أبوظبي تحتضن "الملتقى الإعلامي للمخاطر والتهديدات" الثلاثاء
الملتقى الإعلامي للمخاطر والتهديدات يسلِّط الضوء على دور الإعلام الوطني، كرسالة ومنهجية في إدارة الأزمات وخصوصا في المرحلة الراهنة
ينطلق، الثلاثاء، "الملتقى الإعلامي للمخاطر والتهديدات" في دورته الثانية، والذي تنظمه "الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث"، تحت شعار "المنظومة الإعلامية في مواجهة المخاطر"، وذلك بالشراكة مع "المجلس الوطني للإعلام" و"أبوظبي للإعلام" وسكاي نيوز عربية، وذلك في فندق "فيرمونت باب البحر" بأبوظبي.
ويستعد الملتقى لمشاركة واستقبال أكثر من 350 من كبار المسؤولين والخبراء والمتخصصين في مجال الإعلام وإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث والاتصال الحكومي.
ويسلِّط الملتقى الضوء على دور الإعلام الوطني، كرسالة ومنهجية في إدارة الأزمات، وخصوصا في المرحلة الراهنة التي تشهد تناميا ملحوظا في الأزمات والمخاطر التي تلقي بظلالها السلبيَّة على جميع دول المنطقة؛ فالإعلام أصبح إحدى وسائل الحرب النفسية والدعائية، وبات يلعب دورا رئيسيا في إدارة الأزمات والكوارث؛ نظرا لما يتوافر له من قدرات هائلة تتمثل في انتقاله بسرعة كبيرة، واجتيازه الحدود، وتخطِّيه العوائق، بما يملكه من وسائل مقروءة ومسموعة ومرئية، ولما له من قدرات هائلة على التأثير في الأفراد، وإقناع الجمهور في المجتمعات المختلفة، والتحكُّم في سلوكياته وتوجيهه، خصوصا في ظل تطور وسائل التقنية الحديثة وتنامي دور وسائل التواصل الاجتماعي، أو ما يُطلَق عليه الإعلام الجديد.
ويلقي الكلمة الرئيسية كل من محمد بن أحمد البواردي وزير الدولة لشؤون الدفاع لدولة الإمارات العربية المتحدة، وعلي بن محمد الرميحي وزير شؤون الإعلام بمملكة البحرين، بمشاركة نخبة من الخبراء والمتخصصين.
وسيركز الملتقى الإعلامي للمخاطر والتهديدات من خلال ثلاث جلسات وورشتي عمل، ستناقش الجلسة الأولى "الإعلام الوطني رسالة ومنهجية "، يتحدث خلالها د. علي بن تميم مدير عام أبوظبي للإعلام، عن محور الإعلام منظومة متكاملة، ويتناول المقدم الركن يوسف جمعه الحداد رئيس شعبة الإعلام العسكري، رئيس تحرير مجلة درع الوطن محور الإعلام تحديات وطنية، فيما ستتناول الجلسة الثانية "إعلام الأزمات.. خطط واستراتيجيات"، وتضم نخبة من الإعلاميين، ويناقش عبد العزيز الخميس، الصحفي السعودي والباحث في شؤون الشرق الأوسط، محور "التوعية الإعلامية في مجتمعات متعددة اللغات"، وتتناول ورقة عمل سوسن الشاعر، صحفية وإعلامية من البحرين محور "التحديات الإعلامية في المنطقة"، فيما تناقش نوف تهلك، مستشارة الأمين العام لمجلس الوزراء، محور "النظرة المستقبلية للاتصال الحكومي".
وتناقش الجلسة الثالثة "الخطاب الإعلامي"، وتضم نخبة من ألمع الشخصيات، منها تركي الدخيل مدير قناة العربية، ويتناول محور "إعلام الأزمات وأسلوب الخطاب"، والإعلامي محمد أحمد الملا من الكويت، ويناقش محور "الخطاب الإعلامي وتأثيره على الجمهور".
كما تحتوي فعاليات الملتقى على ورشتي عمل، الأولى بعنوان: "تجارب إعلامية عالمية". ويستعرضها ناجل كين من كلية التخطيط البريطانية للطوارئ والأزمات، بعنوان "المتحدث الرسمي أثناء الطوارئ والأزمات"، وتتناول الورشة الثانية من خلال ماجد الرئيسي، ناشط في قنوات التواصل الاجتماعي، محور يركز على "الحسابات الوهمية وكيفية التعامل معها"، أما محور "دور الحسابات الوطنية"، سيتناولها ويتحدث فيها محمد أحمد بالعلاء، ناشط في فرسان الإمارات.
وستكون جلسات الملتقى فرصة لاجتماع نخبة من المسؤولين العاملين في مجال الإعلام بالقيادات والمسؤولين عن إدارة حالات الطوارئ والأزمات من الوزارات والمؤسسات والهيئات ذات العلاقة؛ من أجل التوصُّل إلى الكيفيَّة التي يتم بها تفعيل دور الإعلام في مواجهة الأزمات والمخاطر.
وأكد د. جمال محمد الحوسني، مدير عام الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، أن الملتقى يهدف إلى تعزيز المعرفة بإدارة الأزمات إعلاميا، والشراكة والتنسيق مع وسائل الإعلام المختلفة في حالات الطوارئ والأزمات والكوارث، وتسليط الضوء على عدد من القضايا بالإضافة إلى عوامل النجاح في إدارة الأزمات إعلاميا، والاستعداد والتخطيط الإعلامي للتصدي الناجح للأزمة أو الكارثة. وأهمية بناء إعلام وطني يحمل رسالة ومنهجية واضحة ومؤثرة.
كما نتطلع أن يساهم الملتقى في إيجاد بيئة عمل إعلامية مناسبة تسهم في بناء شراكة مجتمعية، مع كل قطاعات ومؤسسات الدولة الحيوية، كون الإعلام يشكل أداة رئيسية في التعامل بفاعلية مع الأزمات.
وأوضح مدير عام الهيئة إلى أن أهمية مثل هذا الملتقى تأتي في توقيته، خصوصا مع تسارع وتيرة التحديات التي تؤثر في دول المنطقة، وأهمية الدور الذي يلعبه الإعلام الإماراتي الذي يتسم بالمهنية والاحترافية في التعامل مع الأزمات والتحديات المستقبلية، وتطوير استراتيجية إعلامية شاملة لإدارة الأزمات بالتعاون مع الجهات والهيئات المختصة في الدولة، وبما يسهم في بناء خطط مستقبلية للتعامل الاستباقي في مواجهة الأزمات والطوارئ.
وأشار إلى أن الإعلام يعتبر في الوقت الحالي هو الخط الأول لمواجهة الأزمات، وذلك لقوة وسرعة تواصله مع المجتمع، لذا يجب وضع آلية عمل لإيجاد منصات إعلامية تكون أكثر قرباً من الجمهور تخاطبهم وتتحدث بلغتهم وتوصل رسالتها إليهم عن طريق محتوى يلائم تطلعات هذه الفئة، وإيجاد اتصال حكومي فعال وخطاب إعلامي مناسب وذي أثر مباشر على الجمهور، والتصدي للحسابات الوهمية.
كما يقع على كاهل وسائل الإعلام الحكومية مسؤولية نقل وجهة النظر الرسمية بشأن الأزمة، حيث يجب أن تكون مستعدة لمواجهة وسائل الإعلام الأخرى الناقلة للخبر، عبر رسائل إعلامية واضحة، لتبعث على الطمأنينة وتنقل الحقيقة عبر المتحدث الرسمي.
وأكد جمال الحوسني إن ما حققته دولة الإمارات من إنجازات، يضعها تحت المجهر بين دول العالم المتقدم، لذا نتطلع أن تساهم المؤسسات الإعلامية وأن تلعب دورها المحوري في التصدي للحملات التي تستهدف أمن الوطن وسلامته، والتقليل من إنجازاته، والنيل من رموزه وقياداته.