جيف زوكر في قمة «بريدج 2025»: الإعلام العالمي يعيش أزمة ثقة
أكد جيف زوكر، الرئيس التنفيذي لـ Redbird IMI والشريك في Redbird Capital Partners، أنّ قطاع الإعلام العالمي يعيش مرحلة مفصلية عنوانها الأبرز أزمة الثقة وتحوّل مركز المصداقية من المؤسسات إلى الأفراد
وأشار إلى أنّ المستهلك اليوم يبحث عن الصحفي أو صانع المحتوى الذي يثق به، في عالم تتداخل فيه الحقيقة مع المحتوى المزيّف بفعل تسارع تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وقال إنّ منطقة الشرق الأوسط باتت لاعباً مؤثراً في المشهد الإعلامي العالمي، وشريكاً حقيقياً في تطوير مستقبل القطاع.
جاء ذلك خلال جلسة بعنوان «أزمة الثقة في الإعلام»، أدارتها أناستاسيا سيبوم، الرئيسة التنفيذية لـ Brilliant Minds Foundation، ضمن فعاليات الدورة الأولى من قمة «بريدج 2025»، التي تُقام في مركز أبوظبي الوطني للمعارض (أدنيك)، بمشاركة 430 متحدثاً من 45 دولة من كبار المبدعين، وصنّاع السياسات، والمستثمرين، وخبراء التكنولوجيا، والمؤسسات الإعلامية، وقادة الثقافة، يقدمون أكثر من 300 جلسة، تتوزع على مسارات القمة السبعة: الإعلام، اقتصاد صناعة المحتوى، الفن والموسيقى، الألعاب الإلكترونية، التقنية، التسويق، وصناعة الأفلام.
وقال زوكر إنّ الاستحواذات الكبرى في قطاع الإعلام، مثل صفقة نتفليكس–وارنر، التي حدثت مؤخراً، ليست تهديداً للمحتوى كما يظن البعض، بل تكشف الحاجة المتزايدة إلى التوسّع وامتلاك ملكية فكرية قوية، مؤكداً أنّ المستهلك لم يعد منشغلاً بمن يستحوذ على مَن، بل يهتم بما إذا كان المحتوى جيداً وهل القصة تستحق المشاهدة؟ وأضاف أنّ الجمهور اليوم يتمتع بفرصة غير مسبوقة في الوصول إلى كمٍّ هائل من المحتوى عبر منصات متعددة، معتبراً أنّ المخاوف من تقلّص المحتوى غير مبرّرة.
وأشار إلى تجربة شركته في محاولة الاستحواذ على صحيفة «التلغراف» البريطانية، موضحاً أنّ عدم نجاح الصفقة يعود إلى ظروف خاصة، وقال: «لا يمكن الحصول على كل ما نريد، فالإعلام قطاع يحتمل النجاح والفشل، وأحياناً تحتاج الظروف إلى أن تكون مواتية حتى تُستكمل الصفقات».
وأضاف أنّ جوهر أزمة الإعلام اليوم يتمثل في تحوّل المصداقية من المؤسسة إلى الفرد، مشدّداً على أنّ صناع المحتوى المستقلين والمنصات الفردية باتوا يشكلون محور الثقة الجديد في عالم ترتفع فيه الشكوك حول التحقق من المعلومة، لافتاً إلى أنّ الذكاء الاصطناعي يمثل أداة استثنائية يجب أن يستخدمها الصحافيون لتعزيز قدراتهم البحثية والتحليلية، لكنه لن يحلّ محل الصحافي أبداً.
كما أكد أنّ مستقبل صناعة المحتوى لن يقتصر على الملكية الفكرية القوية فحسب، بل سيشمل الفعاليات الحية والرياضة والبرامج المصاحبة لها، باعتبارها المحتوى الأكثر قدرة على جذب الجمهور. وفي ما يتعلق بمن سيكون أكبر مُصدّر ثقافي في العقد المقبل، قال زوكر إنّ كوريا الجنوبية تقدّم نموذجاً عالمياً ناجحاً بفضل K-Pop وSquid Game، مع الإشارة أيضاً إلى دول أخرى مثل تركيا في مجال تصدير الدراما.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTg4IA== جزيرة ام اند امز