اشتعلت، مؤخرا، بورصة التكهنات بحرب مفتوحة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، واكتست شاراتها باللونين الأحمر تارة والأخضر تارة أخرى.
اشتعلت، مؤخراً، بورصة التكهنات بحرب مفتوحة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، واكتست شاراتها باللونين الأحمر تارة والأخضر تارة أخرى.
أولى الحروب، أو بشكل أدق "الحرب بالوكالة" عبر الأذرع الإرهابية للنظام في المنطقة، بدءاً من لبنان مروراً باليمن والعراق.
وثانيها هي "الحرب الإلكترونية"، فقد أكدت تقارير دولية أن نظام ولاية الفقيه يشن هجمات إلكترونية، برعاية من برنامج الفضاء الإلكتروني الذي تشكل مباشرة بأمر مرشد إيران علي خامنئي منذ عام 2012، ويستهدف عدة دول خاصة المملكة العربية السعودية.
إذن الحرب ليست على الأبواب، وقرع طبولها انتهى، لأن الحرب بالفعل مشتعلة منذ سنوات في المنطقة ولها ستة أوجه على الأقل، أما الصدام المباشر فيخشاه نظام طهران على عكس ما يدعيه، والمؤشرات تؤكد أن التحرك سيكون بالتكثيف في أوجه الحرب الأخرى غير المباشرة بدماء عربية وعلى أرض ليست إيرانية.
وثالثة الأثافي "حرب المخدرات والتجسس"، إحدى حروب نظام ولاية الفقيه الذي تمكن من إنشاء شبكات سرية تنشط في أمريكا اللاتينية، تستخدم تجارة المخدرات وغسل الأموال في تجنيد العملاء والجواسيس حول العالم. كما تقوم بتحديد "بنك أهداف" يتم اللجوء إليه وقت الحاجة لخدمة الأذرع الإيرانية خاصة حزب الله اللبناني، وهو ما دفع بالكونجرس الأمريكي لوضع "الحرس الثوري" ضمن أعلى معايير الخطر على الأمن القومي عام 2018.
تجارة المخدرات و"الحرب الاقتصادية" التي يخوضها نظام طهران.. مجموعة من الآفات والألاعيب، غير أن الأخيرة تبدو محدودة أمام صلابة المواقف الصادرة من البيت الأبيض الذي أحكم قبضة العقوبات الاقتصادية الأمريكية، لينكشف نظام ولاية الفقيه على الصعيد الداخلي أمام فساد ينخر جسد إيران وقوت الشعب الذي يُصرف على دعم الإرهاب والعنف.
و"الحرب النفسية" رابع الحروب التي يخوضها منذ 4 عقود نظام ولاية الفقيه، والتي لم يختلف أسلوبها، عبر "تكتيك الشيطنة" وإطلاق التهديدات الجوفاء؛ حيث يروج الحرس الثوري الإيراني إلى أن القواعد الأمريكية في المنطقة ستكون في مرمى نيرانه، مشبهاً إياها بأنها "قطعة لحم بين أسناننا".
أما خامس الحروب الإيرانية، فهي "الحرب الدينية" وهي الحرب التي بنى النظام أسسه العقدية عليها، ويتغذى عليها عبر إشعال أوار الخلافات المذهبية في المنطقة منذ عقود. وقد فضح موقف إيران الرافض للتوجه الأمريكي لتصنيف جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية، العلاقة القوية التي تربط الإخونجية بنظام ولاية الفقيه سياسياً وعقائدياً وتاريخياً منذ سنوات طويلة، عبر منظمة" فدائيي إسلام" الثورية.
وفي الوقت نفسه، لا تخفى العلاقات بين إيران وتنظيم "القاعدة"، والتي بدأت تتكشف عام 2011؛ حيث لم يتورع نظام طهران عن استخدام أراضيه لحماية قادة التنظيم بعد اندحارهم في أفغانستان. وتشير تقارير إلى أن فروع "القاعدة" المصنوعة في إيران، تتفوق في سياساتها ودعمها اللوجستي على تنظيم "القاعدة" المركزي.
أما سادس الحروب الإيرانية المشتعلة في المنطقة فهي الحرب الإعلامية، والتي لا يتورع النظام عن استخدامها منذ ولادته قبل 4 عقود. والعام الماضي، كشف تحقيق موسع لوكالة "رويترز" عن أن هناك أكثر من 70 موقعاً على الإنترنت تعمل على نشر الدعاية الإيرانية في 15 دولة، وتستهدف بث أخبار مضللة للتأثير في الرأي العام خاصة العربي.
وقبل نحو شهرين، أعلنت شبكة "فيسبوك" أنها أزالت مئات الصفحات والمجموعات والحسابات المرتبطة بإيران، بسبب نشرها أخباراً ومعلومات مضللة وانتحالها شخصيات تنتمي لجماعات سياسية ومؤسسات إعلامية، في محاولة للتأثير على الفكر السياسي في مختلف البلدان حول العالم.
إذن الحرب ليست على الأبواب، وقرع طبولها انتهى، لأن الحرب بالفعل مشتعلة منذ سنوات في المنطقة ولها ستة أوجه على الأقل، أما الصدام المباشر فيخشاه نظام طهران على عكس ما يدعيه، والمؤشرات تؤكد أن التحرك سيكون بالتكثيف في أوجه الحرب الأخرى غير المباشرة بدماء عربية وعلى أرض ليست إيرانية.
لقد آن الأوان لأن يكون هناك ردع عربي قوي يلجم نظام طهران.. لقد آن الآوان للقاموس الحربي الإيراني أن يسلم بهزيمته، وأن براعة الآلة الدعائية لن تسمن ولن تغني من جوع شعبه. لا بد من للتحرك لحقن دماء العرب. وفي هذا السياق تأتي دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لعقد القمم الإسلامية والعربية والخليجية. فالقطار الذي تحرك إلى المستقبل، لن توقفه الألاعيب المحنطة لنظام طهران الذي يعيش جسده على "مسكنات أيديولوجية" انتهت صلاحيتها منذ عقود.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة