الحصبة تهدد حياة أطفال اليمن.. الحوثي "المتهم الأول"
حصبة، دفتيريا، سعال ديكي وشلل أطفال، هذه الأمراض اختفت تقريباً من معظم دول العالم بفضل جهود اللقاحات والحملات الصحية.
ومع ذلك، في شمال اليمن، لا تزال هذه الأمراض مشكلة حقيقية، حيث تشهد الإصابات ارتفاعاً تصاعدياً بسبب رفض مليشيا الحوثي لحملات التحصين وعدم التعاون مع الجهات الصحية الدولية، مما يتسبب في تفاقم الوضع الصحي في المنطقة.
أرقام مخيفة نشرها تقرير أممي حديث بعد أن كشف عن وفاة 77 طفلاً بمرض الحصبة منذ مطلع العام الجاري، فيما ارتفع عدد المصابين إلى أكثر من 9 آلاف إصابة، وذلك بسبب جمود أنشطة التطعيم التكميلي التي تعرقلها مليشيات الحوثيين.
ففي حين تطلق الحكومة اليمنية حملات تطعيم مكثفة في جنوب البلاد على مدى العامين الماضيين، ظلت المحافظات الشمالية التي تخضع لسيطرة مليشيات الحوثي معزولة، مما أدى إلى استمرار انتشار العديد من الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات.
وقد منعت مليشيات الحوثي فرق التحصين من العمل في مناطق سيطرتها، بزعم أن "اللقاحات سموم يرسلها الخارج إلى اليمن"؛ وهذا الأمر أسفر عن عودة الأوبئة وتفشي الأمراض بشكل كبير، وعلى وجه الخصوص شلل الأطفال والحصبة والدفتيريا، مما عرض الأطفال في تلك المناطق للخطر الشديد.
أرقام مفزعة ومعلومات مضللة
وذكرت الأمم المتحدة في تقرير حديث صادر عن مكتبها لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن (OCHA) أنه خلال عام 2023، ارتفع عدد حالات الإصابة بمرض الحصبة إلى 9,418 إصابة، مع وفاة 77 طفلاً، مما يشير إلى تفاقم الوضع الصحي في البلاد.
وحسب التقرير، فإن حالات الإصابة بالدفتيريا والسعال الديكي آخذة في الارتفاع، وكذلك زيادة عدد الوفيات الناجمة عن كل مرض.
ووفقاً للبيانات الرسمية، سجلت اليمن خلال العام الماضي أكثر من 22 ألف إصابة بمرض الحصبة، ومع استمرار الحوثيين في رفضهم حملات التحصين، من المتوقع أن ترتفع معدلات الوفيات بشكل غير عادي.
ووفقا للتقرير فإن "التحديات التي تواجه حملات التحصين، خاصة في المناطق الشمالية من اليمن الخاضعة لمليشيات الحوثي تسببت في استمرار انتشار حالات الإصابة بالأمراض المتفشية التي يمكن الوقاية منها بالتحصين".
وأشار إلى أن حملة المعلومات المضللة التي تقودها مليشيات الحوثي ضد اللقاحات وبدافع "عدواني"، كان لها تأثير سلبي في مناطق سيطرتها، بل ووصل تأثيرها إلى المحافظات الجنوبية، حيث كان "رفض الوالدين في حملة التطعيم ضد شلل الأطفال من منزل إلى منزل في مارس/آذار 2023 أعلى بشكل ملحوظ مما كان عليه في الجولات الأخيرة الأخرى".
وأكد التقرير أن تفشي الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات في اليمن هو نتيجة مباشرة لانخفاض مستويات المناعة لدى الأطفال بشكل متزايد، ومع الانخفاض السريع في مستوى تغطية التحصين، من المتوقع أن يرتفع معدل الوفيات بشكل غير عادي، خصوصا إذا استمرت معدلات سوء التغذية في الازدياد.
وكانت مليشيات الحوثي قد بدأت حملة متصاعدة من الدعاية المضادة للقاحات على موقع يوتيوب وفي التلفزيون والإذاعة ووسائل التواصل الاجتماعي، مما أثار الشكوك ضد الحقيقة العلمية الثابتة وزرع الخوف والشك في عقول الآباء.
وذكر التقرير أن كلما امتدت مدة حملة التضليل التي يقوم بها الحوثيون، ازداد خطر عدم تلقي الآباء لقاحات أطفالهم عندما يتم عرض هذه الحماية عليهم فيما بعد، وذلك بناءً على مخاوف مضللة يروجها الحوثيون. فعندما يُعرض على الآباء فرصة تلقي اللقاحات لأولادهم، تتأثر قراراتهم بتلك المخاوف الزائفة والمضللة، وحتى وإن كانت تأتي من حسن النية.
ويُعد هذا التضليل الحوثي حجر الزاوية في تقويض جهود التحصين والسيطرة على انتشار الأمراض في المناطق المتأثرة بالصراع في اليمن، ويتطلب تعزيز التوعية والتثقيف للحد من تأثير هذه الممارسات الضارة على صحة الأطفال.
اللقاحات آمنة
وتجاوبت الحكومة اليمنية مع حملة تضليل مليشيات الحوثي بإطلاق حملة مضادة تهدف إلى تأكيد سلامة اللقاحات ونفي دعاية مليشيات الحوثي، من خلال تنظيم عدد من الفعاليات الإعلامية.
وشدد وزير الصحة اليمني قاسم بحيبح على ضرورة تصويب المعلومات الخاطئة والمضللة بشأن اللقاحات، والتي تروج لها مليشيات الحوثي في مناطق سيطرتهم، والتسبب بعودة العديد من الأمراض والأوبئة كانت اليمن قد سُجلت خلوها منها في السابق.
وتحدث الوزير بحيبح عن إجراءات وزارته في تنفيذ عدد من حملات التحصين ساهمت في اختفاء مرض شلل الأطفال من المناطق والمحافظات المحررة، مشيرًا إلى تنفيذ حملة تحصين ضد المرض في الخامس من مارس/آذار الماضي.
يشار إلى أن منظمة اليونيسف الأممية، حذرت من تعرض 75 ألف طفل يمني لخطر الموت جراء حرمانهم من اللقاحات، وهم بحاجة ماسة للقاح لتجنب الوفاة.
aXA6IDE4LjExOC4xNTQuMjM3IA==
جزيرة ام اند امز