"قمم مكة".. ترقب عالمي لنتائج "دبلوماسية العشر الأواخر"
توقعات بأن تضع قمم مكة خارطة طريق تسهم في تعزيز التضامن العربي والإسلامي ودعم الأمن والاستقرار وتجنيب المنطقة عواقب تصرفات إيران.
تتحول مكة المكرمة، خلال العشر الأواخر من شهر رمضان الجاري، إلى وجهة دينية وسياسية يقصدها المسلمون من جميع أصقاع الأرض لأداء العمرة والاعتكاف، فيما يعتبرها الساسة والقادة فرصة لأداء الشعيرة ولقاء القيادة السعودية.
واعتاد ملوك السعودية أن يقضوا العشر الأواخر من رمضان في مكة المكرمة قرب بيت الله الحرام، حتى أضحت استقبالاتهم للقادة والزعماء خلال تلك الفترة تُسمى "دبلوماسية العشر الأواخر".
- الملك سلمان يصل مكة لقضاء العشر الأواخر من رمضان
- الإمارات ترحب بدعوة الملك سلمان لعقد قمتين طارئتين بمكة
ومع استضافة مكة 3 قمم في العشر الأواخر من رمضان الجاري، قمتين عربية وخليجية طارئتين 30 مايو/أيار الجاري، تعقبهما في اليوم التالي القمة الإسلامية العادية الـ14، يترقب العالم نتائج "دبلوماسية العشر الأواخر"، وسط توقعات أن تضع تلك القمم خارطة طريق تسهم في تعزيز التضامن العربي والإسلامي ودعم الأمن والاستقرار وتجنيب المنطقة عواقب تصرفات إيران الإرهابية ووضع حد لسياساتها التخريبية وتدخلاتها في شؤون دول المنطقة.
الملك سلمان في مكة
وقبيل انطلاق قمم مكة، وجريا على عادته السنوية، يقضي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود "العشر الأواخر" من شهر رمضان بجوار بيت الله الحرام في مكة المكرمة.
وذكرت الوكالة السعودية الرسمية للأنباء (واس)، أن الملك سلمان وصل، مساء السبت الماضي، إلى مكة المكرمة قادما من جدة، لقضاء العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك بجوار بيت الله الحرام.
وأضافت أن عددا من الأمراء والعلماء والمسؤولين كانوا في استقباله لدى وصوله قصر الصفا في مكة، من بينهم الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، وعضو هيئة كبار العلماء المستشار في الديوان الملكي الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، والرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، وعضو هيئة كبار العلماء المستشار في الديوان الملكي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري.
قمم مكة
ومع وصول خادم الحرمين الشريفين إلى مكة المكرمة قبيل أيام من انطلاق القمم الثلاث، ينتظر أن تشهد لقاءات مكثفة ومباحثات متتالية بين القيادة السعودية وقادة العالم العربي والإسلامي في إطار "دبلوماسية العشر الأواخر".
وتظلل المباحثات السياسية المرتقبة أجواء إيمانية تستمد عبقها من خصوصية المكان (مكة المكرمة)، وفرادة الزمان (العشر الأواخر من رمضان).
ويُرتقب عقد قمتين عربية وخليجية طارئتين في مكة المكرمة 30 مايو/أيار الجاري، بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
وتأتي القمتان حرصا من خادم الحرمين الشريفين على التشاور والتنسيق مع الدول الشقيقة في مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجامعة الدول العربية، في كل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، بعد الهجوم على سفن تجارية قرب المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة 12 مايو/أيار الجاري، وما قامت به مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران من الهجوم على محطتي ضخ نفطيتين بالمملكة بعدها بيومين، ولما لذلك من تداعيات خطيرة على السلم والأمن الإقليمي والدولي وعلى إمدادات واستقرار أسواق النفط العالمية، لبحث هذه الاعتداءات وتداعياتها على المنطقة.
ثم تستضيف المملكة العربية السعودية الدورة الرابعة عشرة للقمة الإسلامية العادية لمنظمة التعاون الإسلامي، في 26 رمضان الموافق 31 مايو/أيار الجاري، والتي سوف يترأسها خادم الحرمين الشريفين.
وتنعقد القمة الإسلامية في دورتها العادية تحت شعار: "قمة مكة: يدا بيد نحو المستقبل"، ويحضرها قادة الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي من أجل بلورة موقف موحد تجاه القضايا والأحداث الجارية في العالم الإسلامي.
ويسبق عقد القمة اجتماع كبار الموظفين الذي من المرتقب أن يرفع نتائج مداولاته إلى اجتماع وزراء الخارجية للدول الأعضاء في المنظمة والذي سيلتئم في مدينة جدة في 29 مايو/أيار الجاري، حيث سيرفع الوزراء مشروع البيان الختامي إلى القمة الإسلامية لاعتماده.
ومن المنتظر أن يصدر عن القمة الإسلامية "إعلان مكة"، بالإضافة إلى البيان الختامي الذي سوف يتطرق إلى العديد من القضايا الراهنة في العالم الإسلامي.
وسيبحث القادة موقف الدول الأعضاء في المنظمة من آخر المستجدات الجارية في القضية الفلسطينية، بالإضافة إلى إعلان موقف موحد إزاء التطورات الأخيرة في عدد من الدول الأعضاء، فضلا عن اتخاذ مواقف واضحة من الأحداث الأخيرة الخاصة بالأقليات المسلمة وما يتعلق منها بتنامي خطاب الكراهية ضد الجاليات المسلمة، وما يعرف بظاهرة الإسلاموفوبيا، وضرورة التصدي للإرهاب والتطرف العنيف، وغيرها من القضايا السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية التي تُعنى بها المنظمة.
تعزيز التضامن
وتلعب "دبلوماسية العشر الأواخر" دورا هاما في مناقشة قضايا الأمتين الإسلامية والعربية، وحل مشاكلها، وتعزيز التضامن بين دولها.
ولعل أبرز نتائج دبلوماسية العشر الأواخر، هو إعلان "ميثاق مكة المكرمة لتعزيز التضامن الإسلامي" الذي صدر في ختام "قمة التضامن الإسلامي" الاستثنائية التي عقدت في مكة المكرمة يومي 14 و15 أغسطس 2012 (26 - 27 رمضان) بمشاركة ملوك ورؤساء 57 دولة إسلامية أعضاء منظمة التعاون الإسلامي.
أيضا من أبرز نتائج "دبلوماسية العشر الأواخر"، توقيع معاهدة الصلح بين أطراف القيادات الدينية العراقية (سنة وشيعة) في أكتوبر 2006 خلال لقاء تركز على محاولة جمع شتات القيادات لتوحيد الصف ونبذ الخلافات الطائفية والسياسية.
ووقع علماء عراقيون من السنة والشيعة على وثيقة مكة التي تؤكد على حرمة إراقة الدم العراقي، وتضمنت 10 نقاط رئيسية من بينها تحريم تكفير المسلمين، والابتعاد عن استهداف المساجد، والعمل على تعزيز المصالحة الوطنية في العراق.
ويبقى قصر الصفا المطل على الحرم المكي، حيث اعتاد ملوك السعودية المتعاقبين قضاء العشر الأواخر من رمضان، هو المكان الذي تتوج فيه نتائج المحادثات في أجواء العشر الأواخر الإيمانية.
aXA6IDMuMTQxLjI5LjIwMiA= جزيرة ام اند امز