روائيون يجيبون على سؤال: لماذا لا تصل الأعمال العربية إلى العالمية؟
"العين الإخبارية" تسأل روائيين عرب عما ينقص الرواية العربية لتبلغ المنصات العالمية، وتصل إلى القارئ الغربي.
يرى روائيون عرب أن الرواية العربية التي تنشر الآن تُكتب بمواصفات عالمية، كما أن تزايد فرص الترجمة والجوائز تضعها في بؤرة الضوء، لكنها ما زالت لم تحقق الحضور بالشكل الذي يليق بها في الغرب.
"العين الإخبارية" سألت روائيين عرب عما ينقص الرواية العربية لتبلغ المنصات العالمية، وتصل إلى القارئ الغربي على الأقل بالقدر الذي تنفذ منه الروايات الغربية إلى العالم العربي وبنفس حضورها.
الروائية السورية شهلا العجيلي قالت إن الرواية العربية في مرحلة ازدهار ووصلت إلى العالمية عبر نماذج جيدة جداً، بعد انفتاح الترجمات وتعدد الجوائز.
وأضافت: "هناك رغبة شديدة لدى من يمتلك أدوات الكتابة في كتابة الرواية، ويسفر ذلك عن محاولات وحركة نشر واسعة، لكن ما ينقصها هو مهمّة النقد، ودور دور النشر والمنابر الإعلامية التي من مهامها توسيع دوائر التلقي".
ومن جهته، يرى الروائي العراقي محسن الرملي أن الرواية العربية ما زالت غير حاضرة ولم تحقق الحضور بالشكل الذي يليق بها في الغرب.
وتابع: "الرواية العربية لم تشكل ظاهرة تفرض حضورها حتى الآن، ربما أنها في بدايات ذلك، لكن الأمر يحتاج إلى مزيد من الوقت أو إلى بروز ظاهرة لافتة ومختلفة خاصة بها، كما أحدثته ظاهرة (الواقعية السحرية) لصالح نشر رواية أمريكا اللاتينية مثلاً".
وقالت الروائية والناقدة اللبنانية مايا الحاج، إن عملها في النقد الأدبي على مدار 10 سنوات؛ سمح لي برصد حركة الرواية العربية الراهنة، وترى أنها مبشرة إلى حد ما.
وأكدت: "عدد غير قليل من الروايات لا يستحق النشر أصلاً، لكونه لا يتمتع بأقل المواصفات التي تجعل منها أدباً، ولكن في المقابل يمكن إيجاد أعمال جديدة تتمتع بحساسية مختلفة، وقد استطاع كثيرون رسم مسار أدبي خاص بهم من خلال عملين أو ثلاثة".
ويعتقد الروائي العراقي أزهر جرجيس أن الترجمة هي الموضوع الشائك؛ حيث تتلاعب العلاقات الشخصية وتخضع لمعاييرها أغلب الجوائز التي تخضع للمؤسسات الربحية.
وأوضح: "بالتالي ما يصل منا إلى الغرب قليل وقليل جداً، لا يُعد له ذكر في المكتبة العالمية، وهو أمر مؤسف تماماً يتحمل مسؤوليته بالأساس دور النشر العربية والملحقيات الثقافية التي لا تجيد التعامل مع المنتج الثقافي وتصديره إلى العالم".
ويذهب الروائي التونسي كمال الرياحي إلى أن الرواية العربية لا ينقصها شيء، مضيفاً: "نحن نحتاج إلى اعتراف داخلي أحياناً، فالتعتيم يتم من إعلامنا العربي خاصة التلفزيوني، ويوم يصبح نخبتنا نجوماً في التلفزيون سنكون عالميين".
وتابع "الرياحي": "زمان كان طه حسين، وتوفيق الحكيم، ويوسف إدريس، ونجيب محفوظ، نجوم في التلفزيون والصحافة، لكن الآن الشعوب العربية لا تعرف نخبتها الحقيقية ولا تعرف كتابها".
أما الروائي والقاص الفلسطيني محمود شقير، فأشار إلى أن هناك حضوراً لبعض الكتاب العرب مثل نجيب محفوظ، ومحمود درويش، وأدونيس، وهناك حضور لكاتبات ولكتاب عرب كتبوا ويكتبون بلغات أجنبية.
وأضاف: "ثمة جهود فردية تسعى إلى تقديم الأدب العربي إلى العالم، أبرزها مجلة (بانيبال) التي تشرف عليها مارجريت أوبانك وصموئيل شمعون. حيث تقوم هذه المجلة منذ سنوات بالترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية لمشاهد من روايات وقصص وأشعار".
ويؤكد الروائي والشاعر المصري محمد أبوزيد أن أهم ما في هذا الملف يتعلق بسياسات الترجمة، لأن نجيب محفوظ لم يكن سيحصل على جائزة نوبل لو لم تترجم رواياته منذ فترة طويلة وتُقرأ عالمياً.
وأضاف: "الإشكالية الحقيقية هنا هي أن معظم الأعمال العربية المترجمة إلى اللغات الأجنبية رديئة، لأنها تعتمد على العلاقات العامة، وعلى مدى علاقتك بالمترجم أو دار النشر، ما يجعل الأدب العربي بعيداً عن العالمية ما دامت العلاقات العامة هي التي تحرك الترجمة".
أما الروائي العمُاني يونس الأخزمي فقال: "أكاد أجزم بعدم وجود مشروع عربي جاد وقوي، قادر على نقل كل هذا الثراء في الأعمال الأدبية إلى المتلقي الآخر باللغات المختلفة كترجمة وترويج".
وأكد: "لا يوجد مشروع، ولا يوجد اشتغال احترافي"، وتساءل: "لماذا تصلنا روايات الكتاب اليابانيين وغيرهم بهذا الزخم والنجاح هذه الأيام؟"، من قال لنا إن هذه الروايات هي الأكثر مبيعاً وأن أسلوب هذا الكاتب ساحر لا مثيل له؟ كيف أوصلوا تلك القناعات لنا، وكيف لم نقم نحن بما يجب لنوصل للغرب مثل تلك القناعات عن كتابنا؟".
وقالت الروائية السعودية نداء أبوعلي إننا لا نزال نعاني من ضعف ترجمة الأعمال الروائية العربية إلى اللغات الأخرى، وهو ما يحد من وصولها إلى العالمية بشكل كبير، وأن هناك العديد من الروايات العربية التي تستحق الترجمة والإشادة.