النظام الإيراني استغل الثغرات الاستراتيجية في الاتفاق النووي الكارثي مع أوباما أبشع استغلال.
اعترضت الدفاعات الجوية السعودية صاروخين بالستيين في الطائف وجدة، كان أحدهما موجهاً إلى مكة المكرمة قبلة المسلمين وأطهر بقاع الأرض في شهر رمضان المبارك حين يزدحم المعتمرون في تلك الأراضي المقدسة. هذا التصرف الأرعن لا يعد سابقة لجماعة الحوثي، فقد أطلق صاروخاً مشابهاً في أكتوبر من عام 2016.
هذا الاستهداف المشين يثبت أن تلك الثلة من الانقلابين يحملون في طياتهم رسائل خبيثة أولها أنها لا تأبه بالمقدسات ولا بأرواح المدنيين إرضاءً لنظام الملالي في طهران. ثانيها وهو أن النظام الأخير يعمل على تسعير الحرب من خلال وكلائه وهو في ذات الوقت يردد خطاب المظلومية الذي يتناقله عنه الإعلام اليساري في العالم الذي يصور إيران على أنها حمامة سلام مغلوب على أمرها في ظل التحشيد الأمريكي ضدها في المنطقة.
هذه الأفعال الذي يقف من خلفها نظام الولي الفقيه بشكل مباشر أو من خلال وكلائه أو أذرعه تدل على أنه المُسعّر الأول لنار الحرب والنافخ فيها وأنه غير آبه بالخطوط الحمراء من أماكن مُقدسة ولا بشهر رمضان الكريم ولا بأمن الملاحة البحرية الدولية وإمدادات النفط.
استغل النظام الإيراني الثغرات الاستراتيجية في الاتفاق النووي الكارثي مع أوباما أبشع استغلال، الاتفاق الذي لا يكبح الطموح التوسعي لطهران ولا يوقفها من تطوير مشروع صواريخها البالستية ودعم الجماعات الإرهابية والمتطرفة في الشرق الأوسط، بل يعد الاتفاق ضامناً لهذا السلوك مُقابل مهلة زمنية لتطوير قنبلة نووية. ومع انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من هذا الاتفاق في مايو 2018 وفرضها حزمة من العقوبات على النظام الإيراني، تمزقت المظلة التي تحمي طهران، وبدأ العد التنازلي لمغامراتها التي أنهكت الشرق الأوسط لعقودٍ طويلة. وأصبحت الفاتورة قيد الاستحقاق وآن أوان دفعها.
واليوم مع وجود الحشد الأمريكي المهيب لقواتها في الخليج العربي، وتواجد حاملة الطائرات أبراهام لينكولين، وقاذفة الطائرات بي 52 وإعادة انتشار قواتها في دول الخليج العربي، قسمت الرأي العام إلى قسمين، منهم من يظن أنها طبول الحرب في المنطقة، بينما يرى آخرون بأنها حرب نفسية واستعراض للعضلات من أجل إخضاعها للمفاوضات على اتفاق نووي جديد بشروط جديدة لتضمن لواشنطن وحلفائها كبح جماح طهران.
وفي كل الأحوال نشاهد ازدواجية وتعارض الفعل والخطاب الإيراني، فهي ترسل رسائل متناقضة بين استعدادها للحرب ورغبتها في المواجهة، ورسائل أخرى تفيد رغبتها بعدم التصعيد، والأفعال وحدها كفيلة بكشف زيف هذه الادعاءات وكشف رعونة واستخفاف الملالي بخطورة الوضع عليها وعلى المنطقة.
أول تلك الأحداث هو استهداف ناقلات النفط والسفن السعودية والإماراتية والنرويجية بأعمال تخريبية أشارت التحقيقات الأولية لشركة التأمين النرويجية عن مسؤولية طهران عن هذا الحدث التخريبي الذي لا تزال فرق التحقيق الرسمية لم تفرز نتائجه بعد.
وثانيها: استهداف أنابيب النفط في المملكة العربية السعودية على يد الحوثيين بإيعاز من إيران. وثالثها: قصف السفارة الأمريكية ببغداد بصاروخ كاتيوشا سقط في محيط مبنى السفارة والأمر بلا شك يرتبط بإحدى المليشيات الخاضعة لأوامر قاسم سليماني. وآخرها وأشبعها هو إطلاق الحوثيين لصواريخ تستهدف قبلة المسلمين.
هذه الأفعال الذي يقف من خلفها نظام الولي الفقيه بشكل مباشر أو من خلال وكلائه أو أذرعه تدل على أنه المُسعّر الأول لنار الحرب والنافخ فيها وأنه غير آبه بالخطوط الحمراء من أماكن مُقدسة ولا بشهر رمضان الكريم ولا بأمن الملاحة البحرية الدولية وإمدادات النفط، فضلاً عن أرواح الأبرياء من المدنيين والنساء والأطفال.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة