحافلة بالأحداث في الاحتجاجات التي اندلعت 15 نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم، ردا على غلاء أسعار البنزين بموجب قرار رسمي.
وأقر وزير الداخلية الإيراني عبدالرضا رحماني فضلي، خلال مقابلة تلفزيونية 26 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بإغلاق متظاهرين طريقا رئيسيا يربط بين مدينة معشور وميناء الخميني لنحو 3 أيام على التوالي.
ويرجح، حسب ناشطين إيرانيين، أن 200 قتيل على الأقل سقطوا برصاص قوات الأمن وعناصر من مليشيا الحرس الثوري، فيما تعرف بمجزرة معشور التي وقعت ضمن الاحتجاجات الأخيرة.
ولم يتداول الحديث حولها (مجزرة معشور) سوى بعد عودة الإنترنت للعمل جزئيا عقب 14 يوما من القطع الكامل بقرار من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني.