المواطنة الإيجابية العالمية.. شعار قمة "أقدر" في إكسبو 2020 دبي
انطلقت قمّة "أقدر" العالمية في إكسبو 2020 دبي، الإثنين، تحت شعار "المواطنة الإيجابية العالمية- تمكين فرص الاستثمار المستدام".
حضر انطلاق الفعاليات في مركز المعارض بإكسبو حسين الحمادي وزير التربية والتعليم بالإمارات، وحصة بو حميد وزيرة تنمية المجتمع الإماراتية، والفريق خبير راشد ثاني المطروشي، مدير عام الدفاع المدني بدبي وفهد القرقاوي، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لتنمية الاستثمار الداخلية، والدكتور إبراهيم الدبل الرئيس التنفيذي لبرنامج خليفة للتمكين "أقدر"، وعبد الرحمن المنصوري نائب الرئيس التنفيذي لبرنامج خليفة للتمكين "أقدر"، والدكتور عبدالسلام المدني رئيس إندكس القابضة الشريك التنفيذي للقمة، وعدد من المسؤولين وزوار معرض إكسبو دبي 2020.
وتجوّل الحضور في المعرض المصاحب للقمة مطلعين على ما تعرضه الشركات والمؤسسات المحلية والعالمية المشاركة في المعرض، إضافة إلى حضور الفيديو التسجيلي الذي عرض فيه تاريخ القمة والإنجازات التي حققتها منذ انطلاقتها وحتى هذه الدورة.
واستهل حسين بن إبراهيم الحمادي، وزير التربية والتعليم كلمته في الجلسة الافتتاحية في قمة "أقدر" بالإشادة بالجهود الوطنية الحثيثة التي صنعت الفارق من خلال تنظيم حدث عالمي بارز يجمع العالم وهو إكسبو 2020، رغم التحديات الصحيّة الراهنة، وهو ما يؤكد مجددا تميز وحرفية الإمارات تنظيماً وإدارة.
وقال إن إكسبو 2020 يجمع تحت مظلته ثقافات متنوعة وتجارب عالمية ناجحة ويعد فرصة لتعزيز الاستدامة، والإمارات تسعى من تنظيم هذا الحدث للعمل معا من أجل إطلاق فكر جديد وهو المواطنة العالمية الإيجابية.
وأضاف: "الإمارات دولة الإنسانية، لا مكان فيها للتمييز بين عرق أو لون أو ديانة، فالجميع شركاء من أجل حياة أفضل للجميع، وهذا المبدأ الذي تأسست عليه الإمارات على يد الوالد الباني الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وهو ما أفضى إلى تعايش أكثر من 200 جنسية هنا في الإمارات بود واحترام".
وذكر أن إكسبو 2020 يجمع تحت مظلته ثقافات متنوعة وتجارب عالمية ناجحة ويعد فرصة لتعزيز الاستدامة، والإمارات تسعى من تنظيم هذا الحدث للعمل معا من أجل إطلاق فكر جديد وهو المواطنة العالمية الإيجابية.
وتابع: "نحن على أعتاب مرحلة جديدة في الإمارات، وهي الخمسين المقبلة، والتعليم يشكل الشغل الشاغل للقيادة والدولة، لخوض غمار المستقبل وتحقيق التنمية المستدامة والتحول إلى اقتصاد المعرفة، لذا فإن منظومة التعليم لدينا متكاملة وشمولية ويشكل الطالب محورها الأساس وتخضع للتطوير المستمر".
ولفت إلى أن الإمارات تؤمن بأن التعليم هو المستقبل لإنشاء جيل إيجابي قادر على البناء ومواكبة تغيرات العالم، ومواجهة التحديات وسرعة الاستجابة لها لخدمة الإنسان وازدهاره، وكانت الإمارات مثالا يحتذى في ذلك من خلال تجاوز ما فرضته الجائحة، ومواصلة رحلة البناء والتعليم والتنمية.
وأوضح أن مرحلة الطفولة المبكرة، تمثل أهم مرحلة حيث تتشكل فيها هوية الطفل وتتعزز فيها مهاراته الجسدية والفكرية والنفسية، لذا وجب الاستثمار الأمثل فيها، وتوفير منصة داعمة لها وللأسرة والمجتمع، وهي مسؤولية جماعية، مؤسسات وأفرادا لبناء هذا الطفل، مشيراً إلى أن وزارة التربية والتعليم تولي مرحلة رياض الأطفال أهمية كبيرة من خلال تزويدها بأفضل الكفاءات والخبرات التعليمية وتوفير بيئة تعليمية محفزة ومناهج عالية الجودة.
وأكمل: "نحرص على تحقيق التكاملية، لتحديد المسارات التي يمكن أن يبدع فيها الطالب وأن يتقدم ويتطور مهارياً، وعملنا في السنوات الأخيرة على ربط منظومة التعليم العالي بمخرجات التعليم العام لتحقيق أقصى درجات الاستفادة، وضمان جودة التعليم".
وتقام الدورة الرابعة من قمة "أقدر" العالمية تحت شعار "المواطنة الإيجابية العالمية- تمكين فرص الاستثمار المستدام".
وتستمر فعاليات القمة حتى 30 أكتوبر/ تشرين الأول 2021 في مركز دبي للمعارض وجناح "فزعة" في إكسبو 2020 وتأخذ من إكسبو دبي مقراً لها تأكيداً لعالمية القمة وحرصها على تعزيز تلاقي ثقافات الشعوب في سبيل تمكين الإنسان.
وتعد "قمة أقدر العالمية" إحدى مبادرات برنامج خليفة للتمكين "أقدر" وهي منصة عالمية للقادة وصناع القـرار والخبراء والمتخصصين والشـركات والمؤسسات الرائـدة مـن جميع أنحاء العالم للتلاقي والحوار ومناقشـة القضايا المحلية والعالمية المتعلقة بتمكيـن المجتمعات بأبعادها الإنسـانية والثقافيـة والفكريـة مع توفير مستقبل مشرق ومزدهر للأفراد وضمان الأمن والاستقرار والازدهار للمجتمعات في جميع أنحاء العالم.
وشمل اليوم الأول من القمة العديد من الفعاليات التي نظمتها اللجنة لتعزيز مفهوم المواطنة الإيجابية، وتماشياً مع رؤية الحكومة الرشيدة للخمسين عاماً المقبلة، والتي من شأنها أن تسلّط الضوء على مختلف القضايا التي تهتم بالمجتمع وبتمكين أفراده، كما تصب في توفير مساحة للأفراد للتعبير عن أنفسهم لتحقيق الهدف الرئيسي لهذا الحدث العلمي العالمي في تنمية العقول لازدهار الأوطان.
وألقى الدكتور تيدروس أدهانوم جيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية كلمة له عبر مشاركته الافتراضية في القمة، أكد فيها أهمية التلاقي والتشارك العالمي من أجل تعزيز السلم والصحة والوقاية العالمية من خلال ممارسات إيجابية وتعاون مثمر بين جميع الدول من حكومات ومؤسسات المجتمع المدني.
كما تناولت فعالية "مجلس أٌقدر" الذي أدارها السفير غيرهارد بوتمان كريمر مدير المجلس الاستشاري العلمي العالمي لمؤتمر ومعرض "ديهاد" عن دور المواطنة الإيجابية العالمية في العمل الإنساني، حيث تحدثت كلير دالتون رئيسة بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الإمارات وماريو ستيفان المدير التنفيذي لمنظمة أطباء بلا حدود العالمية.
وفي الجلسة المسائية من نفس الفعالية في "مجلس أقدر"، تحدث المطران الدكتور بول هيندر .Cap OFM عن المواطنة الإيجابية العالمية في تعزيز الأخوة الإنسانية، وتناول الدكتور نصر عارف الباحث الأكاديمي الدولي دور التأصيل العلمي لمفاهيم المواطنة الإيجابية العالمية.
كما تم الإعلان عن "أقدر روتس" حيث سيتم استضافة أطفال من 5 دول أجنبية تشمل اليابان وأمريكا وبريطانيا وروسيا للحديث عن تجربتهم في مدارس الدولة لتعزيز مفهوم المواطنة الإيجابية العالمية وتبادل الخبرات بين الأطفال الذين يعيشون ويدرسون في الإمارات وخارجها، وتنظيم زيارات مدرسية للطلبة للتعرف على مختلف الأنشطة والفعاليات المصاحبة، و"أقدر آرت" والتي تنظم بالتعاون مع منظمة إيما للسلام حيث سيتم تنظيم عدد من الحفلات الموسيقية المتنوعة في الفترة الصباحية والفترة المسائية، وهي فعالية تؤكد دور الموسيقى في تعزيز ونشر رسالة السلام والمحبة بين الناس، و"اندكس توكس" وهي فعالية تتيح للأشخاص الملهمين ذوي القصص المميزة مشاركة قصصهم مع الجمهور من دون الإفصاح عن هويتهم، وغيرها الكثير.
وفي اليوم الأول، تضمنت فعالية "اندكس توكس" 4 جلسات بعناوين مختلفة، شارك من خلالها المتحدثين الذين أخفوا هويتهم الحضور قصصهم الملهمة بكل حرية وأريحية.
وتضمن "أقدر روتس" مشاركة الطفلة "روكسان تارا" من أستراليا والطفلة "صوفي شالان" من روسيا، حيث تكلمت الطفلتان عن مفهوم المواطنة الإيجابية في الإمارات، بحضور طلاب من مدارسهما. وتضمن "أقدر آرت" عروض حية من فرقة بافوري والفنان عبدالله الشامسي والفنان إنريكو ميانولي والفنان فيتوريو كوكولو، بينما تضمن "أقدر بوتكامب" جلسات تدريبية للأشخاص الذين تم اختيارهم للبرنامج التدريبي.
ومن جانب آخر، استعرض المعرض العالمي المصاحب للمؤتمر والذي يتضمن مشاركة كبيرة من شركات محلية وعالمية رائدة أبرز الابتكارات والحلول الفريدة التي تصب في مصلحة الإنسان والشعوب والمجتمعات.
فعاليات موسعة في جناح فزعة
شهد اليوم الثاني على التوالي من فعاليات قمة أقدر العالمية في نسختها الرابعة التي تحمل شعار "المواطنة الإيجابية العالمية- تمكين فرص الاستثمار المستدام"، في جناح فزعة بإكسبو دبي 2020، انطلاق الفعاليات والجلسات والبرامج التفاعلية التي تعزز من مفهوم التواصل ودور الإعلام الحديث في نقل الفكر والممارسات والسلوكيات الإيجابية، وتبادل الثقافات العالمية التي تمكن المجتمعات من التعايش واحترام القيم والعادات الأصلية للشعوب والبلدان.
وجاءت فعالية "طاولة أقدر المستديرة"، التي يتم من خلالها تبادل الحوارات التفاعلية وفتح باب النقاشات مع الخبراء والمختصين وصناع القرار، لتتناول موضوع "دور الإعلام الحديث والتواصل الاجتماعي في تعزيز المواطنة الإيجابية"، بالتعاون مع وكالة الأنباء الاماراتية "وام".
وتحاور المتحدثون عن الدور الكبير الذي يلعبة الإعلام الجديد في نقل الصورة الإيجابية للممارسات والسلوكيات التي من شأنها أن تحدث الأثر في المجتمعات، وتعكس النظرة المستقبلية لتوجهات جمهور وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أكد المتحدثون أهمية صناعة المحتوى الذي يحمل رسائل ذات فاعلية أقوى لمخاطبة المجتمع والأجيال الجديدة التي تعتمد على وسائل الإعلام غير التقليدية.
ثم استعرضت فاعلية "ملتقى القيادة المستقبلية" الرؤية والريادة للقادة وأصحاب القرار في وضع الخطط والبرامج الاسترتيجية التي تستشرف المستقبل، وتعمل على خلق منظومة عمل متكاملة للمرحلة المقبلة وذلك من خلال الاطلاع على التجارب العالمية، وتبادل الخبرات والحوارات التفاعلية التي تطرق لها المختصون والخبراء في هذا الجانب، حيث تعكس منصة التعاون الثقافي الدولية الدور الإيجابي للقيادة في تعزيز مفهوم المواطنة العالمية الإيجابية للارتقاء بالمجتماعات والقيم والسلوكيات.
وقدمت فاعلية "المصداقية الإماراتية" موضوع "الإماراتي مثقف" بالتعاون مع وزارة الثقافة والشباب، حيث تسلط الضوء على القيم المتأصلة للمواطن الإماراتي، والجهود التي يبذلها في سبيل خدمة الوطن وتعزيز سمعته العالمية، وذلك من خلال عقد جلسات نقاشية بالتعاون مع الجهات الحكومية والمؤسسات الوطنية، حيث تم فيها استعراض الجانب المعرفي والثقافي لأبناء الامارات، ودور المثقفين الإماراتين وعطائهم في تقديم المعرفة ونقلها للآخرين، ما يعزز من مكانة الدولة ومسيرتها الحضارية
واستضافت جلسة "إماراتي وأقدر" لليوم الثاني على التوالي الشخصية الإماراتية المتميزة أحمد الفلاسي الحاصل على جائزة صناع الأمل العربي لعام 2020، حيث تحدث فيها عن تجربته الشخصية والعمل الانساني الذي قدمه لمساعدة المحتاجين، ودعم القيادة الرشيدة وتشجيعها لاستمرار تقديم العطاء والمساعدات للجميع، ما يؤكد حرص الإمارات في أن تكون سباقة في تقديم يد العون، وذلك لتعزيز مبادئها الأساسية وجهودها الكبيرة في مجال العمل الإنساني النبيل.
وتناولت فعالية "جلسات أقدر الحوارية" في اليوم الثاني محور "تعزيز المواطنة الإيجابية العالمية ضمن ثقافات متعددة"، تحدث فيها نخبة من الخبراء والمختصين من مختلف القطاعات المجتمعية والدولية، حيث استضافت الجلسة وتحاور فيها الدكتورة ورود الجيوسي مديرة مركز تطوير الحياة المشتركة، استير موشاوسكي شناير ، وأدار الجلسة الدكتورة درورة عروسي مديرة معهد الاتحاد السفاردي الأمريكي للخبرة اليهودية.
واختتمت فعاليات اليوم الثاني مع فعالية الموروث الشعبي والمواطنة الإيجابية العالمية التي تأتي بالتعاون مع مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث وعدد من أجنحة الدول المشاركة بإكسبو دبي 2020، حيث تناولت الحلقة الثانية العلاقة الحضارية المشتركة بين الموروث الشعبي الإماراتي والموروث الشعبي اليوناني، ويعد رمز السفينة جزءاً مهماً من تاريخ وثقافة البلدين، وتم التحاور في ترابط هذا الرمز وتلاقيه بين دولة الإمارات واليونان.
وتجدر الإشارة إلى أن فعاليات قمة "أقدر العالمية" تستمر ببرامجها وأنشطتها وجلساتها التفاعلية حتى 30 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، في مركز المعارض إكسبو دبي 2020 في القاعتين (1A , 1C) و جناح "فزعة"، حيث تتلاقى العقول وتتبادل الثقافات، لصناعة المستقبل المشرق بتعزيز مفهوم المواطنة الإيجابية العالمية.