ضد الفساد.. حملة تدوين تفضح تمويل إخوان موريتانيا
الحملة استقطبت تفاعلا كبيرا على منصات التواصل الموريتانية، وأماطت اللثام عن الكثير من خبايا "استغلال التنظيم للدين لغايات دنيوية"
"سرقة أموال الزكاة والتبرعات والصدقات وتوجيهها للحملات الانتخابية".. عناوين تصدرت حملة التدوين ضد فساد الإخوان التي أطلقها المدون الموريتاني المشهور حميد محمد.
الحملة استقطبت تفاعلا كبيرا على منصات التواصل الاجتماعي الموريتانية، وأماطت اللثام عن الكثير من خبايا وخفايا "استغلال التنظيم للدين لغايات دنيوية رخصية"، بحسب تعبير المشاركين.
حملة التدوين ضد فساد إخوان موريتانيا تضمنت أيضا شهادات من أعضاء سابقين في التنظيم كشفوا خلالها ما يجري في "مطبخ" التنظيم الداخلي من محاباة ومحسوبية، وتمالؤ لحساب المصالح الشخصية لأفراده لتحقيق حلم الثراء على حساب المبادئ المزيفة.
- "الفطور مقابل الانتساب".. فضيحة جديدة لـ"إخوان موريتانيا"
- إخوان موريتانيا في 2019.. صراعات وانشقاقات وفساد
المدون حميد محمد الذي أطلق الحملة يتساءل في إحدى تدويناته تحت هاشتاق ضد فساد الإخوان باستغراب: "كيف يظن البعض أن الفساد هو سرقة الأموال العامة فقط؟" قبل أن يجيب: "بل الفساد أيضا سرقة أموال الزكاة والصدقات والتبرعات الخيرية والتبرعات للحملات الانتخابية"، مردفا: "لا فرق بين هذا وذاك".
واختتم قائلا: "رجال التنظيم بنوا القصور في الأحياء الراقية وركبوا السيارات الفخمة وما ذاك إلا من الفساد وأكل أموال الفقراء واليتامى والمساكين.. نعوذ بالله من حالهم".
التهافت نحو الثراء
وفي تدوينة أخرى ينقل المدون حميد محمد شهادات عن فساد التنظيم وهذه المرة من داخل ما يوصف بمطبخهم الداخلي، وهي شهادة لأحد المنشقين الذي تدرج في صفوف التنظيم قبل أن ينسحب من مجلس شورى الجماعة بعد اكتشاف حقيقتهم التي خدعت الكثيرين، على حد تعبيره.
وبحسب ما نقل المدون حميد عن هذا المنشق "ﻟﻘﺪ اكتشفت ﺷﻴﺌﺎ ﻓﺸﻴﺌﺎ أنهم يعانون ﻣﻦ ﻧﻘﺺ في الروحانيات ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ التهافت ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺴﺐ المادي".
وأضاف: "لقد انشغل القوم ﺑﺠﻤﻊ المال وتفتيته ﺑﻴﻨﻬﻢ وسعوا ﺳﻌﻴﺎ أعمى للوصول إلى الأهداف ولو على حساب المبادئ والأخلاق".
ومن ذلك يضيف حميد نقلا عن شهادة هذا المنشق" وﻣﻦ تلك الأساليب ﺃﻳﻀﺎ ﺍﻟﺘﻬﻤﻴﺶ والإقصاء ﻓﻲ ﺣﻖ ﺍﻟﻤﻨﺎﺿﻠﻴﻦ ﺍﻟﻤﻨﺤﺪﺭﻳﻦ ﻣﻦ ﻓﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﻀﻌﻔﻴﻦ، ﻭﺗﺠﻠّﻰ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﻣﻌﺎﻳﻴﺮ ﺍﻟﺠﺎﻩ ﻭﺍﻟﻤﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﺷﻴﺤﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺓ ﻭﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﻭﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻞ".
وأردف: "ما عجز زعيمهم عن مواجهته أو حتى الاعتراف به كمشكلة هو تهافت القيادات على التحصيل المادي والثراء السريع المجهول المصدر".
واختتم قائلا: "جماعة الإخوان في موريتانيا مجموعة طبقية شرائحية تعيد إنتاج ثقافة معادية لقيم المساواة والحرية والعدالة وتفرغ الإسلام من قيمه النبيلة التي جعلته يصل لمشارق الأرض ومغاربها، وهم بارعون في رفع الشعارات الجوفاء والخداعة".
وعي يتشكل ضد الإخوان
أما المدون محمد المختار المصطفى فقد حيا شجاعة زميله المدون الموريتاني المشهور الذي أطلق الحملة ضد فساد الإخوان، مثمنا الحديث عن هذه القضايا وتبيان ازدواجية وتناقض الحركة دينيا وسلوكيا، بما وصفه بالخطاب الذي ينتهج وسائل الدعاية، وكيف يخطفون الشباب ويخربون عقولهم، على حد تعبيره.
واعتبر المدون محمد المختار أن "الحقيقة التي كشفتها الحملة الأخيرة ضد فساد التنظيم ليست سوى قطرة من فيض قادم بدأ الوعي به يتشكل لدى كثيرين أنه جدار أبهة التنظيم الدولي للإخوان الذين تهاوت أبراجهم وتناثرت أوراقهم وانكشف زيف دعايتهم".
وفي ذات السياق، دون الناشط والمدون حمزة المحفوظ كاشفا العديد من النماذج والأساليب التي تقوم بها عناصر الجماعة لتوظيف الأموال التي يجنونها لبناء المساجد من الدول أو المنظمات الخيرية، ويجري توظيفها في أغراض أخرى.
وأردف بالقول: "إن من يفعل هذه الأعمال إنما يحفر لنفسه حفرة من النار"، حسب تعبيره.
الفطور مقابل الانتساب
وقبل أيام عادت قضية استغلال تنظيم الإخوان في موريتانيا للعمل الخيري لأغراض سياسية رخيصة، لتطفو على السطح من جديد مع تنظيم امتحانات الثانوية العامة "البكالوريا" في البلاد.
وفي محاولة لاستغلال التنظيم لهذه المناسبة الوطنية التي تمس أغلب الأسر الموريتانية، قام التنظيم أمام مراكز الامتحان بتقديم "ساندويشات" وأطعمة مغلفة بشعار حزبهم الذي يسمى بـ"تواصل"، مدشنا ما يعرف بـ"حملات سقاية وإطعام الطلاب".
تلك الأساليب قابلها المدونون الموريتانيون بسخرية عبر هاشتاقات على مواقع التواصل الاجتماعي، أكدت أن "تنظيم الإخوان سقط من جديد في درك الدعاية السياسية الرخيصة التي تلبس ثوب العمل الخيري لأغراض سياسية، كما هم عادتهم دائما"، وفق متابعين للشأن الموريتاني.
النشطاء في موريتانيا هاجموا الاستغلال الإخواني لهذا الحدث عبر عدة هشتاقات حملت عناوين مثل: "الفطور مقابل الانتساب، و"تواصل.. المن والأذى"، و"ساندويش مغلف بشعار سياسي"، وغيرها من الوسوم التي سلطت الضوء في المجمل على هذا الأسلوب الانتهازي.
وأثار مدونون آخرون قضية التمويلات الخارجية التي يتلقاها التنظيم لتنفيذ تلك الحملات الموسمية لـ"السقاية وتوفير الطعام" لعمل دعاية رخيصة للتنظيم بالداخل الموريتاني.
عمل خارج القانون
الكاتب محمد ولد أمين تساءل، خلال منشور عبر "فيسبوك"، "كيف يمكن لحزب سياسي موريتاني أن يتكفل بإفطار 5 آلاف طالب ومشارك في البكالوريا؟".
وأجاب: "الأمر واضح من خلال ما هو معروف من تلقي هذا التنظيم تمويلات من الخارج"، معتبرا أنه "من الناحية القانونية يعتبر ذلك جريمة يحاسب عليها القانون".
وأضاف محمد ولد أمين أن "القانون الموريتاني يحظر الانتماء للمنظمات الخارجية، وحزب تواصل هو الفرع الموريتاني من تنظيم الإخوان".
كما حذر من التمادي فيما وصفه بـ"التغافل" عن عمل التنظيم خارج القانون، مؤكدا أن ذلك يقوي ما وصفه بـ"إخطبوط الجريمة السياسية"، في إشارة إلى تنظيم إخوان موريتانيا.
يذكر أن عزلة التنظيم وحزبه السياسي"تواصل" وتغريده خارج سرب الإجماع الوطني البلاد لم تعرضه للعزلة في محيطة السياسي المعارض فحسب، بل فاقمت من الصراعات والخلافات داخل التنظيم بسبب هذا الموقف النشاز.
aXA6IDE4LjE4OC4xODMuMjEg جزيرة ام اند امز