من يخلف بارزاني في رئاسة كردستان؟
الشخصيتان المقترحتان من أبرز معارضي مسعود بارزني، وأحدهما كان ضد توقيت خطوة الانفصال عن العراق
وسط أنباء عن عدم نية مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان العراق تمديد فترة رئاسته بدأت الساحة تطرح أسماء لمن يخلفه وسط صراعات داخلية بين الأحزاب الكردية.
وستنتهي ولاية بارزاني نهاية شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
وقال نائب رئيس برلمان إقليم كردستان العراق، جعفر إبراهيم، السبت، إن "رئيس إقليم كردستان العراق بارزاني وجّه رسالة للبرلمان حول منصب رئاسة الإقليم"، مبينا أن "الرسالة ستتم قراءتها على نواب البرلمان في جلسة يوم الأحد".
وأضاف أن "الرسالة لا تتضمن استقالة من منصب الرئيس، بل إعلانا عن انتهاء ولايته، وتأكيدا على رفضه التمديد له لحين إجراء الانتخابات الرئاسية منتصف العام المقبل".
ومع فشل خطوة إعلان انفصال الإقليم عن العراق التي قادها بارزاني، أصبح المعارضون له يضغطون في اتجاه أن يقدم استقالته من المنصب وإحالة صلاحياته إلى رئيس البرلمان ورئيس الحكومة، وهو الموقف الذي ترحب به أطراف سياسية ببغداد أيضا.
ورغم إعلان مفوضية الانتخابات عدم ملاءمة الوضع الحالي لإجراء انتخابات في الإقليم، من ثم تأجيلها 8 أشهر تنتهي في يونيو/ حزيران من العام المقبل 2018، إلا أن هناك بعض الأسماء التي طرحت نفسها الفترة أخيرة كبدلاء لبارزاني.
ويأتي محمد توفيق رحيم (64 عاما) على رأس الأسماء المرشحة، وهو قيادي في حركة التغيير الكردية، وأحد أبرز معارضي بارزاني، وهو الوحيد الذي أعلن ترشحه للانتخابات المقبلة.
وبرز اسم رحيم بشكل بارز بعد الاستفتاء على انفصال إقليم كردستان في 25 سبتمبر/أيلول 2017، حيث أعلن بشكل صريح معارضته لإجرائه ولتمديد ولاية البارزاني.
وتقلد رحيم بعض الوظائف الهامة خلال السنوات الماضية، من أهمها عضويته في أول حكومة عراقية شكلها مجلس الحكم الانتقالي في العراق مطلع سبتمبر/أيلول 2003، عقب إسقاط الاحتلال الأمريكي لنظام الرئيس الأسبق صدام حسين بدعم كردي.
وعين رحيم لاحقا في المنصب ذاته كعضو في الحكومة التي تشكلت 3 أكتوبر/ تشرين الأول 2004 بقرار من مجلس الحكم الانتقالي.
وانخرط رحيم مبكرا في النشاط السياسي للتنظيمات السياسية والعسكرية الكردية من خلال الاتحاد الوطني الكردستاني الذي انضم له بعد عودته إلى كردستان أواخر السبعينيات، وترقى فيه ليصبح لاحقا عضوا في مكتبه السياسي مسؤولا عن العلاقات الخارجية.
وفي العام 2006، استقال رحيم من الاتحاد الوطني الكردستاني، وساهم في تأسيس حركة التغيير الكردية التي انشقت بقيادة نوشيروان مصطفى -الرجل الثاني في الاتحاد- عام 2007 باسم "ووشه" أو "الكلمة أولا"، تمهيدا للمشاركة في الانتخابات البرلمانية عام 2009.
وتلقى رحيم تعليمه الأولي في مدينة السليمانية، ثم التحق بجامعة المستنصرية في بغداد، قبل أن يسافر إلى فرنسا والمملكة المتحدة لإكمال دراسته العليا هناك في جامعة السوربون بباريس، ثم في جامعة باث بالمملكة المتحدة.
وإلى جانب رحيم، فإنه يأتي ومن ضمن الأسماء المرشحة بقوة لخلافة بارزاني اسم السياسي الكردي برهم صالح (67عاما)، الذي أسس حزبا جديدا لمواجهة مسعود بارزاني، بهدف ما وصفه بـ"تثبيت الحكم الرشيد وتداول السلطة عبر انتخابات نزيهة".
وكان صالح عضوا في الاتحاد الوطني الذي يعد أحد أبرز الأحزاب الكردية، كما شغل منصب نائب الرئيس الراحل جلال طالباني في قيادة الاتحاد منذ سنوات طويلة، حتى أن أصدقاءه يقولون إنه "لا يوجد شخص بعد طالباني بين الأكراد يملك شبكة واسعة من العلاقات الدبلوماسية العراقية والعالمية بقدر ما يملكه".
ويريد صالح أو كما يلقبونه بـ"تلميذ طالباني" تغيير المعادلة السياسية الكردية عبر تشكيل تحالف واسع من مختلف القوى المعارضة للحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني وبالتالي تشكيل أغلبية برلمانية تمكنه من اعتلاء السلطة.
وأعلن صالح مطلع أكتوبر/ تشرين أول الجاري قائمة لخوض الانتخابات التشريعية تحت مسمى "التحالف من أجل الديمقراطية والعدالة".
وشغل صالح منصب رئيس حكومة إقليم كردستان للفترة من 2001 وحتى منتصف 2004، ثم تولى منصب نائب رئيس مجلس الوزراء في الحكومة العراقية المؤقتة، ومن ثم وزيرا للتخطيط في الحكومة العراقية الانتقالية عام 2005، ونائبا لرئيس مجلس الوزراء في أول حكومة منتخبة عام 2006، حيث تولى مهمة الملف الاقتصادي رئيسا للجنة الاقتصادية.
وفي عام 2014، رشح صالح مع فؤاد معصوم من قبل حزبه لشغل منصب رئاسة الجمهورية العراقية إلا أنه استبعد في انتخاب أجري بينهما من جانب أعضاء الكتلة الكردستانية في مجلس النواب العراقي ليكون معصوم هو المرشح الوحيد للكتلة، والذي انتخب فيما بعد في مجلس النواب العراقي رئيسا للجمهورية حتى الآن.
حصل صالح على شهادة البكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة كارديف عام 1983، ومن ثم شهادة الدكتوراه في الإحصاء والتطبيقات الهندسية في الكمبيوتر من جامعة ليفربول عام 1987.
كما عمل بعد تخرجه كمستشار هندسي في إحدى الشركات الاستشارية في المملكة المتحدة.
وجرت آخر انتخابات رئاسية في كردستان عام 2009، وكانت ولاية الرئيس 4 سنوات، إلا أن البرلمان مددها عام 2013 لسنتين إضافيتين، حيث جرت في سبتمبر/أيلول 2013 انتخابات عامة، غير أنه تم تجميد نشاط البرلمان منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2015، وبقي مسعود البارزاني رئيسا.