إخوان موريتانيا.. "تعلٌّق" بذيل الحوار السياسي
![رئيس حزب "تواصل" الموريتاني وقادة معارضون- أرشيفية](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2021/10/28/61-110516-mauritania-muslim-brotherhood-political-dialogue_700x400.jpg)
لم تصمد ممانعة "تواصل"؛ حزب إخوان موريتانيا طويلا، فتحولت مقاطعته للحوار السياسي المرتقب، إلى مشاركة دون قيد أو شرط.
مشاركة سبقها بيان ناري قبل حوالي شهرين، إثر اجتماع ترأسه "تواصل" لأحزاب معارضة، قرأ فيه مراقبون محاولة للفت الانتباه للخروج من "العزلة"، التي يعيشها الحزب بفعل خياراته السياسية، رغم أنه الأكثر تمثيلا في البرلمان، ويترأس "مؤسسة المعارضة الديمقراطية".
ويوم أمس الأربعاء عقدت أول جلسة تحضيرية للحوار السياسي، الذي دعا إليه حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، الحاكم، وحرص الحزب الإخواني على أن يكون تمثيله فيه على مستوى الرئاسة.
وشاركت جلّ أحزاب المعارضة في أولى الجلسات التمهيدية للحوار الذي تقول الحكومة الموريتانية إنه "شأن خاص بالقوى والأحزاب السياسية"، لكن رؤساء ثلاثة أحزاب غابوا عن الجلسة، وأرسلوا ممثلين عنهم، فيما مُثل تواصل برئيسه شخصيا.
فما الذي تغير ليتعلق "الحزب الإخواني" بذيل الحوار السياسي بعد أن كان يحمل بيده زمام المقاطعة، ويجيّش لمعارضته بلغة التفرقة، وضرب الإجماع الوطني؟.
يقول مراقبون للشأن السياسي في موريتانيا، إن حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم، والحكومة، لم يبذلا أي جهد لإقناع حزب "تواصل"، بالمشاركة، لكن الحزب "الممانع"، قفز إلى المقاعد الأمامية فور وصول دعوة للحضور.
في شهر أغسطس الماضي تبنى "تواصل" خطابا راديكاليا تجاه النظام في موريتانيا، قائلا إن البلد "عرضة لتحديات جسام على رأسها مشكلة الوحدة الوطنية"، متحدثا عن "سياسات تمييز وإقصاء للأفارقة السود علي أساس الانتماء العرقي".
لكن الصيد في مياه العرقية قوبل حينها باستنكار واسع حتى من داخل حزب الإخوان ذاته، حيث ندد به نائبان في البرلمان ينتمون لـ"تواصل"، في خطوة تشير إلى انقسام يضرب هذا الحزب منذ سنتين.
هذا الانقسام بدا أكثر وضوحا مؤخرا على مستوى القيادات، وتباين مواقفها من سياسة الرئيس محمد الغزواني، خصوصا بين رئيس الحزب السابق جميل منصور، والحالي محمد محمود السييدي، والقيادي محمد غلام الحاج الشيخ.
وظهر الأخير مدافعا بقوة عن الحكومة، عكس اتجاه الحزب الإخواني الذي هو أحد قياداته، كما هو الحال مع انتقاد رئيس الحزب السابق لـ"تواصل"، المتكررة لسياسات حزبه وخيارات خلَفه.
هذا الوضع غير المتماسك لقيادات في الحزب، لديهم مناصرون كثر، وقواعد شعبية وازنة، يرى مراقبون أنه آذن بانهيار الحزب الإخواني، ويقلّل خيارات المراوغة التي عُرف بها.
كما أن الجوّ السياسي العام، والتوجه نحو الحوار السياسي، والوضع في هرم الحزب، حدا بذراع تنظيم الإخوان في موريتانيا، إلى المشاركة، خوفا من عزلة سياسية، تبقيه في غياهب النسيان.
ويرى مقربون من قيادات الحزب أن الحالة التي تمرّ بها الأحزاب الإخوانية في بلدان المغرب العربي المجاورة، ترتعد لها فرائص "تواصل"، خشية من مصير مماثل، يفقدها وزنها في الساحة السياسة، وربما نوابها في البرلمان، في حال حلّ الأخير، ونٌظمت انتخابات تشريعية مبكرة، كأحد مخرجات الحوار الجاري.
aXA6IDMuMTI5LjIzLjE2OSA= جزيرة ام اند امز