ذكرى ميلاد مكسيم جوركي.. عبقرية أدبية جذبت قراء العالم
الكاتب الروائي الروسي مكسيم جوركي نشر أول إنتاج أدبي له تحت اسم مستعار هو ألكسي مكسيموفيتش عام 1892.
تحل، الأحد، ذكرى ميلاد الكاتب الروائي الروسي مكسيم جوركي الذي ولد في عام 1868، ورحل في 18 يونيو/حزيران 1936 بعد أن حقق مكانة أدبية مهمة بين كتاب الرواية الروس الذين يشكلون أساس الرواية العالمية المعاصرة.
وأصدرت الهيئة العامة لقصور الثقافة في مصر مؤخرا طبعة شعبية من رواية جوركي الشهيرة "مولد إنسان" وبترجمة الكاتب العراقي غائب طعمة فرمان يشير في مقدمتها إلى أن جوركي حاول الانتحار وهو في عامه الـ19 بسبب ظروف العيش السيئة التي عانى منها، حيث كان يعمل مساعد خباز في مدينة قازان وقبل ذلك عمل حمالا وعاملا زراعيا وساحب مراكب.
ويقول فرمان إن جوركي نشر أول إنتاج أدبي له تحت اسم مستعار هو ألكسي مكسيموفيتش عام 1892.
وبعد عام واحد من المجاعة التي عاشتها روسيا وشردت ملايين الفلاحين، وبينما كان تولستوي وتشيكوف يحاولان مع غيرهم من مثقفي روسيا الكبار تقديم العون للجوعى كان جوركي واحدا من هؤلاء المشردين الذين عانوا من الضياع، لكن ذلك لم يؤد إلى ضعف همته بل أضاف لخبراته القاسية ندبة جديدة انعكست على كتاباته.
ونشر جوركي أول كتاباته الأدبية في الصحف المحلية، إلا أن موهبته لفتت أنظار كبار كتاب بلاده، وبعد 6 سنوات فقط نال أول اعتراف جماهيري بكتاباته بعد نجاح مجموعته الأولى (مقالات وصفية وقصص) وأصبح شهيرا مع نجاح مسرحيته "الحضيض".
وظهرت تجارب جوركي كمعبر دال عن المجتمع الروسي خلال مرحلة الثورة الفوضوية، حيث كانت الحرية المطلقة شعارا للجميع، وما يؤكد عليه فرمان "أن جوركي وصف المشردين وصفا لامعا لم يبلغه أحد غيره إلا أنه لم يشاركهم أبدا نزعاتهم الفوضوية، وإنما تجاوب مع فواجع حياة الناس الذين رفضوا العبودية ولم يكن مع التمرد الفردي الذي لا طائل من ورائه حتما".
وتعبر قصص جوركي ومنها "العجوز يزرعيل" ثم "الأصدقاء الثلاثة" عن تحول طريقة تفكيره، ففي الأولى ناصر الحل الفردي، وفي القصة الثانية انتظر حتى التقى بطله مع مثقفين ثوريين شاركهم حلم التغيير.
وظل جوركي يندد بالاستغلال الطبقي إلى أن كتب مسرحيته "البرجوازيون الصغار" (1901) التي يرى نقاد أنها تعبر بدقة عن طفرة في وعي مؤلفها بطبيعة الصراع الاجتماعي الذي عاشته بلاده، ثم جاءت روايته الخالدة "الأم" في عام 1906 لتعبر عما يسمى "الإنسانية الثورية"، حيث انحاز لها جميع قراء الأدب في العالم، وبحسب غائب طعمة فرمان: "لا يوجد طوال تاريخ الأدب مؤلف واحد يضاهي أثر رواية الأم في عدد القراء وفي تأثيرها على مصائر ملايين البشر".
وبينما كان دوستويفسكي يخاف من أثر الأدب الثوري؛ لأنه قد يزيد من الشعور بالكراهية، فإن جوركي قد دلل على أن هذا الأدب قد يسهم في تطهير قرائه للتخلص من الأنانية.
وتميزت السنوات الأخيرة من حياة جوركي بفوران رائع لعبقريته الأدبية، بعد نشر "حياة كليم سامجين" وعدة مسرحيات أخرى كرست اسمه كأحد كتاب الطليعة الثورية في لحظة التحول الكبرى في حياة روسيا والتي جاءت بعد الثورة البلشفية عام 1917، حيث كان فلاديمير لينين قائد هذه الثورة ينظر إلى جوركي كرمز للتغيير.
وظل جوركي ينتقل من مدينة إلى أخرى، وعاش فترة استقرار قصيرة في إيطاليا حتى عاد إلى موسكو عام 1933 بعد نجاح الفاشية في تسلم السلطة هناك، وأخذ يندد بممارسات الفاشية، وكان على رأس حركة عالمية تطالب بالسلام إلى أن مات في 18 يونيو/حزيران 1936 ليكمل أسطورة الكاتب المناضل.
aXA6IDMuMTQ0LjI0NC4yNDQg
جزيرة ام اند امز