موكب مولد النبي.. صوفية مصر يحيون سنة المهاجرين والأنصار (خاص)
مرت 3 سنوات في مصر توقفت فيها مواكب الموالد بسبب جائحة كورونا وما تلاها من قرارات إغلاق.
لكن هذا العام، عادت الحياة من جديد لشوارع المحروسة، حيث أعلنت المشيخة العامة للطرق الصوفية عودة المواكب الصوفية في المولد النبوي.
من الدارج في مصر، انطلاق مواكب في عدة مناسبات سنوية، حيث تنطلق المواكب مع بداية شهر رمضان وبداية العام الهجري وفي ذكرى المولد النبوي.
الموكب الرئيسي ينطلق من مسجد السيد صالح الجعفري من منطقة الدراسة في القاهرة، ويضم مجموعات من مريدي جميع الطرق الصوفية، يرفعون أعلاما تحمل أسماء طرقهم، ويرتدون الملابس البيضاء، ويقومون بغناء قصائد المديح النبوي ومدح أهل البيت، وتكون وجهة الموكب النهائية هي مسجد الإمام الحسين رضي الله عنه، وهناك يلتقي المريدون بمشايخ الطرق الذين يكونوا في انتظارهم أمام مسجد الإمام الحسين، ثم يدخلون جميعًا لصلاة المغرب وزيارة المقام.
غالبًا ما يكون انطلاق الموكب الرئيسي في نفس يوم الذكرى، كيوم مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم مثلا، لكن من بداية شهر ربيع الأول يقوم أبناء الطرق الصوفية بتسيير مواكب محلية في القرى والمراكز والنجوع المصرية، وتستمر هذه المواكب حتى نهاية شهر ربيع الأول، كنوع من إظهار الفرح والسرور بمولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
عادة أم سنة؟
يقول المؤرخون إن انطلاق المواكب في مصر بدأ في العهد الفاطمي، حيث كانت المواكب تتم بالجنود الذين كانوا يرفعون أعلام الدولة الرسمية والأبواق للاحتفال بالمناسبات الدينية، ومن وقتها لم تتوقف المواكب، حتى مع توقف الدول التي أعقبت الدولة الفاطمية عن تسييرها، فلقد استمر الشعب في تسييرها.
لكن الدكتور عبدالحليم العزمي، الأمين العام للاتحاد العالمي للطرق الصوفية، يقول إن المواكب سنة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإن أول موكبين عرفهما التاريخ كانا بقيادة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
ويوضح العزمي، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، أن أول هذه المواكب حدث بعد إسلام سيدنا حمزة بن عبدالمطلب والفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، وقتها ذهب الفاروق لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقال: "يا رسول الله ألسنا على الحق؟"، فقال النبي: "نعم"، فقال عمر: "أعلنها يا بلال".
ويستكمل العزمي: "وخرج سيدنا عمر معلنًا مع سيدنا حمزة وكل واحد منهما على رأس صف - وأمامهم المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم - يحملون الرايات والسيوف، وكانت هذه أول مسيرة علنية فى تاريخ الإسلام تجوب طرقات مكة.
ويعلق العزمي: لذلك نجد السادة الصوفية في مولد النبي وغيره من المناسبات يخرجون صفوفًا يحملون الرايات والسيوف ويجوبون الطرقات؛ إحياءً لهذه السُّنة؛ اقتداء بما فعله المصطفى وأصحابه الكرام رضي الله عنهم أجمعين.
ويوضح العزمي أن الموكب الثاني، كان موكب أهل يثرب، الذين خرجوا عن بكرة أبيهم رجالاً ونساءً وأطفالاً ليستقبلوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقت قدومه المدينة، وهم يتغنون بـ"طلع البدر علينا"، فلذلك اقتدى الصوفية بهم وأصبحوا يتغنون بقصائد المديح النبوي في مواكبهم.