أسبوع موريتانيا.. عودة "الددو" تفضح الإخوان واستعدادات للرئاسة
شهدت موريتانيا الأسبوع الماضي العديد من الأحداث أبرزها انشقاق قيادية بحزب الإخوان ودعم مرشح الأغلبية للرئاسيات وعودة الشيخ ولد الددو
كانت أبرز أحداث الأسبوع المنصرم في موريتانيا إعلان قيادية بارزة مؤسسة لإخوان موريتانيا "تواصل" الانشقاق ودعم مرشح الأغلبية للرئاسيات محمد ولد الغزواني؟
كما برز عودة محمد الحسن ولد الددو الذي يقود جماعة الإخوان الإرهابية في موريتانيا، السبت الماضي، من منفاه الاختياري دون اعتراض من السلطات، بعد أن كان الإخوان يروجون لملاحقته أمنيا.
- أسبوع موريتانيا.. تصدع بالإخوان وتحذير من مجاعة وإعادة كتابة التاريخ
- موريتانيا بأسبوع.. صفعة للإخوان وزيادة عدد الناخبين واتصالات أمريكية
وأعلن مرشح الأغلبية الخطوط العريضة لبرنامجه الانتخابي، وكذلك أعلن رجل الأعمال الموريتاني المعارض محمد ولد بوعماتو المقيم في الخارج الأربعاء دعمه للمرشح سيدي محمد ولد بوبكر، بالإضافة إلى لقاء ولد بوبكر مع سفراء الاتحاد الأوروبي في موريتانيا.
وسجلت الأسبوع الماضي اعتداءات أمنية نفذتها عصابات إجرامية في بعض المدن، قتل خلالها نجل وزير الصحة السابق والمسؤول الحكومي البارز حدمين ولد جلفون على يد لصوص مسلحين، ضمن سلسلة اعتداءات أخرى متفرقة نفذتها هذه العصابات في نواكشوط ونواذيبو خلال نفس الأسبوع.
وشهد البلاد أيضا إلقاء محاضرات دينية تنبذ فكر التطرف والإرهاب في إطار موسم الإحياء الرمضاني، الذي تشرف عليه وزارة الشؤون الإسلامية في البلاد، وبمشاركة نخبة الفقهاء وعلماء الدين المعتمدين من طرف السلطات العمومية.
الإخوان يتهاوى
وأعلن مساء الثلاثاء انشقاق الدكتورة حاجة بنت البخاري عن حزب إخوان موريتانيا والتحاقها بمرشح الأغلبية لرئاسيات موريتانيا محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الغزواني.
وبنت البخاري من مؤسسي حزب إخوان موريتانيا "تواصل" وأبرز القيادات النسائية في التيار، حيث كانت رائدة في العمل الدعوي والأكاديمي وأسست وقادت العديدة من الجمعيات الخيرية والثقافية والسياسية.
الانشقاقات عن حزب الإخوان تواصلت خلال الأسبوع المنصرم كذلك بإعلان مغادرة الإعلامية المعروفة عزة بنت مولاي الحسن مرشحة حزب الإخوان لعمدة مدينة "وادان" شمال البلاد، والمستشارة حاليا في المجلس البلدي للمدينة.
وشهد الحزب على مدى الأشهر الأربعة الأخيرة موجة انشقاقات شملت عشرات الأطر والقيادات المؤسسة، والكتل الشعبية، موجهين بذلك صفقة قوية للتنظيم الذي يتهاوى على وقع نزيف الانسحابات وانفضاض القواعد الشعبية من حوله.
عودة "الددو" تفضح أكاذيب الإخوان
وعاد للعاصمة الموريتانية نواكشوط السبت الماضي محمد الحسن ولد الددو الذي يقود جماعة الإخوان الإرهابية في موريتانيا، بعد 7 أشهر من الإقامة خارج البلاد وإغلاق السلطات الموريتانية مؤسستين يديرهما.
واعتبر البعض أن عودة ولد الددو دون مضايقة أو ملاحقة من السلطات الموريتانية -كما كان يراهن الإخوان- ضربة قوية لدعاية التنظيم التي كانت تروج لملاحقته.
الكاتب والمدون حمدي الخلفية اعتبر أن رهان الإخوان على اعتقال الدوو كان رهانا خاسرا، معتبرا أن عودته في هذه الظروف لا تخدم التنظيم الذي كان يتاجر سياسيا ببقائه في الخارج لغايات تخدم أجندة التنظيم.
وأشار الخلفية إلى عودة الددو دون ملاحقة عصفت بأحلام التنظيم، كما هزه مؤخرا انشقاق قيادية إخوانية سابقة كان التنظيم يستغلها كذلك في مشروعه السياسي، مثل مدير معهد ورش وجامعة عبدالله بن ياسين الذي غادر مؤخرا التنظيم والتحق بمرشح الأغلبية محمد ولد الغزواني.
أما الكاتب أحمدو الشاش فاعتبر أن الإخوان كانوا يراهنون على بقاء الددو خارج الوطن في هذه الظروف ليتم العزف على وتر "المنفى" من أجل المزيد من الدعايات المضللة.
وأشار الشاش إلى أن قدوم ولد الددو كشف زيف هذه الدعاية عندما تبين أنه لم يكن لا في المنفى ولا حتى في مساءلة أو متابعة، مشيرا إلى أن المقربين من الددو سابقا هم من يقودون موجة الانشقاق عن التنظيم، دعما لمرشح الأغلبية ولد الغزواني.
وبيّن ولد الشاش أن نفي الشيخ الددو في تصريحات صحفية وجود إخوان في موريتانيا "يفتح بذلك أكثر من جبهة للتساؤلات حول مصير كيان يتهاوى بدعائمه وأركانه"، في إشارة إلى واقع الإخوان اليوم في ظل موجة الانشقاقات.
منعطف حاسم
وكشفت الجهات الإعلامية المقربة من مرشح الأغلبية عن بعض الوثائق المتضمنة للبرنامج الانتخابية لمرشح الأغلبية لرئاسيات موريتانيا محمد ولد الغزواني.
المرشح محمد ولد الغزواني أوضح في هذه الوثائق التي اطلعت عليها "العين الإخبارية" أن الانتخابات الرئاسية المقررة الشهر المقبل "تمثل منعطفا حاسما" في تاريخ البلاد، لأنها "ستشهد لأول مرة تناوبا سلميا على السلطة بين رئيسين منتخبين"، مشيدا بـ"تمسك الرئيس الحالي محمد ولد عبدالعزيز بالدستور نصا وروحا".
وأكد ولد الغزواني أن برنامجه الانتخابي "يتصدر التعليم والعدالة الاجتماعية أولوياته، ويمنح مكانة متميزة لإرساء دولة قوية وعصرية تخدم المواطن ضمن مناخ سياسي هادئ، ومؤسسات قوية، وإدارة فاعلة.
بيان "بوعماتو"
وأعلن رجل الأعمال المعارض محمد ولد بوعماتو، يوم الخميس، دعمه للمترشح سيدي محمد ولد ببكر، مؤكدا في بيان اطلعت عليه "العين الإخبارية" أنه كان ينوي الترشح شخصيا لرئاسيات يونيو 2019 لكن النظام استخدم كل الوسائل لمنعه من ذلك، حسب تعبير البيان.
ويعد محمد ولد بوعماتو من أبرز رجال الأعمال الموريتانيين المقربين اجتماعيا من الرئيس الحالي محمد ولد عبدالعزيز، قبل أن يقرر الهجرة إلى الخارج بسبب خلافات بين الرجلين أعقبت انتخابات 2009 الرئاسية، التي كان ولد بوعماتو من أبرز الداعمين فيها للرئيس ولد عبدالعزيز.
واعتبر ولد بوعماتو أن الانتخابات الرئاسية المقبلة تشكل بالنسبة للشعب الموريتاني "فرصة تاريخية".
لقاء مع الأوروبيين
والتقى المرشح سيدي محمد ولد بوبكر وفدا من الاتحاد الأوروبي، الجمعة الماضي، في نواكشوط، يضم سفراء فرنسا وألمانيا وإسبانيا وسفير الاتحاد الأوروبي في موريتانيا.
وتناول اللقاء التحضير للانتخابات الرئاسية المقبلة، وحضر مع المرشح وفد من حملته الانتخابية يضم الوزير السابق جوب عبدول همت والوزير السابق محمد ولد معاوية والسفير السابق بلال ولد ورزك.
وكان المرشح التقى قبل ذلك السفير الأمريكي بموريتانيا مايكل دودمان، في إطار اتصالات بين الأمريكيين ومرشحي الانتخابات الرئاسية الموريتانية المقررة إجراؤها في الـ22 يونيو/حزيران المقبل.
لصوص يقتلون نجل وزير سابق
ولقي سيدات ولد جلفون نجل وزير الصحة الأسبق في موريتانيا مصرعه فجر الثلاثاء، في مدينة نواذيبو، بعد تعرضه للطعن من قبل مسلحين حاولوا السطو عليه أثناء ممارسته الرياضة وسرقة هاتفه.
ويبلغ القتيل البالغ من العمر 15 سنة، وهو ابن وزير الصحة الأسبق أحمدو ولد جلفون، وتعرض للطعن بعد مقاومته المعتدين حاولوا السطو على هاتفه، قبل أن تتمكن الشرطة من إلقاء القبض على المعتدين.
ووقعت الحادثة في منطقة ملتقى "شقق الولي"، بالعاصمة الاقتصادية نواذيبو حيث يمارس غالبية سكان المدينة رياضة المشي في ليالي رمضان.
مقتل نجل الوزير أثار جدلا حول واسعا في مواقع التواصل الاجتماعي حول الأمن الشخصي في شوارع العاصمة وكبرى المدن، وقد تزامن مع أحداث مشابهة قُتل خلالها أحد العناصر الإجرامية على يد شرطي بزي مدني، بالإضافة إلى اعتداءات ضد بعض الأشخاص.
محاربة فكر التطرف والغلو
واحتضن الجامع الكبير في نواكشوط، الثلاثاء، محاضرة بعنوان: "موقف الشرع من الغلو والتطرف"، ضمن سلسلة الإحياء الرمضاني الذي تشرف عليه وزارة الشؤون الإسلامية في موريتانيا بتأطير من علماء الدين.
واستهل المحاضر الشيخ خاديل ولد محمد عبدالرحمن حديثه عن الغلو والطرف بموقف الشرع من هذه الظاهرة، مؤكدا أن الشريعة الإسلامية هي رحمة وعدل ورأفة، مستشهدا بالآية الكريمة: {طه مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ} وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: ((يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا)).
وأضاف المحاضر أن الغلو موضوع فكري خالص لما يتناوله من المسائل الفقهية في الأصول والتأصيل الشرعي وهو قديم متجدد، موضحا أن الله تعالى جعل نبيه صلى الله عليه وسلم بشيرا ونذيرا للناس كافة، فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وأرشد الناس لما ينفعهم في الدنيا والآخرة.
وشدد الشيخ المحاضر على أن الشرائع السماوية كلها نهت عن الغلو والتطرف انطلاقا من الآية الكريمة: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ} وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هلك المتنطعون هلك المتنطعون هلك المتنطعون)).
وكان الرئيس الموريتاني أطلق من القصر الرئاسي أول رمضان دروس "الإحياء الرمضاني" للعام الهجري 1440، وهي مناسبة سنوية تشهد تقديم سلسلة محاضرات من المساجد والجوامع، طيلة أيام وليالي الشهر المبارك.
aXA6IDE4LjIxNy4xNjEuMjcg جزيرة ام اند امز