"مباريات الأشباح".. علاج نفسي من آثار كورونا
مباريات الكرة ستعود للاستئناف بدون حضور الجماهير على الأغلب.. فهل يكون ذلك بمثابة علاج نفسي للاعبين والمشجعين من آثار فيروس كورونا؟
يبدو أن جماهير كرة القدم ستكون الضحية المُنتظرة لفيروس كورونا حال عودة النشاط الرياضي خلال الفترة المقبلة، بعدما توقف خلال الفترة الأخيرة.
الدوريات العالمية توقفت منذ مارس/آذار الماضي بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد، وتتجه معظمها إلى العودة خلال الفترة المقبلة، لكن بدون حضور الجماهير، خوفا من اتساع انتشار الفيروس.
غياب طويل للجماهير
جميع التوقعات تشير إلى غياب الجماهير عن ملاعب كرة القدم لفترة طويلة، قد لا تتوقف عند نهاية الموسم الحالي، وهو ما أكده زاك بيني، عالم الأوبئة البريطاني، في وقت سابق.
وقال بيني في تصريحات لصحيفة "التايمز" البريطانية إن ملاعب كرة القدم قد تظل خالية من الجماهير حتى نهاية العام المقبل، في ظل المخاطر الكبيرة التي قد تعنيها عودتهم.
وأوضح: "الأمر الذي يحتاج الناس لفهمه، من الناحية الوبائية، هو أن كل شخص تضيفه إلى التجمع يزيد الخطر".
وأضاف: "5 أشخاص أكثر خطورة من 2، و10 أشد خطرا من 5، لذا كلما زاد العدد ووصل مثلا إلى 60 ألفا، فإن الأمر سيكون شديد الخطورة".
وأتم: "ربما يستمر خلو الملاعب لنحو 18 شهرا، قد يكون أكثر أو أقل قليلا".
قبول ورفض
إقامة المباريات بدون حضور الجماهير أثار حالة من الجدل منذ طرح تلك الفكرة خلال شهر مارس/آذار الماضي، حيث أيد البعض الفكرة باعتبارها الحل الوحيد لاستكمال الموسم، فيما ترفض الأغلبية اللجوء إليها.
إيمري كان، لاعب وسط بروسيا دورتموند الألماني، كان من العناصر القليلة التي أيدت الفكرة، حيث قال في مقابلة نشرتها صحيفة "بيلد" الألمانية "إقامة المباريات بدون جماهير كان سيئا للغاية".
واستدرك: "ولكن في ظل معاناتنا من تفشي وباء كورونا لبعض الوقت، من الأفضل إقامة المباريات بدون جماهير على عدم إقامتها كلية".
في المقابل، ظهر العديد من الأصوات الرافضة لتلك الفكرة، على رأسها الإسباني بيب جوارديولا المدير الفني لفريق مانشستر سيتي الإنجليزي.
وقال المدرب الإسباني في تصريحات سابقة: "نحن نلعب كرة القدم من أجل الجماهير، وإذا كانت الجماهير لن تتمكن من الحضور لمتابعتنا فلا جدوى من تلك المباريات".
وعلى غرار جوارديولا، رفض ماسيمو فيريرو رئيس نادي سامبدوريا الإيطالي استكمال منافسات الموسم الجاري من الدوري بدون حضور الجماهير، معتبرا أن ذلك يمثل خرابا للكرة.
الأمر نفسه أشار إليه نادي برشلونة الإسباني في وقت سابق، حيث أكدت تقارير صحفية أنه يرفض استكمال مباريات الموسم الجاري بدون حضور الجماهير.
علاج نفسي
وبينما يعبر الكثير من متابعي كرة القدم عن عدم رضاهم عن عودة كرة القدم بدون حضور الجماهير، فإن راينهارد هالر، الطبيب النفسي النمساوي الشهير، يرى أن ذلك سيكون جيدا لكل من اللاعبين والمدربين على حد سواء.
وقال هالر في مقابلة لصحيفة "فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج" الألمانية، إنه لا يحب استخدام مصطلح "مباريات الأشباح"، الذي يستخدم على نطاق واسع للتعبير عن المباريات التي تُقام بدون حضور الجماهير.
وأوضح: "من هم الأشباح؟ لاعبو كرة القدم، أم المشجعون غير المتواجدين، أم أن هناك شيئا يحوم فوق الاستاد الخالي؟".
واستدرك: "بالطبع كان الأفضل أن تحضر روح الجماهير من خلال امتلاء الاستادات، ولكن من حيث الاحتياجات النفسية، يمكن حتى للمباراة بدون جمهور أن تفعل الكثير".
وأشار الطبيب النفسي والاستشاري البالغ من العمر 68 عاما إلى أن إقامة المباريات بدون جماهير، ستشكل طريقة صحية للاعبين والمشجعين لبذل الطاقة وتوجيه مشاعرهم الجياشة.