الفجوة الاستهلاكية تتسع.. ماكدونالدز تخسر عملاءها الفقراء وتكسب الأثرياء
تشهد ماكدونالدز تحولات لافتة في سلوك عملائها بالولايات المتحدة، إذ يتزايد الإقبال من ذوي الدخل المرتفع بينما يتراجع حضور الفئات محدودة الدخل تحت وطأة التضخم وتكاليف المعيشة المرتفعة.
صرّح الرئيس التنفيذي لشركة ماكدونالدز، كريستوفر كيمبزينسكي، خلال مكالمة أرباح الربع الثالث يوم الأربعاء، بأن الإقبال على مطاعم الشركة تراجع "بنسبة تقترب من خانة العشرات" ضمن شريحة ذوي الدخل المحدود في الولايات المتحدة.
وأضاف كيمبزينسكي أن هؤلاء العملاء يشعرون بشكل غير متناسب بوطأة الضغوط الاقتصادية المتزايدة، بما في ذلك ارتفاع أسعار المواد الغذائية والملابس، إضافة إلى تكاليف الإيجار ورعاية الأطفال.
وقال في تصريح لصحيفة نيويورك تايمز: "هناك تضخم كبير يضطر المستهلك ذو الدخل المحدود إلى تحمّله، وأعتقد أن هذا ينعكس على توقعاته ومعنوياته وسلوكه الإنفاقي".
في المقابل، أشار إلى أن الإقبال من العملاء ذوي الدخل المرتفع ما يزال في ازدياد، إذ ارتفع "بنسبة تقترب من خانة العشرات" خلال الربع ذاته.
وأعلنت ماكدونالدز أن مبيعاتها في المتاجر المماثلة داخل الولايات المتحدة ارتفعت بنسبة 2.4% على أساس سنوي، مقارنة بـ2.5% في الربع السابق، بينما زادت مبيعاتها العالمية بنسبة 3.6%.
وبلغ إجمالي المبيعات 36 مليار دولار، بزيادة قدرها 8% عن العام الماضي، وأغلقت أسهم الشركة عند 305.67 دولار للسهم الواحد، بارتفاع يقارب 2.2%.
وتُعدّ ماكدونالدز مثالاً واضحًا على الانقسام الاقتصادي المتزايد بين المستهلكين الأمريكيين، حيث يواصل الأثرياء دعم إنفاق الاستهلاك، فيما تضطر الطبقة العاملة – المتأثرة بضعف نمو الأجور وارتفاع الأسعار – إلى تقليص نفقاتها، خاصة على تناول الطعام خارج المنزل، وفقًا لخبراء اقتصاديين.
وأكد سكوت بوترايت، الرئيس التنفيذي لشركة شيبوتلي، الأسبوع الماضي، أن "الفجوة قد اتسعت بين العملاء"، موضحًا أن من يقل دخلهم عن 100 ألف دولار – ويمثلون نحو 40% من مبيعات السلسلة – أصبحوا يتناولون الطعام بوتيرة أقل.
كما لاحظت شركات مثل وول مارت ودولار جنرال ودولار تري تراجعًا في إنفاق عملائها الأساسيين من ذوي الدخل المنخفض، مقابل زيادة في إقبال المستهلكين الأثرياء الباحثين عن الأسعار المنافسة.
وتواجه ماكدونالدز صعوبة في الحفاظ على عملائها من ذوي الدخل المحدود منذ رفع أسعارها خلال الأرباع الأخيرة. فقد شهد الربع الأول من العام الجاري أكبر انخفاض في الإيرادات السنوية منذ ذروة جائحة كورونا، فيما تراجعت زيارات العملاء من ذوي الدخل المنخفض والمتوسط بنسبة 10%.
ومن عام 2019 إلى عام 2024، ارتفع متوسط سعر الوجبة الواحدة بنحو 40%، بحسب بيانات الشركة، التي أوضحت أن هذا الارتفاع يتماشى مع زيادة تكاليف التشغيل، وارتفاع الأجور وأسعار المواد الغذائية والسلع الورقية.
وأشار كيمبزينسكي إلى أن الشركة تحاول تحقيق توازن دقيق بين الحفاظ على أسعار معقولة وعدم فقدان العملاء ذوي الدخل المنخفض، مضيفًا: "ليس هناك حل سهل لهذا الأمر، وأعتقد أن جميع العاملين في هذا القطاع يواجهون التحدي نفسه".
وتخوض الشركة منافسة متزايدة مع مطاعم الجلوس مثل تشيليز، التي استقطبت العملاء الباحثين عن قيمة أفضل مقابل المال. وردًا على ذلك، طرحت ماكدونالدز عروض وجبات جديدة تستهدف العملاء الأكثر حساسية للأسعار.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTExIA== جزيرة ام اند امز