«GBU-57» الأمريكية ضد «فوردو» الإيرانية.. صراع بين الفولاذ والصخر

حين تعجز القوة التقليدية عن اختراق أهداف محصنة بعمق، تلجأ الجيوش الكبرى إلى سلاح مصمم خصيصا للمهام المستحيلة.
ومن أجل هذه المهمة وُجدت القنبلة الأمريكية GBU-57/B، "الخارقة للتحصينات والمخابئ"، والتي استخدمتها الولايات المتحدة في ضرباتها على منشآت نووية إيرانية بينها "فوردو" ، فجر اليوم الأحد.
وفي هذه السطور تلقي "العين الإخبارية" نظرة فاحصة على قنبلة "المخابئ".
تُعد GBU-57/B، من أقوى الوسائل العسكرية الأمريكية لاختراق التحصينات العميقة، ويعود تاريخها إلى الحرب العالمية الثانية ولكن تم تطويرها بشكل كبير خلال تسعينيات القرن الماضي.
وقد اعتُبرت هذه القنبلة التي لم تستخدمها الولايات المتحدة من قبل، الخيار الأفضل لتدمير منشأة "فوردو" الإيرانية لتخصيب اليورانيوم، التي تقع داخل جبل صخري ولم تتأثر بالضربات الإسرائيلية المستمرة منذ الأسبوع الماضي.
وتُعتبر الولايات المتحدة هي القوة العسكرية الوحيدة القادرة على إطلاق هذه القنابل عبر قاذفات القنابل الشبحية B-2.
مواصفات خارقة
يشير مصطلح "القنبلة الخارقة للتحصينات" عموما إلى القنابل المصممة لاختراق الأرض أو المنشآت الخرسانية قبل الانفجار.
وزنها يقارب 30,000 رطل (13,600 كغ)، وهي موجهة بدقة فائقة وتستهدف المخابئ العميقة والمنشآت المدفونة تحت الأرض.
يُعتقد أن القنبلة التي تحمل رأسا تقليديا غير نووي، قادرة على اختراق حوالي 61 مترًا (200 قدم) تحت السطح قبل الانفجار.
كما يمكن إطلاق عدة قنابل متتالية لتأمين اختراق أعمق بتأثير متراكم.
يقول ريان بروبست، خبير الذخائر في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، وهي مركز أبحاث في واشنطن، للإذاعة الوطنية الأمريكية، إن ما يميز هذه القنبلة عن الأسلحة الأخرى هي "غلافها الفولاذي الصلب".
وأوضح "في الواقع غالبا ما يكون لديها حمولة متفجرة أصغر من الأسلحة الأخرى، ولكن الغلاف هو الذي يسمح لها بالحفر في الأرض، نوعا ما مثل الحفر، ثم تدمير هذه الأهداف".
لماذا يمكن للولايات المتحدة فقط استخدامها؟
بسبب حجمها، يجب إسقاط GBU-57 من قاذفة القنابل الشبحية B-2، والتي تمتلكها الولايات المتحدة فقط. وليس لدى إسرائيل قاذفات ثقيلة قادرة على حمل مثل هذا السلاح.
يقول تريفور بول، الباحث المساعد في خدمات أبحاث التسلح، وهي شركة أمريكية لتحليل الذخائر "هذه ليست قنبلة يمكننا فقط إعطائها للقوات الجوية الإسرائيلية ونجعلهم يستخدمونها".
ما مدى تحصين منشأة فوردو؟
تُعد فوردو ثاني منشآت إيران لتخصيب اليورانيوم بعد نطنز، التي تعرضت سابقا لهجمات إسرائيلية.
المنشأة تقع على بُعد نحو 95 كم جنوب غرب طهران، وتم بناؤها داخل جبل قرب مدينة قم، بعمق يُقدّر بنحو 80 مترا (260 قدما) تحت الصخور والتربة، وبدأ تشغيلها عام 2009 بعد إعلان إيران عنها رسميًا.
كما أنها محمية بمنظومات دفاع جوي إيرانية، إلا أن إسرائيل أعلنت أنها دمّرت معظم هذه الدفاعات في هجماتها الأخيرة.
ويُعتقد أن فوردو كانت هدفا رئيسيا ضمن خطة إسرائيل لتقويض البرنامج النووي والصاروخي الإيراني، حيث قال السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة: "هذه العملية لا تكتمل إلا بالقضاء على فوردو".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTY4IA== جزيرة ام اند امز