إعلاميون لـ"العين الإخبارية": الميتافيرس نقلة بمجال الإعلام.. والإمارات سباقة
عقدت "مساحة نقاش" على Twitter Spaces جلسة نقاشية بعنوان: "الإعلام والميتافيرس.. هل يربح الجميع؟" أدارها الإعلامي محمد الكعبي.
شارك في الجلسة، التي عقدت عبر "تويتر العين الإخبارية"، محمد جلال الريسي، المدير العام لوكالة أنباء الإمارات، والدكتور مروان الزرعوني، مستشار استراتيجية في "دبي الرقمية"، وخديجة المرزوقي، رئيسة تحرير "دبي بوست"، ومحمد فتحي، الصحفي المتخصص في الإعلام الرقمي.
في البداية، أعرب محمد جلال الريسي، المدير العام لوكالة أنباء الإمارات "وام"، عن شكره للقائمين على تنظيم هذه المساحة النقاشية، مؤكدا أنها جاءت في الوقت المناسب، مضيفا: "نحن في دولة الإمارات العربية المتحدة شهدنا الكثير من الأنشطة المتعلقة المجال الإعلامي، منها منتدى الاتصال في الشارقة، ومنتدى الإعلام العربي في دبي، وفي الفترة المقبلة سنشهد الكونجرس العالمي للإعلام.
نقلة نوعية
وأشار الريسي إلى أن كل هذه الأنشطة كانت تتحدث عن الميتافيرس وتأثيرات ومجالات العمل في هذا المجال، لافتا إلى الإعلام متجدد دائماً، ويتأثر بكل وسائل التكنولوجية الحديثة.
وتابع: "العاملون في المجال الإعلامي ينقسمون إلى فئتين، واحدة تعمل بنسق معين ولا تقبل التجديد والتطوير، والأخرى لعاملين متطورين يحدّثون أنفسهم باستمرار، ويبحثون عن كل جديد للتعلّم منه، ويستفيدون من كل أداة جديدة سواء كانت تكنولوجيا أو طريقة أو أسلوب، وهذا هو الإعلام المستقبلي".
وشدد الريسي على أن تقنية الميتافيرس ستحدث نقلة كبيرة للغاية ليس فقط في المجال الإعلامي، ولكن في كثير من الخدمات التي تقدمها الحكومات والمؤسسات والشركات المختلفة، وطريقة التعامل معها ستكون مختلفة للغاية، ونحن في القطاع الإعلامي إذا لم يكن لدينا استشراف للمستقبل والاستفادة من التكنولوجيا الجديدة سنقف كما يقولون على حدود التاريخ ولن نصبح جزءاً من المستقبل.
واعتبر المدير العام لوكالة أنباء الإمارات أن الوقت حان للاستثمار في الأدوات التكنولوجية الجديدة ومنها الميتافيرس، وكلما بادرنا وأسرعنا بالدخول في عالم الميتافيرس كلما استطعنا تحقيق الاستفادة المثلى منه، فكل ما هو تكنولوجي يجب أن يستغل، ويجب الاستفادة من العقول المبدعة، كما أنه على كليات الإعلام والاتصال إدراج كل أداة إعلامية جديدة في مناهجها، ومن ذلك عالم الميتافيرس حتى يكون خريجوها على دراية بهذه الأمور.
الإمارات سباقة
من جانبه، قال الدكتور مروان الزرعوني، مستشار استراتيجي في "دبي الرقمية"، إن الميتافيرس يمثِّل قفزة كبيرة في العالم الافتراضي التفاعلي، وأن الاهتمام الحكومي في دولة الإمارات بعالم الميتافيرس حالياً هو استثمار في الاتجاه الصحيح.
وأوضح أن تقنية الميتافيرس تركّز على كل ما هو تفاعلي وتنقل المستخدم إلى عالم حي للأحداث، لافتا إلى أن الإعلام يمثل أحد المجالات التي من المتوقع أن تحقق استفادة كبرى من هذه التقنية.
وأضاف أن فوائد الميتافيرس ستتضح خلال سنة إلى ثلاث سنوات من الآن، وسوف تغير من ديناميكية صناعة المحتوى، مشيرا إلى أن سرعة الاتصال يعد من أهم عوامل نجاح الميتافيرس؛ لارتباط هذه التقنية بالتفاعل الافتراضي للمستخدمين.
ودعا الزرعوني إلى الاستفادة من العقول المبدعة لبناء عوالم شبيهة بالعوالم الحقيقية في الميتافيرس، مشددا على أننا "لا بد أن نصنع عالم الميتافيرس المتوافق مع تقاليدنا وعاداتنا وعدم السماح باقتحام محتوى غير لائق".
مَن سيدفع لمَن؟
بدورها اعتبرت خديجة المرزوقي، رئيسة تحرير "دبي بوست"، أن 90 بالمائة منّا لا يعرفون حتى الآن الشكل الذي سيكون عليه عالم الميتافيرس، لذا علينا خوض التجربة من الآن، وطرح الأسئلة لاستكشاف هذا العالم الجديد.
وأعربت المرزوقي عن تخوفها من الخلط بين المحتوى الإعلاني والمحتوى الإخباري في الميتافيرس، كما أن هناك أيضاً سؤالا يتعلّق "بمَن سيدفع لمَن؟"، المستخدم أم التقنية؟ مشيرة إلى أن دولة الإمارات سبّاقة كالعادة في استكشاف عالم الميتافيرس.
وعن مسؤولية ضبط عالم الميتافيرس من حيث الثوابت والقيم والمشاعر الإنسانية، قالت المرزوقي: "للحكومات دور في وضع القوانين والأنظمة والتشريعات التي تحكم وتضبط العوالم التكنولوجية ومنها الميتافيرس".
الهجرة من السوشيال ميديا
في السياق، شدد محمد فتحي، الصحفي المتخصص في الإعلام الرقمي، على أن دولة الإمارات سبّاقة في الاستثمار بالاقتصاد المعرفي القائم على الابتكار، والميتافيرس يعد فرصة واعدة للاستثمار في مجالات شتى، كما أن السبّاقين إلى الميتافيرس هم أصحاب النصيب الأكبر من المكاسب.
وأشار فتحي إلى أن هناك توقعات بدخول مليار مستخدم إلى الميتافيرس خلال 5 سنوات، معربا عن اعتقاده بأن شركة "ميتا" ترى المؤسسات الإعلامية "شريك" وليس "مستخدم" في عالم الميتافيرس. ولفت إلى أن هناك توقعات بهجر المستخدمين لوسائل التواصل الاجتماعي الموجودة حالياً بعد 10 سنوات من الآن.
نكون من الأوائل
في ختام الجلسة، أجرى أحمد سعيد العلوي، رئيس تحرير "العين الإخبارية"، مداخلة وجّه فيها الشكر لجميع المشاركين في جلسة: "الإعلام والميتافيرس.. هل يربح الجميع؟"
وقال العلوي: "أتفق مع الجميع في أن الفكرة نوعاً ما غريبة بعض الشيء وكأنها فيلما من أفلام السينما الأمريكية (هوليوود)، لكن الميتافيرس اليوم أصبح واقعاً، والعديد من المستخدمين يعيشون فترة كبيرة من وقتهم في العوالم الافتراضية ثلاثية الأبعاد".
وأضاف: "لا بد أن نستعد جيداً لهذا العالم الجديد، وأعتقد أننا قادرون على صنع الفارق، وأن نكون من الأوائل".
aXA6IDE4LjIyNC41NC42MSA= جزيرة ام اند امز