فرار جماعي لأسر إيرانية إلى العراق تحسبا لضربة أمريكية
هروب العائلات يأتي في ظل تصاعد التوتر مع الولايات المتحدة وزيادة الاحتمالات بنشوب حرب بين النظام في طهران والقوات الأمريكية بالمنطقة.
ذكرت مصادر عراقية أن عشرات الأسر الإيرانية دخلت إلى العراق خلال اليومين الماضيين واستقرت في محافظتي الكاظمية وكربلاء، تحسبا لضربة أمريكية محتملة.
ونقلت وسائل إعلام محلية عراقية عن مصادر أن من بين الأسر الإيرانية أسر مسؤولين فروا أيضا من طهران ومدن إيرانية أخرى خوفا على حياة عائلاتهم، في ظل زيادة احتمالات حدوث مواجهات عسكرية بين نظام ولاية الفقيه الإيرانية والقوات الأمريكية المتمركزة في المنطقة.
ويأتي هذا في ظل تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران على إثر إرهاب مليشيات طهران بمنطقة الشرق الأوسط وتهديدها للمصالح الدولية والأمريكية، ما دفع واشنطن إلى إرسال قوات عسكرية على رأسها حاملة الطائرات الأمريكية، أبراهام لينكولن بهدف ردع إيران.
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مايو/أيار 2018 انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني، وأعاد فرض حزمتي عقوبات اقتصادية شملت قطاعات اقتصادية مهمة أبرزها النفط والمصارف، ما عمق من الأزمة الاقتصادية التي تعيشها إيران، بسبب إهدار موارد وثروات شعبها على حروبها بالوكالة خارج الحدود.
وبعد عام من إعلان واشنطن انسحابها من اتفاق إيران النووي المبرم في 2015، أعلنت طهران في 8 مايو/أيار الجاري تعليق العمل ببعض الالتزامات الواردة فيه.
وتثار شكوك دولية بشأن مدى التزام إيران بالاتفاق الذي وقعت عليه مع القوى الكبرى، غير أنها استغلت مرحلة الرفع الجزئي للعقوبات، وسعت تحت مظلة الاتفاق النووي لتوسيع نفوذها العسكري في بلدان مجاورة عبر برامج صواريخ باليستية، فضلاً عن تمويل مادي ولوجيستي لمليشيات مسلحة.
وإلى جانب العشرات من المليشيات المسلحة التي تنشرها وتدعمها طهران في العراق وتضم عشرات الآلاف من المقاتلين، لم تتوقف إيران ومليشياتها خلال السنوات الماضية عن نقل المئات من صواريخها والطائرات المسيرة بدون طيار إلى العراق ضمن خطتها لجعل بغداد ساحة حرب رئيسية مع الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها.
وقال السياسي العراقي مثال الآلوسي، رئيس حزب الأمة العراقية، في حديث مع الـ"العين الإخبارية": "نشرت إيران شبكة من الصواريخ مختلفة المهام، إلى جانب قذائف متنوعة في بغداد، وجرف الصخر في محافظة بابل، وفي محافظات كربلاء والأنبار والبصرة وكل أرجاء العراق".
ونشرت إيران خلال السنوات الماضية العشرات من منصات صواريخها في الأراضي العراقية، وأنشأت قواعد لها في بغداد والبصرة وكركوك وطوزخورماتو وسنجار والسليمانية وجرف الصخر والأنبار وكربلاء وديالى والنجف.
ويشرف على هذه المنصات ضباط من فيلق القدس الجناح الخارجي للحرس الثوري الإيراني، الذي يقوده الإرهابي قاسم سليماني إلى جانب ضباط من مليشيا حزب الله اللبنانية ومليشيات الحشد الشعبي.
aXA6IDMuMTYuMTM3LjIyOSA= جزيرة ام اند امز