موريتانيا في أسبوع.. الغزواني رئيسا والهدوء يعود للعاصمة
أعمال شغب ببعض مناطق العاصمة، واستدعاء سفراء دول، وإعلان فوز الغزواني بالرئاسة، وسقوط الإخوان.. أبرز أحداث موريتانيا الأسبوع الماضي
ما بين الانتخابات الرئاسية وفوز محمد ولد الغزواني وعودة الهدوء بشكل كامل إلى العاصمة نواكشوط، سجلت موريتانيا أسبوعاً ساخناً ومليئاً بالأحداث، كان الأبرز فيه سقوط جديد للإخوان.
- موريتانيا تستدعي 3 سفراء بعد اعتقال 100 أجنبي إثر أعمال شغب
- رسميا.. محمد ولد الغزواني رئيسا لموريتانيا
وبعد يوم من الانتخابات الموريتانية التي جرت السبت الماضي، شهدت مناطق من العاصمة "أعمال شغب"، وتدخلت الشرطة لمواجهتها، ومنعت المحتجين من الوصول لمبنى الهيئة المستقلة للانتخابات.
وأعلنت الداخلية، الثلاثاء، اعتقال قرابة 100 شخص، حاولوا "زعزعة الأمن"، وتم عرض مشتبه بهم على التلفزيون الرسمي، واعترف الموقوفون وبعضهم أجانب بمشاركتهم في الأحداث تلبية لطلب "موريتانيين" ضالعين في الأحداث.
وعاد الهدوء إلى العاصمة الموريتانية (نواكشوط)، وجرت الحركة بشكل طبيعي في المدينة، وكشف وزارة الداخلية عن خلية تسعى لـ"زعزعة الأمن بتوجيه خارجي".
ونفت السلطات الموريتانية وجود أي علاقة لأعمال الشغب وسير الانتخابات، مؤكدة أن "جهات تسعى لزعزعة الأمن بالتزامن مع الانتخابات".
استدعاء سفراء
واستدعت وزارة الخارجية الموريتانية، سفراء دول السنغال ومالي وجامبيا، وأبلغ وزير الخارجية الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ إياهم بوجود موقوفين من بلدانهم خلال حملة اعتقالات نفذتها السلطات، وشملت الذين شاركوا في عمليات تهريب ونهب وفوضى شهدتها البلاد خلال اليومين الماضيين.
وشدد وزير الداخلية الموريتاني أحمد ولد عبد الله، خلال مؤتمر صحفي الثلاثاء، أن الوضع في البلاد تحت السيطرة، وأن موريتانيا ستضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه زعزعة أمنها واستقرارها.
وطالبت المعارضة التي تقدمت بأربعة مرشحين للرئاسية، بترخيص مسيرة لمبنى المستقلة للانتخابات، لكن السلطات رفضتها تحسباً لحالة الشحن العنصري والعرقي التي تشهدها البلاد، وصعوبة السيطرة عليها.
إجماع على رفض العنف
إبراهيم ولد بلال رمضان، الكاتب والناشط الحقوقي، ورئيس هيئة الساحل للتعليم وحقوق الإنسان (خاصة)، انتقد لجوء البعض إلى العنف، معتبرا في تدوينة له بحسابه على "فيسبوك" أنه لا شيء يبرر العنف.
وطالب رمضان من وصفهم بـ"الزعماء السياسيين" بالدعوة الصريحة للتهدئة، منتقدا ضمنيا استمرار إحجام المرشحين الخاسرين في الانتخابات عن الاعتراف بالنتائج وتهنئة ولد الغزواني.
أما الكاتب الموريتاني، أحمد يعقوب سيدي، فدعا المرشحين الخاسرين للمسارعة بالتبرؤ من أي دعوة للتظاهر في هذا الظرف.
واعتبر في تدوينة بحسابه على "فيسبوك" أن من شأن ذلك نزع فتيل أي محاولة لاستدعاء العنف.
المحل السياسي، التراد أحمد، قال إن أعمال الشغب التي حدثت بالتزامن مع إعلان نتائج الرئاسيات كان هدفها ضرب الوحدة الوطنية في موريتانيا، عبر إحداث شرخ اجتماعي.
واتهم "التراد"، في تدوينة، ما وصفها بـ"حركة أفلام العنصرية غير المرخصة"، بمحاولة افتعال هذه الأزمة من خلال المحاولة الفاشلة لجر أنصار المرشح بيرام ولد أعبيد إلى مستنقع هذه الأحداث.
هزيمة ساحقة للإخوان
وأظهرت النتائج التفصيلية للانتخابات، حسب نتائج فرز المقاطعات، هزيمة ساحقة للإخوان في جميع معاقلهم الرئيسية بنواكشوط، وتحديدا مقاطعة "عرفات" بالعاصمة، التي فاز بها الرئيس المنتخب محمد ولد الغزواني بنتيجة أكثر من 17 ألف صوت مقابل 12 ألف صوت للمرشح المدعوم من التنظيم سيدي محمد ولد بوبكر.
وبينت النتيجة هزيمة إخوانية أخرى في مقاطعة "توجنين" بالعاصمة نواكشوط أيضاً، التي كان حزب "تواصل" الإخواني أيضا قد فاز بها خلال الانتخابات البلدية الأخيرة.
وبهزيمة الإخوان في المقاطعتين يفقد التنظيم السيطرة على كامل مقاطعات نواكشوط التسعة التي كان له تواجد في اثنتين منها بحسب نتيجة الانتخابات البلدية الفائتة شهر سبتمبر/أيلول المنصرم.
وعبر المحلل السياسي، محمد ولد أمين، الوزير السابق، عن تمنيه بأن يكون عنوان المرحلة المقبلة مع الرئيس المنتخب محمد ولد الغزواني تطبيق ما وصفه بقانون الأحزاب بشكل "حرفي" الذي يرى أن من شأنه حل حزب "تواصل" الإخواني.
وقال ولد أمين، في تدوينة بحسابه على فيسبوك، إن الإخوان "يلوثون الفضاء بالأكاذيب"، مبينا أنه "لا مبرر لوجود أحزابهم التي تزعم الانفراد بالدين وتنتمي لمنظمات خارجية".
ويشهد حزب إخوان موريتانيا "تواصل" منذ عدة أشهر موجات انشقاقات وتفكك أبرزها خروج العديد من قادته المؤسسين من عباءة التنظيم والتحاقهم بالأغلبية الداعمة للرئيس المنتخب محمد ولد الغزواني.
وانعكست موجة التصدعات والانشقاقات في النتيجة الهزيلة التي حققها المرشح الرئاسي المدعوم من التنظيم الذي تراجع إلى المركز الثالث رغم دعمه من شخصيات وقوى محسوبة على نظام الرئيس الأسبق ولد الطايع المقيم في قطر.
الغزواني رئيسا
لموريتانيا
وأعلنت اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات في موريتانيا، مساء الأحد، فوز المرشح محمد ولد الغزواني في الانتخابات الرئاسية بحصوله على أكثر من 52% من الأصوات.
وقالت اللجنة: إن ولد الغزواني انتخب رئيسا للجمهورية بحصوله على 52,01% من الأصوات، متقدماً بفارق كبير على أقرب منافسيه المرشّح المعارض بيرام ولد الداه أعبيدي (18,58%)، في حين حلّ المرشح المعارض الآخر سيدي محمد ولد بوبكر ثالثاً بحصوله على 17,58% من الأصوات.
وأحالت اللجنة النتائج المؤقتة، مساء الإثنين، إلى المجلس الدستوري للمصادقة عليها تمهيدا لإعلانها بشكل رسمي.
وتعود جذور الرئيس الموريتاني الجديد إلى مقاطعة "بومديد" التابعة لولاية "لعصابة" جنوب شرق البلاد، حيث ولد سنة 1956 لأسرة صوفية تشتهر بالزهد والصلاح، حيث كان والده شيخا لطريقة صوفية تُسمى "الغظفية"، وتحظى بأتباع كثر.
متأثرا بثقافة أسرته، بدأ "الغزواني" تعليمه بحفظ القرآن ودراسة العلوم الشرعية، قبل أن يلتحق بالمدرسة الحديثة؛ حيث نال شهادات الثانوية العامة، ثم الدراسات الجامعة العامة في القانون، فماجستير في العلوم الإدارية والعسكرية من الجامعة الأردنية، ليصبح أول رئيس موريتاني يحمل هذه الدرجة العلمية، ويتميز بجمعه للغتين الفرنسية والإنجليزية بجانب لغته الأم (العربية).
وفي 2004، تولى مهمة قيادة المكتب الثالث (المخابرات العسكرية)، ثم مديرا عاما للأمن سنة 2006، ثم قائدا لأركان الجيش سنة 2008، وأخيرا وزيراً للدفاع سنة 2018، بعد التقاعد من المؤسسة العسكرية في نفس السنة.
ويُصنف "الغزواني" نفسه كمرشح إصلاحي في خلافة الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد عبدالعزيز.
وعقب انتهاء الانتخابات تحدث أمام أنصاره خلال سهرة انتخابية، مهنئا الشعب الموريتاني بـ"اختيار استمرار نهج الإصلاح".
وشهدت مراكز الاقتراع إقبالا كثيفا للناخبين حيث وصلت نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية 63 بالمائة بحسب اللجنة المستقلة للانتخابات في موريتانيا.
وخاض السباق الرئاسي 6 مرشحين؛ هم وزير الدفاع السابق محمد ولد الغزواني، ورئيس الحكومة الأسبق سيدي محمد ولد بوبكر، والناشط الحقوقي بيرام الداه أعبيد، ورئيس حزب "اتحاد قوى التقدم" محمد ولد مولود، ورئيس حزب "الحركة من أجل إعادة التأسيس" كان حاميدو بابا، والخبير المالي محمد الأمين الوافي.